الشريف الرضي
محمد بن الحسين بن موسى (359 هـ – 406 هـ) المعروف بـالسيد الرضي، من كبار علماء الشيعة، ومن أكبر شعراء الطالبيين في عصره، وهو الذي جمع خطب الإمام علي في كتاب أسماه( نهج البلاغة)وقد شرحه اكثر من عالم من علماء الدين والادب وكانت شروحاته متقنة ومهمة واشهر من شرح نهج البلاغة هم كل من ابن ميثم البحراني من اعلام القرن السابع الهجري والعلامة المعتزلي عبد الحميد ابن ابي الحديد وهو ايضا من اعلام القرن السابع الهجري وشرحه مختصرا العلامة محمد عبده احد اركان الجامع الازهر في بديات القرن الرابع عشر الهجري وقام بتحقيقه في الاعوام الماضية العالم والاديب الشهير صبحي الصالح في عدة مجلدات ،وقد اشتهرت أشعاره في واقعة الطف أيضاً.
وقد اشتهر بالزهد والتقوى وكمال النفس وجمال الخُلق، وكان مبجلاً لدى العام والخاص. وقد توفي في بغداد. ومزاره مشهور في ناحية الكرخ من بغداد يزوره الجميع.
النسب والأسرة:
محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم .[1] المشهور بالسيد الرضي، والشريف الرضي [2] والسيد الرضي ينتمي إلى أسرة علوية من سادات بني هاشم وآل أبي طالب، ومن هنا لُقّب بالشريف. وأبوه يتصل نسبه بالإمام موسى بن جعفر الإمام السابع من أئمة أهل البيت بخمس وسائط فقط، وأمّه من أحفاد الإمام زين العابدين الإمام الرابع من أئمة أهل البيت .[3]
والد السيد الرضي عالم جليل يكنّى أبا أحمد وقد تربع على كرسي نقابة الطالبيين،[4] فهو المشرف عليهم جميعاً، وكان ينظر في المظالم وتولى أيضاً إمارة الحج.[5] وقد كانت لمنصب نقابة الطالبيين أهمية معنوية واجتماعية كبيرة، وقد حضي أبو أحمد بمقام ومنزلة سامية، إلى درجة أنه لم يكن يرى نفسه موظفاً كسائر العلماء الذين يرتادون بلاط الخليفة أو بلاط أمراء آل بويه.[6]
وأما أمّه فهي فاطمة بنت الحسن (أو الحسين) بن أحمد بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .[7] وقد توفيت في عام 385 للهـجرة، وقد رثاها السيد الرضي بقصيدة من 68 بيتاً.[8]
الولادة والوفاة:
ولد السيد الرضي في سنة 359 هـ، وتوفي في السادس من شهر محرم الحرام سنة 406 هـ. عن عمر قصير لم يدم طويلا بلغ 47عاما[9] وقد دفن في منزله بمحلة الكرخ في بغداد. وهناك أقوال أخرى في مكان دفنه. حيث يرى البعض بأن السيد المرتضى دُفن في الكاظمية. وطبقاً لقول آخر يرى أصحابه بأنه نقل إلى كربلاء ودفن بجوار قبر والده هناك، ويؤيد ذلك كلام ابن ميثم البحراني الذي شرح كتاب نهج البلاغة الذي(توفي عام 679 هـ.) حيث صرّح بأن مدفن السيد الرضي وأخوه المرتضى في كربلاء. حيث قال في شرح نهج البلاغة: "كان مولده ببغداد سنة 359 ه، وتوفي في المحرم سنة 406 هـ بالكرخ من بغداد، وقال البحراني بأنه دفن مع أخيه المرتضى في جوار جده الحسين .[10] ولكن يستبعد القزويني نقل الجثمان إلى كربلاء، وذلك بسبب تضارب الروايات التاريخية، وارجح نقل جثمانه الطاهر الى كربلاء ومرقده المعروف الان هو مقام لجسده لفترة معينة ثم نقل الى كربلاء حسب وصيته. وإنما هناك مزار له في مدينة الكاظمية طبقا لدفنه اول مرة قبل نقله الى كربلا عند جده الامام الحسين عليه السلام.[11] كما نشرت الأمانة العامة لمزارات ديالى التابعة للديوان الوقف الشيعي في موقعه الرسمي صورة لمزار في ديالى قالت أنه يعود للسيد الرضي.[12]
عصره ومكانته العلمية:
لقد كان السيد الرضي من نوادر علماء الدهر، وقد تتلمذ على أكابر علماء عصره حتى أصبح أديباً بارزاً شهيراً، وفقيهاً متبحراً، ومتكلماً حاذقاً، ومفسراً للقرآن وشارحاً للحديث النبوي، لكن عظمة أخيه السيد المرتضى العلمية غطت قليلاً عليه، كما أن عظمته الشعرية غطت على مكانة أخيه الشعرية شيئاً ما، ومن هنا قال بعض العلماء: لولا الرضي لكان المرتضى أشعر الناس، ولولا المرتضى لكان الرضي أعلم الناس. [13]
عاصر السيد تلك الحقبة من الخلافة العباسية (447 - 334 هـ) التي شهدت سيطرة آل بويه (334 - 447 هـ) على العراق. أمّا في الأدب فقد كان في عصر شعراء كبار من قبيل المتنبي (303 - 354 هـ)، وأبي العلاء المعري (363 - 449 هـ).[14] ويشير عبد اللطيف شرارة إلى ثلاثة من كبار الشعراء العرب عاشوا في فترة امتدت لما يقارب القرن والنصف، والمتأمل للفترة الممتدة بين القرنين الرابع والخامس الهجريين يرى تلك العقود مليئة بالإضطرابات والأحداث السياسية والثقافية، وقد ولد الشريف الرضي بعد خمس سنوات من مقتل المتنبي، وأما المعرّي فقد ولد بعد الشريف الرضي بأربع سنوات، لكن قصُر عمر الشريف، وطال عمر المعري حيث تجاوز الثمانين عاماً. وهؤلاء الشعراء الثلاثة ظهروا تباعاً في فترة امتدت مائة وخمسين سنة من الحياة الأدبية العربية، وانشغل كل واحد منهم بالشؤون العامة، وكان لهم علاقات وطيدة بمعاصريهم من السياسيين ورجال الحكم وعلماء الدين وأركان القضاء، وبذلوا جهوداً قيّمة في مجال اللغة والأدب والتاريخ والتعليم والإرشاد، وانعكست جميع الأحداث التاريخية والثقافية التي عاصروها في ما خلفوه من آثار شعرية وأدبية.[15]
دراسته فقه وأصول المذاهب الأخرى:
لم يكتف السيد الرضي بتحصيل العلوم على يد علماء الشيعة، بل درس أيضاً على يد أساتذة من غير الشيعة. ويذكر عبد الحسين الحلي سبب ذلك حيث يقول:
وقد يستغرب بعض البسطاء إغراق الشريف في دراسة الفقه وأصوله وأصول الكلام على طريقة مخالفيه ، لأنّ هذا البعض لا يهمه إلا معرفة الأحكام الشخصية الخاصة به لصلته المذهبية بها فحسب، ولكن العلماء في القرون السالفة ما كان يقنعهم غير الإحاطة بأحاديث الفريقين وفقههم معاً، وبالأصول التي تبنى عليها، تكميلاً للنفس وتتميماً للتهذيب وإعلاء لمنار الإحتجاج، كما أنّ سوق المناظرة كانت رائجة وخطة الجدل في الإمامة والكلام متسعة. ولعل ما يؤكد رغبته في ذلك زيادة على ما ذكرنا، ابتلاؤه بالنظر في المظالم وما يجري في مجراها، ليعرف الفقه على تلك الأساليب المتّبعة عند كل فرقة كقانون للدولة الذي لابد من معرفته.[16]
النقابة :
سيطر عضد الدولة على بغداد سنة 367 هـ، وقد كان يخشى من سلطة ونفوذ أبي أحمد (والد السيد الرضي). لذلك ألقى القبض عليه وعلى عدد من أكابر الشيعة وذلك سنة 369 هـ، واستولى على ممتلكاتهم ثم قام بإبعادهم إلى قلعة اصطخر في فارس حيث سجنوا هناك.[17] ومع أنّه أُطلق سراحه بعد انتهاء حكم عضد الدولة إلا أن التضييق عليه استمر لعشر سنوات. وفي سنة 379 هـ، أعاد الحاكم لأبي أحمد كل مناصبه، لكنه وبسبب الشيخوخة والضعف تخلى سنة 380 هـ عنها لولده أبي الحسن السيد الرضي.[18] وبهذا أصبح السيد الرضي نقيباً للعلويين في بغداد وهو في الـ 21 من عمره، ثم خلفه أخوه السيد المرتضى في هذه المكانة.[19]
تأسيس المدرسة :
مع أن السيد الرضي لم يكن ذا ثروة لكنه حينما رأى جمعاً من التلامذة وطلاب العلم يلازمونه قام بإعداد منزل ليكون مدرسة لتلامذته، وأطلق على هذه المدرسة اسم دار العلم، وقام بتوفير كل ما يحتاج إليه الطلاب فيها. وقد هيَّأ السيد الرضي مكتبة لدار العلم وخزانة مع كل اللوازم الضرورية لهما. وقد جمع في خزانة دار العلم كل ما يحتاجه الطلاب.[20] ومع أنّه نصّب أبا أحمد عبد السلام بن الحسين البصري خازناً لدار العلم وهو العالم الشهير في تقويم البلدان،[21] إلا أنه أعطى لبعض تلامذته مفاتيح الخزانة من أجل تقوية شخصيتهم واستقلالهم، ولكي يحصلوا على كل ما يحتاجونه من الخزانة دون انتظار الخازن.[22]
وقد كان لدار العلم مكتبة جمعت الكتب التي يحتاجها الطلاب، ليستغنوا بها في مراجعة المصادر والتحصل العلمي.[23]
ومع أن أكثر المؤرخين وأصحاب السير يرون أن الخواجة نظام الملك الطوسي (الوزير القوي لاثنين من الملوك السلاجقة) مؤسس المدرسة النظامية في بغداد هو أوّل من أسس في الإسلام المدارس من أجل تعليم العلوم الدينية، لكن ما تقدم يشير إلى أن نظام الملك (المتوفي سنة 485 هـ) قام بهذا الأمر بعد رحيل السيد الرضي بما يقارب القرن من الزمن، ومن هنا ينبغي اعتبار السيد الرضي رائد تأسيس المدارس العلمية.[24]
ولقد استمرت دار العلم في العطاء بعد السيد الرضي من خلال إشراف أخيه السيد المرتضى، وأما ما ذكرته بعض المصادر عن دار العلم التابعة للسيد المرتضى فما هي إلا استمرار لما بدأه السيد الرضي أو شيء شبيه به قام به أخوه المرتضى. وقد تخرج من دار العلم التي أسسها السيد الرضي علماء كبار من قبيل شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي.[25]
أولاده:
أبو أحمد عدنان بن الرضي المعروف بالشريف المرتضى الثاني، كان أديباً وشاعراً وعالماً من كبار العلماء اشتهر بالفضل والكمال ولقب بلقب جده «الطاهر ذو المناقب». وبعد جده وأبيه وعمه حاز منصب نقابة الطالبيين في بغداد، يقول أبو الحسين العمري: هو الشريف العفيف المتميز في سداده وصونه، رأيته يعرف علم العروض، وأظنه يأخذ ديوان أبيه، ووجدته يحسن الاستماع، ويتصور ما ينبذ إليه (هذا كلامه) - أي كلام أبي الحسن العمري - وانقرض الرضي، وانقرض بانقراضه وانقراض أخيه عقب أبي أحمد الموسوي. قال صاحب (الدرجات الرفيعة، ص480) - بعد أن ذكر ما أورده صاحب عمدة الطالب -: (قال المؤلف ورأيت في مشجرة معتمد عليها أن أبا أحمد عدنان المذكور أولد ولداً اسمه (علي) لكنه درج ولم يعقب فانقرض بانقراضه عقب الشريف - رضي الله عنه.[26]
أساتذته :
محمد الطبري أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري:
الفقيه المالكي (توفي سنة 393 هـ) وهو فقيه ومحدّث وعالم ومؤلف. يُذكر بأنه قال للشريف الرضي يوماً: أيها الشريف أين مقامك؟ قال: في دار أبي، بباب محول، فقال: مثلك لا يقيم بدار أبيه، قد نحلتك داري بالكرخ المعروفة بدار البركة. فامتنع الرضي من قبولها وقال له: لم أقبل من أبي قط شيئاً، فقال: إن حقي عليك أعظم من حق أبيك عليك، لأني حفظتك كتاب الله تعالى فقبلها.[27]
أبو علي الفارسي أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي الفسوي النحوي (توفي 377 هـ):
وهو فارس ميدان العلم والأدب، ومقصد العلماء والباحثين، وتعتبر كتبه مرجعاً في البحوث العميقة. وكان إمام النحو في عصره. وقد درس السيد الرضي النحو عنده، ويروي عنه في كتابه المجازات النبوية. ولديه إجازة رواية كتاب الإيضاح. [28]
القاضي السيرافي أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان البغدادي النحوي المعروف بالقاضي السيرافي (توفي 368 هـ):
وهو من أكابر النحو والأدب، وكان مدرساً لعلوم القرآن والنحو والفرائض في بغداد. وقد حضر السيد الرضي درسه ولم يبلغ عشر سنوات بعد وتتلمذ على يديه النحو.[29]
القاضي عبد الجبار أبو الحسن القاضي عبد الجبار بن أحمد البغدادي الشافعي المعتزلي:
المحدّث والأديب والفاضل وهو من كبار قضاة بغداد. وقد اشتهر بالتدين والزهد. وقد درس السيد الرضي على يد القاضي عبد الجبار كتابيه شرح الأصول الخمسة، والعمدة في أصول الفقه.[30]
ابن نباتة أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد الفارسي الخطيب، المشهور بابن نباتة (توفي 374 هـ) والملقب بالخطيب المصري:
وهو من كبار خطباء الشيعة. وكان مقيماً في بغداد ثم رحل إلى حلب ودخل في بلاط سيف الدولة، وقد كانت لخطبه الحماسية كبير الأثر في إثارة حماس الناس للجهاد مع سيف الدولة ضد الروم. وقد تعلم السيد الرضي فنون الخطابة والبلاغة منه.[31]
أبو محمد الأكفاني القاضي أبو محمد بن عبد الله بن محمد الأسدي الأكفاني القاضي (توفي 405 هـ):
عالم فاضل، من القضاة التقاة ذوي الفضل، وقد انشغل بالقضاء في بغداد فترة. وقد تتلمذ السيد الرضي مدة على يده، ودرس على يده مختصر أبي الحسن الكرخي.[32]
عثمان بن جني الموصلي البغدادي أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي البغدادي النحوي (توفي 392 هـ):
وكان أعلم أهل الأدب، وأعلمهم في النحو، وكان علمه في الصرف أكثر من علمه في النحو. ولم يكن أحد من أئمة الأدب أقدر منه على حلّ معضلات الأدب، وشرح غريب الكلام. وقد درس السيد الرضي النحو عنده قبل أن يدرس عند علي بن عيسى ربعي الشيرازي. وقد نقل عنه في المجازات النبوية في عدة موارد.[33]
علي بن عيسى ربعي البغدادي أبو الحسين علي بن عيسى ربعي البغدادي الشيرازي (توفي 420 هـ):
كان إماماً في النحو واللغة، وفاضلاً في الأدب، ومقتدراً في علم العروض والشعر. وقد درس الأدب في بغداد فترة على يد السيرافي، ثم ذهب إلى شيراز ودرس عشرين سنة على يد أبي علي الفارسي.[34]
أبو حفص الكناني أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني:
المحدث والعالم والثقة الصدوق. وقد ذكر اسمه السيد الرضي مراراً في كتابه مجازات الآثار النبوية.[35]
بن جراح البغدادي أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن جراح البغدادي (توفي 391 هـ):
وهو المؤلف، والعارف بعلوم المتقدمين. وأبوه كان من كبار الوزراء، وقد اشتغل هو في الكتابة في ديوان رسائل بلاط الخليفة العباسي الطائع لله. وقد استمع السيد الرضي الحديث منه.[36]
أبو بكر الخوارزمي البغدادي أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي البغدادي (توفي 403 هـ):
الفقيه والعارف بالأحاديث، وقد كان يتتلمذ عليه يديه جمع من الفقهاء والعلماء. ولقد درس السيد الرضي الفقه لديه.[37]
الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام المفيد البغدادي (توفي 413 هـ):
وهو من كبار الفقهاء والمتكلمين في النصف الثاني من القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الهجري. وللشيخ المفيد ما يقارب مئتي مؤلف في مختلف المواضيع، وخاصة في الفقه وعلم الكلام.[38] وقصة رؤية الشيخ المفيد في المنام أنه يعلم الفقه للسيد المرتضى والسيد الرضي مشهورة. وقد حدثت هذه الواقعة أثناء حبس الحسين والد السيد الرضي في سجن اصطخر في فارس بأمر عضد الدولة وأول مصدر ذكرها هو شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد حيث جاء فيه:
«وحدثني فخار بن معد العلوي الموسوي رحمه الله قال رأى المفيد أبو عبد الله محمد بن النعمان الفقيه الإمام في منامه كان فاطمة بنت رسول الله دخلت عليه وهو في مسجده بالكرخ و معها ولداها الحسن والحسين صغيرين فسلمتهما إليه وقالت له: علمهما الفقه فانتبه متعجباً من ذلك فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر و حولها جواريها و بين يديها ابناها محمد الرضي و علي المرتضى صغيرين. فقام إليها وسلم عليها فقالت له أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما لتعلمهما الفقه فبكى أبو عبد الله و قص عليها المنام وتولى تعليمهما الفقه وأنعم الله عليهما وفتح لهما من أبواب العلوم و الفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا وهو باق ما بقي الدهر».[39]
هارون التلعكبري أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعيد الشيباني التلعكبري (توفي 385 هـ):
فقيه ثقة وجليل القدر. ولقد تتلمذ السيد الرضي عليه يديه ككثير من العلماء، ويسند الأحاديث إليه بلا واسطة. ومنها حديث كميل عن أمير المؤمنين .[40]
سهل الديباجي أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي (توفي 380 هـ):
وهو من كبار محدّثي الشيعة، وقد كان ساكنا في بغداد. وقد اعتمد عليه علماء الشيعة.[41]
أبو عبد الله الجرجاني محمد بن يحيى بن المهدي، أبو عبد الله الجرجاني (توفي 397 هـ):
الفقيه الحنفي من أهل جرجان وساكن بغداد وكان أستاذاً فيها، وله كتاب ترجيح مذهب أبي حنيفة، والقول المنصور في زيارة سيد القبور. ويذكره السيد الرضي في ذيل الحديث 148 في كتاب مجازات الآثار النبوية(ص133-134)
تلامذته:
مؤلفاته:
يذكر الشيخ النجاشي (توفي 450 هـ) مؤلفات السيد الرضي كما يلي [43]:
1. حقائق التنزيل.
2. مجاز القرآن.
3. خصائص الأئمة .
4. نهج البلاغة.
5. الزيادات في شعر أبي تمام.
8. تعليقة في الإيضاح لأبي علي.
9. الجيد من شعر ابن الحجاج.
10. الزيادات في شعر ابن الحجاج.
11. مختار شعر أبي إسحاق الصابي.
12. ما دار بينه و بين أبي إسحاق من الرسائل شعر.
ويذكر أغا بزرك الطهراني في موسوعته الكبرى الذريعة الى تصانيف الشيعة مؤلفات السيد الرضي كالتالي:[44]
1. أخبار قضاة بغداد.
2. تلخيص البيان.
3. حقائق التنزيل.
4. خصائص الأئمة.
5. ديوان شعر.
6. الرسائل.
7. الزيادات في شعر الصابي وأبي تمام.
8. طيف الخيال.
9. الحسن من شعر الحسين.
10. المتشابه في القرآن.
11. المجازات النبوية.
12. نهج البلاغة.
المؤلفات المطبوعة:
وبعض مؤلفات المطبوعة ما يلي وقد ترجم بعضها إلى اللغة الفارسية:
1. نهج البلاغة.
2. تلخيص البيان عن مجازات القرآن. [45]
3. حقائق التأويل في متشابه التنزيل. [46]
4. المجازات النبوية. [47]
5. خصائص الائمة. [48]
التعريف ببعض مؤلفاته:
مجازات الآثار النبوية
جمع السيد الرضي في كتابه هذا 361 حديثاً عن النبي الأكرم اشتملت على المجاز أو الاستعارة أو نكتة بلاغية، وقد شرح في ذيل كل حديث منها المجاز أو الاستعارة بشكل مختصر. وقد طبع هذا الكتاب مراراً في مصر والعراق وإيران. لكن طبعته المحققة طبعت في مصر بمطبعة الحلبي سنة 1391 هـ. 1871 م) بتحقيق طه عبد الرؤوف سعد،[50] وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة الفارسية وطبع تحت عنوان (آفرينشهاي ادبي در كفتار نبوي). [51]
حقائق التأويل في متشابه التنزيل
ينقل أحمد بن علي الداودي في كتاب عمدة الطالب (ص170) عن أبي الحسن العمري:
أنّه رأى تفسير القرآن الكريم المنسوب إلى الرضي، وهو حسن وبحجم تفسير أبي جعفر الطبري (وعلى قول أبي جعفر الطوسي) بل أكبر منه. ويقول العلامة الأميني في الغدير (4-198): «حقائق التأويل في متشابه التنزيل، وهو تفسيره ذكره في كتابه (المجازات النبوية) يعبر عنه تارة بحقائق التأويل. وأخرى بالكتاب الكبير في متشابه القرآن، وعبر عنه النجاشي بحقايق التنزيل، وصاحب عمدة الطالب بكتاب المتشابه في القرآن». وقد قرّض ابن جني أستاذ السيد الرضي هذا الكتاب قائلا: «صنف الرضي كتابا في معاني القرآن الكريم يتعذر وجود مثله دلّ على توسعه في علم النحو واللغة».[52]
ديوان الشعر:
تفتقت عبقرية السيد الرضي في سن العاشرة، وقد نظم أول قصيدة في هذه الفترة من صباه مما حيّر الأدباء والبلغاء. وقد تفرغ عدة أدباء لجمع أشعاره وترتيبها. وآخر من قام بذلك هو أبو حكيم المعلم عبد الله الخبري (توفي 476 هـ). والديوان المتداول اليوم والذي يشتمل أكثر من 6300 بيتاً من الشعر في مختلف الأغراض مازال يتداوله الناس جيلاً بعد جيل يقرؤون أشعاره ويحفظونها وينبهرون بها. وفي عصر السيد أيضاً اهتم أرباب الأدب والخطابة بأشعاره. وحينما وقعت مقطوعة شعرية للسيد بيد الأديب الكبير الصاحب بن عباد انبهر بها فأرسل رسولاً إلى بغداد لينسخ له نسخة من ديوان السيد الرضي ويجلبها إليه. حدث ذلك في عام 385 هجري ولما يتجاوز السيد السادسة والعشرين من عمره. وحينما علم السيد الرضي بذلك أرسل له نسخة من ديوان شعره، ونظم قصيدة خاصة في هذه الحادثة أرسلها له مع الديوان.[53]
ويضع الأدباء العرب المعاصرون السيد الرضي إلى جنب كل من البحتري والمتنبي، ويقسّمون شعره إلى أقسام: الحجازيات، والشيعيات، والرثائيات، والفخريات. وتشتمل الحجازيات على أربعين قصيدة وأكثرها غزليات. كان الأقدمون يقولون ما فحواه: لا تصقل نفس المتأدب إلا إذا حفظ هاشميات الكميت، وخمريات أبي نواس، وزهريات أبي العتاهية و تشبّهات ابن المعتز ومدائح البحتري وحجازيات الشريف الرضي. وكان هدفه من نظم الشيعيات بيان حياة العلويين أو الطالبيين المحرومين من الحق والسلطة. والرثائيات رثى فيها أكابر أهل زمانه، أو خلانه وأقربائه، وكذلك مراثي سيد الشهداء. ويبين الرضي في الفخريات عزة نفسه وسمو شرفه التليد.[54]
الحسين هو أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحجّاج البغدادي (توفي 391 هـ):
وهو أحد كبار علماء الشيعة الإمامية. وديوانه ضخم في عشرة مجلدات، وقد قسّمه هبة الله بن الحسن الأسطرلابي (توفي 534 هـ) إلى 141 باباً من أنواع الشعر وسمّى كتابه هذا درّة التاج في شعر أبي الحجاج. وقد اختار السيد الرضي الجيد من شعر هذا الشاعر ورتبه على الحروف الأبجدية، وسمّاه الحسن من شعر الحسين. وقد قام بهذا العمل في حياة الشاعر. ويقال أنّ السيد سمّاه النظيف من السخيف.[55]
الهوامش
المصادر والمراجع :
إعداد:
حسين ال جعفر الحسيني