محمد باقر البهبهاني (1118 - 1205 هـ)، المشهور بـالوحيد البهبهاني، فقيه وأصولي إمامي في القرن 12 الهجري. تصدى البهبهاني للمنهج الأخباري وأسّس المنهج الاُصولي أو الاجتهادي. توفي البهبهاني في كربلاء ودفن في حرم الإمام الحسين (ع). اشتهر البهبهاني بألقاب كأستاذ الكل والعلامة الثانية والمحقق الثسيرته الذاتية
ولد محمد باقر البهبهاني سنة 1118 هـ في مدينة أصفهان الإيرانية[1] وكان أبوه محمد أكمل الأصفهاني من تلامذة العلامة المجلسي[2] وأمه بنت آقا نور الدين بن ملا صالح المازندراني[3] وقال السيد الأمين إن نسب البهبهاني يصل إلى الشيخ المفيد (ت413 هـ)[4] الا أن البعض ناقش هذا الانتساب [5] خصوصا أنه لا توجد أية إشارة إلى هذا الانتساب في آثار البهبهاني وأولاده.
توفي البهبهاني في 29 شوال سنة 1205 هـ ودفن في كربلاء في حرم الإمام الحسين(ع) بالقرب من قبور الشهداء.[6]
ابنه الأكبر هو محمد علي البهبهاني وكان فقيها في كرمانشاه الإيرانية وابنه الآخر هو عبد الحسين البهبهاني وكان يميل إلى الاتجاهات العرفانية وتهذيب النفس وتولى بعد مرجعية أبيه الأمور المالية وقسم الإستفتاءات.[7]
وكانت للبهبهاني بنت تزوجت من السيد علي الطباطبائي (صاب الرياض) ومن أولادهما السيد محمد المجاهد (ت 1242 هـ) الذي أصدر فتوى الجهاد ضد الروس في عهد فتحعلي شاه القاجاري.[8]
نشأ الوحيد البهبهاني في أصفهان ودرس العلوم العقلية عند أبيه وغادر أصفهان متوجها العراق سنة 1135 هـ وذلك بعد وفاة أبيه وأثناء سيطرة محمود الأفغان على أصفهان[9]
درس الوحيد في النجف عند السيد محمد الطباطبائي البروجردي (والد زوجته) وأيضاً السيد صدر الدين القمي الهمداني.[10]
وبعد أن أكمل دراسته في العراق ذهب الوحيد البهبهاني إلى مدينة بهبهان وأقام بها نحو 30 سنة من1140 إلى 1170 هـ.[11] ومن ثم اشتهر بالبهبهاني، وقيل في سبب اختياره لهذه المدينة وجود الأمن والسكينة فيها خصوصا بعد اضطراب الأوضاع في أصفهان بسبب هجوم الأفاغنة، مما جعل مدينة بهبهان ملجأً لطلاب العلم، والسبب الأخر قصده للتصدي أمام الفكر الأخباري الذي انتشر في هذه المدينة على يدي الشيخ عبد الله السماهيجي البحريني (ت 1135 هـ) وتلميذه السيد عبد الله البلادي (ت 1165 هـ).[12]
بذل الوحيد البهبهاني جهده للمواجهة العلمية للطريقة الأخبارية، وبعد إقامة طويلة في بهبهان هاجر مع بعض أقربائه و بعض أهالي بهبهان إلى كربلاء وسكن بها وبقي هناك حتى نهاية عمره.[13]
وقد وصفه علماء عصره ومن أتى بعده بصفات و ألقاب منها العلامة الثاني و المحقق الثالث كما اشتهر بأستاذ الكلّ في الكلّ.[14]
تصدى البهبهاني للمسلك الأخباري منذ إقامته الطويلة في بهبهان، وقد تحولت مدينة بهبهان بسبب مهاجرة العديد من علماء البحرين إلى مركز لنشاطات الأخباريين، فأخذ البهبهاني بالتدريس وإقامة الجماعة والتصدي للأمور الدينية في هذه المدينة، كما قام بتأليف آثار لأجل تبيين آراء الأخباريين و نقدها، فمثلا ألّف كتاب «الاجتهاد والأخبار» سنة 1155 هـ في الدفاع عن المسلك الاجتهادي والنقد الشديد لمباني المسلك الأخباري.
وبعد أن هاجر إلى كربلاء التي خضعت آنذاك لسيطرة الأخباريين العلمية[15] حضر لعدة أيام في درس الشيخ يوسف البحراني (ت1186 هـ) وكان البحراني أكبر فقهاء عصره والممثّل الأخير للطريقة الأخبارية، فبعد أيام أعلن البهبهاني أنه يريد أن يجلس على كرسي درس البحراني ويدرّس بدلا عنه و طلب من البحراني أن يوصي تلاميذه بالحضور في درسه. فوافقه البحراني؛ لأنه كان يعد أخباريا معتدلا واختار على حد قوله الطريقة الوسطى[16] وكان يخالف تقسيم علماء الشيعة بالأخباريين والأصوليين، وبناء على هذا القرار سلّم مجلس درسه الذي كان أكبر الحلقات العلمية آنذاك إلى البهبهاني، فأخذ بتبيين نظرية الاجتهاد ونقد آراء الأخباريين وكان نتيجة ذلك أنه رغّب حوالي ثلثي تلاميذ البحراني عن الطريقة الأخبارية.[17]
أقام البهبهاني أكثر من ثلاثين سنة في كربلاء ونجح أخيرا أن يتغلّب على التيار الأخباري ويؤسس التيار الاجتهادي مكانه.[18]
تربّى على يدي الوحيد البهبهاني الكثير من العلماء منهم:
خلّف البهبهاني العديد من الكتب في مختلف المجالات الدينية وتظهر براعته الفقهية في شرحه لأبواب العبادات في كتاب مفاتيح الشرائع للفيض الكاشاني وكذلك في حواشيه على كتاب مدارك الأحكام للسيد محمد العاملي، وله تعاليق رجالية على كتاب منهج المقال وقد حاول البهبهاني في تعاليقه هذه أن يستعين بالقرائن لتوثيق الرواة الذين لا يوجد دليل واضح على وثاقتهم، وقد سبّب هذا الاتجاه انتقاده من قبل الرجاليين المتأخرين.[20]
كتب الوحيد البهبهاني 119 كتابا و رسالة منها:
اعداد
حسين ال جعفر الحسيني