الجمعة ٢٩ آذار ٢٠٢٤

ابان بن تغلب ثقة الائمة الطاهرين


تاريخ الاضافة:-2022-06-29 09:47:50 | عدد الزيارات: 1212

                                                                                                                                               أبان بن تغلب

 

أبن رباح، أبو سعيد البكري الجريري، كان من كبار العلماء، ومن أعلام الفكر في الإسلام، وقد لازم أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وحفظ علومهم وتراثهم فكان السادن الأمين لفقههم.

وكان أبان من أبرز علماء المسلمين وأنبههم في ذلك العصر، ويقول المترجمون له أنه كان مقدماً في كل فن من العلوم في القرآن والحديث، والأدب واللغة والنحو.

ومما يدلل على سمو مكانته العلمية أنه كان إذا قدم إلى المدينة المنورة تقاطرت اليه الرجال في الحلقات العلمية، وأخليت له سارية النبي (صلى الله عليه وآله) ويحف بها الفقهاء والعلماء للاستفادة من ثرواته العلمية.

وقد روى عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وروى عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) وروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد رُوي عنه ثلاثين ألف حديث ،وقد قال الامام الصادق(عليه السلام) لأبان بن عثمان: إن أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف حديث فاروها عنه، وروى سليم بن أبي حية قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فلما أردت أن أفارقه ودعته، وقلت: أحب أن تزودني، فقال: أئت أبان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثاً كثيراً، فما روى لك فاروه عني.

وكان أبان موضع إعتزاز الأئمة وفخرهم وذلك لما يملكه من ثروات علمية بالإضافة لما يتمتع به من التقوى والورع والتحرج في الدين، وكان إذا وفد على الإمام الصادق (عليه السلام) قابله بمزيد من العناية والتكريم فكان يصافحه ويعتنقه، ويرحب به، ويؤمر له بوسادة، وكان الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام) يقول له: (اجلس في مسجد المدينة، وأفت الناس، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك..).

ودل هذا الحديث على اجتهاد أبان، وأنه أهل للفتيا بين الناس كما دل على اعتزاز الإمام به، وقال له الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام):

وقال له: (جالس أهل المدينة فإني أحب أن يروا في شيعتنا مثلك..).

لقد اعتز الأئمة (عليهم السلام) بهذا العالم العظيم الذي حوى علومهم وسار على منهجهم، واقتدى بسيرتهم.

وأجمع المترجمون لأبان على وثاقته وأمانته وصدقه في نقل الحديث، ولم يجرحه أحد من هذه الجهة، ولكن جماعة من العامة جرحوه لحبه أهل البيت (عليهم السلام) فقد قال الجوزجاني: إنه زائغ مذموم المذهب مجاهر وقال الذهبي: إنه شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه، وعليه بدعته، وأضاف قائلاً: كيف ساغ توثيق مبتدع، وحد الثقة العدالة، والإتقان؟ فكيف يكون عدلاً من هو صاحب بدعة؟

وجوابه أن البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف، فهذا كثير في التابعين، وتابعيهم، مع الدين والورع والصدق، فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة، ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه والحط من أبي بكر وعمر والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة ولا يحمل هذا الرأي أي طابع من الموضوعية، فإن التحقيق العلمي يقضي بقبول قول الثقة الصادق الذي يتحرج من الكذب، ولا اعتبار بالنزعات العقائدية في ذلك.

وقد أنعم الله على أبان بمعرفته وولائه لأهل البيت (عليهم السلام)، وقد حفظ علومهم وآدابهم، واجتهد في فقههم، وراح يفتي الناس به، ويحل مشاكلهم على ضوئه كما راح يتحدث في أندية الكوفة ومجالسة بفضائلهم، ويحاج وينظر خصومهم وأعداءهم، في وقت كان من يذكرهم بخير يتعرض لأشق ألوان المحن والخطوب فقد جهد الأمويون على التنكيل وإنزال أقسى العقوبات بمن يحبهم ويواليهم ولكن أبان قد وطن نفسه على ذلك لأن حبه لم يكن عاطفياً، وإنما كان قائماً على الفكر والدليل، فالكتاب والسنة قد فرضا على المسلمين الولاء لهم، وجعلت ذلك جزءاً من الإسلام لا ينفك عنه.

وعلى أي حال فقد كان أبان شديد الولاء لأهل البيت وكان يرى فضل الصحابة، وسمو منزلتهم بمدى اتصالهم بالعترة الطاهرة فقد روى عبد الرحمن بن الحجاج قال: كنا في مجلس أبان بن تغلب فجاء شاب فقال له: (يا أبا سعيد أخبرني كم شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)؟...).

وأدرك أبان مراده فأجابه: وكأنك تريد أن تعرف فضل علي بمن تبعه من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

وأسرع الشاب قائلاً: (هو ذلك..).

فأجابه أبان جواب العارف بحق الإمام (عليه السلام) قائلاً: (والله ما عرفنا فضلهم - أي الصحابة - إلا باتباعهم إياه).

حقاً لقد كان الإمام أمير المؤمنين رائد الحكمة والعدالة في الإسلام هو المقياس الذي تعرف به قيم الرجال، فمن أخلص له فهو على جانب كبير من الفضل، ومن عاداه فقد انحرف عن الحق، ومال عن القصد.

ومن مظاهر ولاء أبان للسادة الأطهار من عترة النبي (صلى الله عليه وآله) أنه مر على قوم فأخذوا يعيبون عليه لأنه يروي عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فسخر منهم وقال:

(كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلا قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)).

إن روايته عن الإمام الباقر (عليه السلام) كانت تتصل بالرواية عن النبي (صلى الله عليه وآله) وهي أوثق الروايات وأصحها سنداً.

وألف أبان مجموعة من الكتب دلت على سعة علومه ومعارفه، وهذه بعضها:

۱- تفسير غريب القرآن: ذكر شواهده من الشعر، وجاء فيما بعد، عبد الرحمن ابن محمد الأزدي الكوفي فجمع من كتاب أبان ومحمد بن السايب الكلبي، وابن رواق بن عطية كتاباً واحداً.

۲- الفصائل ولعله عرض فيه لفضائل أهل البيت (عليهم السلام).

۳- الأصول في الرواية على مذهب الشيعة.

ولقد توفي هذا العملاق العظيم سنة (۱٤۱هـ) وكان موته خسارة كبرى للإسلام، وقد حزن عليه الإمام الصادق، وراح يقول بأسىً وحزن: (أما والله لقد أوجع قلبي موتُ أبان..). قال النجاشي: «أبان بن تغلب بن رباح [رياح أبو سعيد البكري الجريري، مولى بني جرير بن عبادة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكاشة بن صعب بن صعب بن علي بن بكر بن وائل: عظيم المنزلة في أصحابنا، لقي علي بن الحسين(عليه السلام)، وأبا جعفر(عليه السلام)، وأبا عبد الله(عليه السلام) وروى عنهم، وكانت له عندهم منزلة وقدم.

وذكره البلاذري ،قال: روى أبان عن عطية العوفي، قال له أبو جعفر(عليه السلام) : اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك.

وقال أبو عبد الله ع- لما أتاه نعيه-: أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان.

وكان قارئا من وجوه القراء، فقيها لغويا سمع من العرب وحكى عنهم.

و قال أبو عمرو الكشي في كتاب الرجال: روى أبان عن علي بن الحسين(عليه السلام) .

وذكره أبو زرعة الرازي في كتابه (ذكر من روى عن جعفر بن محمد عمن التابعين ومن قاربهم) فقال: أبان بن تغلب روى عن أنس بن مالك.

وذكر أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ما رواه أبان عن الرجال، فقال: وروى عن الأعمش، وعن محمد بن المنكدر، وعن سماك بن حرب، وعن إبراهيم النخعي.

وكان أبان- (رحمه الله) - مقدما في كل فن من العلوم: في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو.

وله كتب.

منها: تفسير غريب القرآن، وكتاب الفضائل.

أخبرنا محمد بن جعفر النحوي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن المنذر بن محمد بن المنذر اللخمي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عمي الحسين بن سعيد أبي الجهم، قال: حدثني أبي عن أبان بن تغلب في قوله تعالى:(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) وذكر التفسير إلى آخره، وبهذا الإسناد كتابه الفضائل، ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القراء.

أخبرنا أبو الحسن التميمي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن يوسف الرازي المقرئ بالقادسية سنة إحدى وثمانين ومائتين، قال: حدثني أبو نعيم الفضل بن عبد الله بن العباس بن معمر الأزدي الطالقاني، ساكن سواد البصرة سنة خمس وخمسين ومائتين، قال: حدثنا محمد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ، قال: سمعت أبان بن تغلب- وما رأيت أحدا أقرأ منه قط- يقول: إنما الهمز رياضة، وذكر قراءته إلى آخرها.

وله كتاب صفين، قال أبو الحسن أحمد بن الحسين- (رحمه الله) - وقع إلي بخط أبي العباس بن سعيد، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي من كتابه، في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال: حدثنا محمد بن يزيد النخعي، قال: حدثنا سيف بن عميرة عن أبان.

و أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن هشام، قال: حدثنا علي بن محمد الحريري، قال: حدثنا أبانبن محمد بن أبان بن تغلب، قال: سمعت أبي يقول: دخلت مع أبي إلى أبي عبد الله(عليه السلام)، فلما بصر به أمر بوسادة فألقيت له.

وصافحه واعتنقه وسائله ورحب به.

وقال: وكان أبان إذا قدم المدينة تقوضت إليه الحلق، وأخليت له سارية النبي(ص) .

أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا علي بن محمد القرشي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.

وفيها مات، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: كنا في مجلس أبان بن تغلب فجاءه شاب فقال: يا أبا سعيد أخبرني كم شهد مع علي بن أبي طالب(عليه السلام) من أصحاب النبي ص؟ قال: فقال له أبان، كأنك تريد أن تعرف فضل علي بمن تبعه من أصحاب رسول الله(ص)، قال: فقال الرجل: هو ذلك، فقال: والله ما عرفنا فضلهم إلا باتباعهم إياه، قال: فقال أبو البلاد عض ببظر أمه رجل من الشيعة في أقصى الأرض وأدناها.

يموت أبان لا يدخل مصيبته عليه، قال: فقال أبان له: يا أبا البلاد تدري من الشيعة؟ الشيعة الذين إذا اختلفت الناس عن رسول الله(ص) أخذوا بقول علي(عليه السلام)، وإذا اختلف الناس عن علي(عليه السلام) أخذوا بقول جعفر بن محمد(عليه السلام) .

جمع محمد بن عبد الرحمن بن فنتي بين كتاب التفسير لأبان، وبين كتاب أبي روق عطية بن الحرث، ومحمد بن السائب وجعلها كتابا واحدا.

أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن عن الحسن بن متيل، عن محمد بن الحسين الزيات، عن صفوان بن يحيى وغيره، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله(عليه السلام) : أن أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف حديث فاروها عنه.

قال أبو علي أحمد بن محمد بن رياح الزهري الطحان: حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب، قال: حدثني محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عنعبد الله خفقة، قال: قال لي أبان بن تغلب: مررت بقوم يعيبون علي روايتي عن جعفر(عليه السلام)، قال: فقلت: كيف تلوموني في روايتي عن جعفر(عليه السلام)، قال: فقلت: تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلا قال: قال رسول الله ص؟ قال: فمر صبيان وهم ينشدون: العجب كل العجب بين جمادى ورجب فسألته عنه، فقال: لقاء الأحياء بالأموات!.

قال سلامة بن محمد الأرزني: حدثنا أحمد بن علي بن أبان، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن صالح بن السندي، عن أمية بن علي، عن سليم بن أبي حية، قال: كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام)، فلما أردت أن أفارقه ودعته، وقلت: أحب أن تزودني، فقال: ايت أبان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثا كثيرا، فما روى لك فاروه عني.

و مات أبان في حياة أبي عبد الله(عليه السلام) سنة إحدى وأربعين ومائة».

قال الشيخ (٦١): «أبان بن تغلب بن رباح أبو سعيد البكري الجريري مولى بني جرير بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكاشة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، ثقة، جليل القدر، عظيم المنزلة في أصحابنا، لقي أبا محمد علي بن الحسين(عليه السلام)، وأبا جعفر(عليه السلام)، وأبا عبد الله(عليه السلام)، وروى عنهم، وكانت له عندهم حظوة وقدم،و قال له أبو جعفر الباقر(عليه السلام) : اجلس في مسجد المدينة، وأفت الناس، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك، فجلس.

وقال أبو عبد الله(عليه السلام) لما أتاه نعيه: أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان.

و كان قارئا فقيها لغويا نبيلا [بندارا وسمع من العرب، وحكى عنهم، وصنف كتاب الغريب في القرآن، وذكر شواهده من الشعر، فجاء فيما بعد عبد الرحمن بن محمد الأزدي الكوفي، فجمع من كتاب أبان، ومحمد بن السائب الكلبي، وأبي روق بن عطية بن الحرث، فجعله كتابا واحدا، فبين ما اختلفوا فيه وما اتفقوا عليه، فتارة يجيء كتاب أبان مفردا، وتارة يجيء مشتركا على ما عمله عبد الرحمن.

فأما كتابه المفرد فأخبرنا به أحمد بن محمد بن موسى، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن المنذر بن محمد القابوسي، قال: حدثنا أبي محمد بن المنذر بن سعيد بن أبي الجهم، قال: حدثني عمي الحسين بن سعيد، قال: حدثني أبي سعيد بن أبي الجهم، عن أبان بن تغلب.

وأما المشترك الذي لعبد الرحمن، فأخبرنا به الحسين بن عبيد الله، قال: قرأته على أبي بكر أحمد بن عبد الله بن جلين، قال: قرأته على أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد.

وأخبرنا أحمد بن محمد بن موسى المعروف بابن الصلت الأهوازي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: أخبرنا أبو أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن الأزدي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو بردة ميمون بن فزارة، وكان فصيحا، لازم أبان بن تغلب، وأخذ عنه.

ولأبان- رضي الله عنه- قراءة مفردة، أخبرنا بها أحمد بن محمد بن موسى، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يوسف الرازي المقرئ بالقادسية، سنة إحدى وثمانين ومائتين، قال: حدثني أبو نعيم المفضل [الفضل بن عبد الله بن العباس بن معمر الأزدي الطالقاني، ساكن سواد البصرة، سنة خمس وخمسين ومائتين بالري.

قال: حدثنا محمد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ، قال: سمعت أبان بن تغلب- وما أحد أقرأ منه- يقرأ القرآن من أوله إلى آخره، وذكر القراءة، سمعته يقول: إنما الهمزة رياضة.

ولأبان كتاب الفضائل، أخبرنا به أحمد بن محمد بن موسى، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن المنذر القابوسي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، عن أبيه، عن أبان بن تغلب.

ومات أبان سنة إحدى وأربعين ومائة في حياة أبي عبد الله(عليه السلام) .

ولأبان بن تغلب أصل».

وعده الشيخ في رجاله تارة من أصحاب السجاد(عليه السلام) (٩) قائلا: مولى، توفي في سنة ١٤١ في خلافة أبي جعفر.

وروى عن أبي جعفر(عليه السلام)، وأبي عبد الله(عليه السلام)، وأخرى من أصحاب الباقر(عليه السلام) (٣٧) وثالثة من أصحاب الصادق(عليه السلام) (١٧٦) قائلا: مولى.

و ذكره البرقي مع توصيفه بالكندي في أصحاب الباقر(عليه السلام) وبإضافة قوله: كوفي في أصحاب الصادق(عليه السلام) .

وقال الكشي (١٥٦):«حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، فقال: (رحمه الله)، أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان.

حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن إسماعيل بن عمار، عن ابن مسكان، عن أبان بن تغلب، قال: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) : إني أقعد في المسجد فيجيء الناس فيسألوني فإن لم أجبهم لم يقبلوا مني، وأكره أن أجبهم بقولكم، وما جاء منكم، فقال لي: انظر ما علمت أنه من قولهم، فأخبرهم بذلك.

و بالإسناد عن ابن أبي عمير، عن أبان بن تغلب، قال: قال لي أبو عبد الله(عليه السلام) : جالس أهل المدينة فإني أحب أن يروا في شيعتنا مثلك.

و روى عن صالح بن السندي، عن أمية بن علي، عن مسلم بن أبي حبة، قال: كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام) في خدمته، فلما أردت أن أفارقه ودعته، وقلت: أحب أن تزودني، قال: ايت أبان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثا كثيرا، فما روى لك عني فاروه عني».

و قال الصدوق في المشيخة: «أبان بن تغلب، ويكنى أبا سعيد، وهو كندي كوفي، وتوفي في أيام الصادق(عليه السلام)،فذكره جميل عنده، فقال: (رحمه الله) لقد أوجع قلبي موت أبان.

وقال(عليه السلام) لأبان بن عثمان: إن أبان بن تغلب قد روى عني روايات كثيرة، فما رواه لك عني فاروه عني.

و لقي الباقر(عليه السلام)، والصادق(عليه السلام)، وروى عنهما».

وطريقه إليه أبوه عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى، عن أيوب، عن أبي علي صاحب الكلل، عن أبان بن تغلب.

و روى عن أبي عبد الله(عليه السلام) .

وروى عنه أبو الفرج.

كامل الزيارات: باب الدلالة على قبر أمير المؤمنين(عليه السلام) ٢٩، الحديث ٥.

وروى عن أبي عبد الله(عليه السلام)، وروى عنه جميل بن صالح.

تفسير القمي: (أوائل تفسير سورة طه).

وطريق الشيخ إلى كتابه المفرد ضعيف بمحمد بن المنذر، وعمه الحسين بن سعيد بن أبي الجهم، وكذلك طريقه إلى كتابه المشترك، وإلى كتاب الفضائل، فإن فيه مجاهيل، وكذلك طريق الصدوق إليه، فإن فيه أبا علي صاحب الكلل، وهو مجهول.

طبقته في الحديث:

وقع أبان بن تغلب في إسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء مائة وثلاثين موردا، وفي جميع ذلك روى عن المعصوم إلا أحد عشر موردا.

فقد روى عن علي بن الحسين(عليه السلام)، وأبي جعفر(عليه السلام)، وأبي عبد الله(عليه السلام)، وروى عن أبي حمزة، وزرارة، وسعيد بن المسيب.

وروى عنه أبو أيوب، وأبو جميلة، وأبو الحسن السواق، وأبو سعيد القماط، وأبو علي صاحب الأنماط، وأبو علي صاحب الكلل، وأبو الفرج، وابن أبي عمير، وابن أبي سعيد، وابن أبي نجران، وابن سنان، وابن مسكان، وأبان بن عثمان، وإبراهيم بن الفضل الهاشمي، وإسماعيل بن أبي سارة، وجميل بن دراج، وحفص بن البختري، والحكم بن أيمن، وحماد، وخلف بن حماد، ورفاعة بن موسى، وزيد القتات، وسعدان بن مسلم، وسعيد بن غزوان، وسليمان الديلمي، وسيف بن عميرة، وصالح بن سعيد، وصالح القماط، وعبد الرحمن بن الحجاج، وعبد الله بن سنان، وعبيس بن هشام، وعلي بن أبي حمزة، وعلي بن الحسن، وعلي بن رئاب، وعلي بن يحيى اليربوعي، وعمار أبو اليقظان، وعمر بن أبان الكلبي، وعمر الحلبي، والقاسم بن إبراهيم، ومالك بن عطية، ومثنى الحناط، ومحمد بن حمران  ومحمد بن سالم، ومعاوية بن عمار، والمفضل بن صالح، ومنصور بن حازم، ومهران، وهشام بن سالم، ويونس، والميثمي.

وروى عن أبي عبد الله(عليه السلام)، وروى عنه حريز.

الكشي: ترجمة جابر بن عبد الله الأنصاري (١١).

وروى عن أبي بصير، وروى عنه جعفر بن بشير.

الكشي: ترجمة زرارة ٦٢.

ونسب الأردبيلي روايته عن أبي عبد الله(عليه السلام)، ورواية ابن فضال عنه إلى كتاب الفقيه باب الارتداد.

لكنه سهو، فإن الرواية التي ذكرها هي الحديث (٣٤٢)، من الجزء ٣.

وفيه ابن فضال عن أبان.

ولا يمكن أن يكون المراد به أبان بن تغلب لأن ابن فضال هذا هو الحسن بن علي بن فضال، كما في التهذيب: باب حد المرتد والمرتدة في طريق نفس هذه الرواية ٥٦٦، وهو من أصحاب الرضا(عليه السلام)، ولم يدرك أبان بن تغلب المتوفى في حياة أبي عبد الله(عليه السلام) .

ثم إن محمد بن يعقوب روى بسنده، عن محمد بن سنان، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله(عليه السلام) .

الكافي: الجزء ١، الكتاب ٤، باب مولد أبي جعفر محمد بن علي(عليه السلام) ١١٧، الحديث ٢.

أقول: محمد بن سنان المعروف- وهو الظاهري- مات سنة ٢٢٠، فلا يمكن روايته عن أبان بن تغلب بلا واسطة، فلو صحت النسخة فمحمد بن سنان هذا غيره.

اختلاف الكتب:

روى الشيخ بسنده، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله(عليه السلام) .

التهذيب: الجزء ٢، باب كيفية الصلاة وصفتها من أبواب الزيادات، الحديث ١٢٠٥.

كذا في الطبعة القديمة أيضا ورواها الكليني في الكافي: الجزء ٣، كتاب الصلاة ٤، باب أدنى ما يجزئ من التسبيح في الركوع ٢٦، الحديث ٢، إلا أن فيه: أحمد بن عمر الحلبي عن أبيه عن أبان بن تغلب وهو الصحيح، فإن أحمد من أصحاب الرضا(عليه السلام)، وقد روى أبوه عن الصادق(عليه السلام) على ما ذكره النجاشي، وأما أحمد نفسه فهو لم يدرك الصادق(عليه السلام) فضلا عن روايته عن أبان بن تغلب، وفي الوسائل كما في التهذيب، وفي الوافي عن كل مثله.

روى الكليني بسنده، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن تغلب، عن زرارة.

الكافي: الجزء ٤، كتاب الصيام ٢، باب من وجب عليه صوم شهرين متتابعين ٥٦، الحديث ٩.

ورواها الشيخ في التهذيب: الجزء ١٠، باب القاتل في الشهر الحرام، الحديث ٨٥١، إلا أن فيه أبان بن عثمان بدل أبان بن تغلب، والظاهر أنه الصحيح لكثرة رواية ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان وعدم روايته عن أبان بن تغلب في الكتب الأربعة، والوافي كالكافي وفي الوسائل عن كل مثله.

روى الشيخ بسنده، عن الحسن بن محبوب، عن أبان بن تغلب، عن الحلبي.

التهذيب: الجزء ٨، باب أحكام الطلاق، الحديث ٢٢٤.

ورواها الصدوق في الفقيه: الجزء ٣، باب طلاق التي لم تبلغ المحيض، الحديث ١٦٠٥، إلا أن فيه: الحسن بن محبوب، عن أبان بن عثمان، عن الحلبي، والظاهر أن ما في الفقيه هو الصحيح، فإن الحسن بن محبوب لم تعهد روايته عن أبان بن تغلب كما أنه لم تعهد رواية أبان بن تغلب عن الحلبي، وهذا بخلاف أبان بن عثمان، فإنه قد روى عن الحلبي، وروى عنه الحسن بن محبوب كثيرا، بل بناء على صحة ما في الكشي- من تولد الحسن بن محبوب بعد وفاة الصادق ع- كانت صحة ما في الفقيه مقطوعا بها، فإن أبان بن تغلب توفي في حياة الصادق(عليه السلام)، فلا يمكن رواية الحسن بن محبوب عنه، وفي الوافي كما في الفقيه، وفي الوسائل عن كل مثله.

روى الكليني بسنده، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بنتغلب، عمن أخبره، عن أبي عبد الله(عليه السلام) .

الكافي: الجزء ٦، كتاب الأطعمة ٦، باب جامع في الدواب ..، ٢، الحديث ١٢.

كذا في جميع النسخ حتى الوافي والوسائل أيضا، ورواها الشيخ في التهذيب: الجزء ٩، باب الصيد والذكاة، الحديث ١٦٩، وفيه أبان فقط، والظاهر أن الصحيح: أبان بن عثمان بدل أبان بن تغلب لبعد الطبقة وعدم ثبوت رواية علي بن الحكم عن أبان بن تغلب في غير هذا المورد وكثرة روايته عن أبان بن عثمان.

ثم إنه روى الكليني بسنده، عن منصور، عن عمار بن أبي اليقظان، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله(عليه السلام) .

الكافي: الجزء ٢، كتاب الإيمان والكفر ١، باب إدخال السرور على المؤمنين ٨٢، الحديث ١٠.

كذا في هذه الطبعة ولكن في الطبعة القديمة والمرآة والوافي عمار أبو اليقظان، وهو الصحيح، وما في هذه الطبعة من عمار بن أبي اليقظان من غلط النسخة.

وروى أيضا بسنده، عن الحسن الخزاز، عن الوشاء أبي الفرج، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله(عليه السلام) .

الكافي: الجزء ٤، كتاب الحج ٣، باب موضع رأس الحسين(عليه السلام) ٢٢٩، الحديث ٢.

كذا في الطبعة القديمة والمرآة والوسائل أيضا، ولكن الظاهر أن في العبارة تقديما وتأخيرا، والصحيح: الحسن الخزاز الوشاء عن أبي الفرج، عن أبان بن تغلب، فإن الوشاء لقب الحسن الخزاز دون أبي الفرج، ويؤكد ذلك أن هذه الرواية بعينها مذكورة في الباب (٩) من كامل الزيارات، وفيها الحسن الخزاز الوشاء عن أبي الفرج عن أبان بن تغلب، وفي الوافي أيضا كذلك. الهوامش

 النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8.

 الحافظ المزي، تهذيب الكمال، ج2، ص6. الصفدي، الوافي بالوفيات، ج5، ص300.

 الحلي، خلاصة الأقوال، ص12.

 السيوطي، بغية الوعاة، ج1، ص404. ابن الجزري، غاية النهاية، ج1، ص4.

 النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8.

 ابن حبان، مشاهير، ص163-164

 الخوئي، معجم رجال الحديث، ج1، ص144.

 النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8.

 الحلّي، خلاصة الأقوال، ص9-10.

 ابن الجزري، غاية النهاية، ج1، ص4. السيوطي، بغية الوعاة، ج1، ص404.

 النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8

 الطوسي، الفهرست، ص7.

 النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8.

 الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص4.

 النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8.

 الطوسي، الفهرست، ص5. الحلي، خلاصة الأقوال، ص9-10.

 ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ج1، ص297. الحافظ المزي، تهذيب الكمال، ج2، ص7. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج6، ص250. ابن حيان، الثقات، ج6، ص67. الذهبي، المغني في الضعفاء، ص6. الصفدي، الوافي بالوفيات، ج5، ص300.

 ابن الجوزي، كتاب الضعفاء، ج1، ص15.

 الذهبي، ميزان الاعتدال، ج1، ص5-6.

 الذهبي، ميزان الاعتدال، ج1، ص5-6.

 النجاشي، رجال النجاشي، ص7. الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص4. البخاري، التاريخ الكبير، ج1، ص453.

 الحافظ المزي، تهذيب الكمال، ج2، ص6-7. النجاشي، رجال النجاشي، ص8. الطوسي، الفهرست، ص6. الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص330.

 ابن النديم، الفهرست، ص308.

 الطوسي، الفهرست، ص6-7.

 النجاشي، رجال النجاشي، ص8.,

 الطوسي، الفهرست، ص5-6. GAS,I/24p؛ النجاشي، رجال النجاشي، ص7. الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص98. حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، ج3، ص57.

 ياقوت، الأدباء، ج1، ص108.

المصادر والمراجع:

ابن أبي حاتم، عبد الرحمن بن محمد، الجرح والتعديل، حيدر آباد الدكن، د.م، 1371 هـ/ 1952 م.

ابن الجزري، محمد بن محمد، غاية النهاية، تحقيق: بر جشتراسر، د.ن، القاهرة، 1351 هـ/ 1932 م.

ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، كتاب الضعفاء والمتروكين، تحقيق: أبو الفداء عبد الله القاضي، د.ن، بيروت، 1406 هـ / 1986 م.

ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان، مشاهير علماء الأمصار، تحقيق: فلايشهمر، د.ن، القاهرة، 1379 هـ /1959 م.

ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان، الثقات، حيدر آباد الدكن، د.م، 1400 هـ /1980 م.

ابن سعد، محمد، الطبقات الكبيرة (الطبقات الكبرى) (طبقات ابن سعد)، تحقيق: سترستين، ليدن، د.م، 1325 هـ /1907 م.

ابن عدي، عبد الله، الكامل في ضعفاء الرجال، د.ن، بيروت، 1405 هـ /1985 م.

ابن النديم البغدادي، أبو الفرج محمد بن اسحاق، الفهرست، د.ن، د.م، د.ت.

الأمين، محسن العاملي، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، د.ن، بيروت، 1403 هـ /1983 م.

البخاري، محمد بن اسماعيل، التاريخ الكبير، حيدر آباد الدكن، د.م، 1362هـ /1943 م.

الحافظ المزي، يوسف بن عبد الرحمن، تهذيب الكمال، تحقيق: بشار عواد معروف، د.ن، بيروت، 1404 هـ/ 1984 م.

الحلي، الحسن بن علي، خلاصة الأقوال، د.ن، طهران، 1342 ش.

حيدر، أسد، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، د.ن، بيروت، 1971 م.

الخوئي، أبو القاسم بن علي أكبر بن هاشم تاج الدين الموسوي، معجم رجال الحديث، د.ن، بيروت، 1403 هـ/ 1983 م.

الذهبي، محمد بن أحمد، المغني في الضعفاء، تحقيق: نور الدين عتر، د.ن، حلب، 1391 هـ /1971 م.

الذهبي، محمد بن أحمد، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تحقيق: محمد علي البجاوي، د.ن، القاهرة، 1382 هـ/ 1963 م.

السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، بغية الوعاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، د.ن، القاهرة، 1384 هـ/ 1964 م.

الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، تحقيق: س.ديدرينغ، د.ن، بيروت، 1970 م.

الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال، تحقيق: حسن المصطفوي، د.ن، مشهد، 1348 ش.

الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، تحقيق: محمود راميار، د.ن، مشهد، 1351 هـ ش.

العلامة الحلي، الحسن بن يوسف، خلاصة الأقوال، د.ن، طهران، 1310 هـ.

المامقاني، عبد الله بن محمد حسن، تنقيح المقال، د.ن، النجف، 1350 هـ/ 1931 م.

النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، د ن، بمبئي، 1317 هـ.

إعداد:

حسين ال جعفر الحسيني