الشيخ الاكبر جعفركاشف الغطاء
التعريف بالشيخ كاشف الغطاء
جعفر بن خضر بن يحيى المالكي الجناجي الحلّي اصولا النجفي ولادة المعروف بكاشف الغطاء (1156 ــ 1227 هـ). رأس آل كاشف الغطاء، والشهير بجعفر الكبير وشيخ المشايخ.
كان فقيهاً وأصولياً ومتكلماً ومحققاً ومؤلفاً، ومرجع تقليد لـلشيعة وأديباً وشاعراً. لقّب بكاشف الغطاء بعد تأليفه لكتابه الفقهي المشهور "كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء".
محتويات البحث :
1 اسمه ونسبه وولادته
2 اساتذته
3 تلاميذه
4 سيرته العلمية
5 رئاسة الشيعة
6 الصراع بين الأصوليين والأخباريين
7 التصدي للوهابيّة
8 رحلاته
9 احترامه لدى حكومتي ايران والعثمانية
10 آثاره وكتبه
14 الهوامش والمصادر
اسمه ونسبه ومدينته
هو الشيخ جعفر بن الشيخ خضر بن الشيخ يحيى بن سيف الدين المالكي الجناجي النجفي، المعروف بـ ”كاشف الغطاء» ولد الشيخ قدس سره في سنة 1156 هـ، بمدينة النجف الأشرف، وكان يعتبر والده الشيخ خضر من علماء وزهاد عصره، حيث انتقل من منطقة جناجة في كربلاء إلى النجف طلباً للعلم، وتوفي سنة 1180 هـ.[1]
أساتذته
تتلمذ على يد أبرز علماء عصره، (2منهم: السيد صادق الفحام (1124 - 1205 هـ
الشيخ محمد الدورقي (1187 هـ الشيخ الفتّوني الوحيد البهبهاني في كربلاء.
وحضر لفترة قصيرة دروس السيد محمد مهدي بحرالعلوم (1155 - 1212 هـ) في النجف.[3]
تلاميذه
أصبح من المجتهدين والعلماء المشهورين، وكان يحضر حلقة درسه علماء كثيرون وأصبح عدد منهم من الفقهاء والمحققين الكبار الذين سطع نجمهم في سماء العلوم الدينية في العراق وايران نذكر منهم:
الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر (1266 هـ الشيخ أسدالله التستري الكاظمي (1234 هـ الشيخ علي الهزار جريبي (1254 هـ الشيخ محمد تقي الأصفهاني (1248 هـ الشيخ محسن الأعسم (1238 هـ السيد محمد بن أمير معصوم الرضوي (1255 هـ السيد محمد باقر الأصفهاني (1260 هـ الشيخ إبراهيم الكلباسي (1261 هـ السيد صدر الدين العاملي (1263 هـ) موسى وعلي وحسن ومحمداولاده [4]
سيرته العلمية
الشيخ كاشف الغطاء في النجف الأشرف
كان كاشف الغطاء متبحراً في الفقه والأصول، ويدلّ ما ألّفه في هذين العلمين ولاسيما كتابه كشف الغطاء على طول باعه في استنباط الأحكام. وقد ألف هذا الكتاب أثناء سفره إلى ايران ولم يكن يحمل معه سوى كتاب القواعد للعلامة الحلي. وقيل إنّ الشيخ الأنصاري (1214 ـــ 1281 هـ) قال: إنّ من يعرف قواعد وأصول هذا الكتاب هو مجتهد عندي. كان قد ادعى قائلاً: لو أني فقدت جميع الكتب الفقهية لكان باستطاعتي كتابة جميع الأبواب والأبحاث الفقهية من أولها إلى آخرها،[5] قد اعترف الفقهاء المعاصرون له والمتأخرون بتبحره العلمي والفقهي.
رئاسة الشيعة
تولّى الشيخ جعفر بعد وفاة السيد محمد مهدي بحرالعلوم الرئاسة الدينية للشيعة في العراق وايران والبلاد الأخرى. وازدادت شهرته ونفوذه الاجتماعي والسياسي ورغم أن نظرية وجوب تقليد الأعلم لم تكن واسعة الانتشار قبل الشيخ الأنصاري وكان المقلدون الشيعة يقلدون عدداً من المجتهدين المحليين في وقت واحد فقد كان كاشف الغطاء مرجع تقليد الشيعة عملياً.[6]
دوره في الصراع بين الأصوليين والأخباريين
وكان قد حدث في عهد كاشف الغطاء صراع علمي شديد بين العلماء الأصوليين والأخباريين الشيعة، وكان كل من هاتين الطائفتين تسعى لإثبات آرائها وردّ الآراء المخالفة وتخطئتها.
وقد نشأ الشيخ جعفر في مدرسة الوحيد البهبهاني الأصولية، وكان من حماة الاجتهاد والاستنباط والدفاع عن الاعتماد على العقل والاستدلال للوصول إلى العقائد والأحكام الشرعية، ولذا أوقف نفسه للدفاع عن علم الأصول وردّ الآراء الأخبارية وعلمائها بكل قواه.[7] وقد تجلّت مظاهر هذا الصراع في خلافه مع العالم الأخباري الشهير الشيخ محمد بن عبد النبي النيشابوري (1232 هـ)، فتوجه الميرزا محمد الى ايران أثر مناهضة كاشف الغطاء الشديدة له وإحساسه بالخطر واعتصم بحاكم ايران فتح علي شاه. وقد ألف الشيخ جعفر في البدء كتاباً بعنوان كشف الغطاء عن معايب ميرزا محمد عدو العلماء، ردّ فيه آراءه، وأرسله إلى شاه ايران،[8]ثم سافر بنفسه إلى إيران حيث أدّت مساعيه التي بذلها إلى إبعاد الشاه القاجاري للشيخ محمد.
ثم ألف كتاباً آخر لولده الشيخ على خلال رحلته إلى أصفهان باسم الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة جهال الأخباريين، ردّ فيها من جديد آراء الأخباريين وخطّأها،[9] وألف الميرزا محمد الأخباري كتاباً بعنوان الصيحة بالحق على من ألحد وتزندق، ردّاً على الكتاب المذكور أيضاً. وقد لعبت مساعيه العلمية والعملية تجاه العلماء الأخباريين دوراً مهماً في إضعاف نفوذهم في السنوات التالية.[10]
التصدي للوهابيّة
حدث نزاع آخر بين الشيخ وأتباع محمد بن عبد الوهاب. ففي أواخر القرن 12 ثار أتباع محمد بن عبدالوهاب (1111 ــــ 1207 هـ) في الجزيرة العربية وهجموا على الكثير من عقائد الفرق الدينية الإسلامية المختلفة بالمعارضة لهم (وخاصة المذهب الشيعي)، مدعين تخليص الشريعة من الشوائب وبدأوا عملياً بمحاربة ما يدعونه بالشرك والمظاهر المبتدعة.[11]
وقد تجاوز نطاق هذا التيار التخريبي حدود الجزيرة العربية ومدينتي مكة والمدينة إلى العراق فتعرّضت مدينتا كربلاء والنجف لهجمات الوهابيّة، وانبرى الشيخ جعفر كاشف الغطاء للدفاع عن النجف ومقدسات أهلها، وحمل السلاح بنفسه. وسلّح العلماء والطلاب وأبناء الشعب أيضاً وقاتل المهاجمين إلى أن ردّهم على أعقابهم. ثم أمر بتشييد سور حول النجف لتكون في مأمن مع أهلها من إغارات الوهابيين عليها. كما ألف من الناحية العلمية كتاباً باسم "منهج الرشاد لمن أراد السداد"، في نقد ورد عقائد الوهابيّة، ربما كان أول كتاب من نوعه.[12]
رحلاته
حج كاشف الغطاء مرتين، الأولى في 1186 هـ والثانية في 1199 هـ. وفي 1222 هـ قصد ايران وزار مدنها الكبرى كطهران وأصفهان وقزوين ويزد ومشهد ورشت. كان الناس يستقبلونه أينما حلّ استقبالاً حافلاً. وكان يعقد الاجتماعات ويتحدث إلى الأهالي في كل مكان. وفي ذروة شهرته وقدرته الدينية والسياسية، زار في طهران فتح علي شاه القاجاري.[13]
وقد قدّم الشيخ جعفر للشاه في هذا اللقاء كتاب كشف الغطاء وأجازه في أخذ ما يتوقف عليه تدبير العساكر والجنود ورد أهل الكفر... من خراج أرض مفتوحة وزكاة [14] وصدرت هذه الفتوى أثناء الحرب الأولى بين ايران وروسيا (1218 ـــ 1228 هـ
احترامه لدى حكومتي ايران القاجارية والدولة العثمانية
كان كاشف الغطاء يحظى بالاحترام والإكبار لدى الحكومتين الايرانية والعثمانية. يُلجأ إليه لرفع الاختلافات بين البلدين عند الضرورة لما له من نفوذ الكلمة، وكان يعتقد اعتقاداً راسخاً بضرورة تنفيذ أحكام الاسلام لا سيما الحدود ينتهي بحوادث،[15] وكان الشيخ يهتم اهتماماً كبيراً بمساعدة المحرومين، فيأخذ من ذوي الثروة ليعطيهم، ويجمع بنفسه المعونات لهم أحياناً.
آثاره وكتبه
كتاب منهج الرشاد لمن أراد السداد
الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة الأخباريين، طهران، 1306 هـ و1319 هـ.
كشف الغطاء عن خفيات مبهمات الشريعة الغرّاء، طهران، 1271 هـ و 1317 هـ.
بغية الطالب في معرفة المفروض والواجب، رسالة عملية قصيرة، القسم الأول منها في أصول العقائد والقسم الثاني في الأحكام.
يشير أغا بزرك الطهراني إلى أنه رأى مخطوطات كثيرة من هذا الكتاب.[16] وتوجد مخطوطة منها في مكتبة آية الله المرعشي ومخطوطة أخرى في المكتبة المركزية بجامعة طهران. وقد ترجمها محمد المامقاني إلى الفارسية، كما توجد ترجمة أخرى لها لأسدالله الدزفولي صهر الشيخ بعنوان تحفة الراغب.[17]
التحقيق والتنفير فيما يتعلق بالمقادير، يذكر الأغا بزرك الطهراني أنه طبع مع خصائص يوم الجمعة للشهيد الثاني [18]
الرسالة الصومية، يشير الأغا بزرك الطهراني إلى أنه رأى مخطوطات متعددة لها [19]
مشكاة المصابيح، شرح للمنظومة الفقهية مشكاة الهداية، تأليف السيد محمد مهدي بحرالعلوم.
رسالة في العبادات المالية، كتاب فقهي، يوجد مخطوطة منه في مكتبة وزيري بيزد.
غاية المراد في أحكام الجهاد، كتاب فقهي ألف بطلب من عباس ميرزا (1202 ــــ 1249 ه) في 1227 هـ، ويذكر الأغا بزرك الطهراني وجود مخطوطة منه في المكتبة الرضوية المقدسة أُوقفت عام 1261 ه. كما يشير إلى مخطوطة أخرى منها في مكتبة سبهسالار (سابقاً) تحت عنوان الحسام البنّار في قتال الكفار [20]
نهج الرشاد لمن أراد السداد، وهو في رد ونقد آراء الوهابيين، ويذكر الأغا بزرك الطهراني أنه طبع عام 1343 هـ،[21] توجد مخطوطة منه في مكتبة وزيري بمدينة يزد.
الهوامش والمصادر
1 ) آقا برزك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 10، ص 249
2) طبقات اعلام الشيعة ج 9، ص 239.
3) اعيان الشيعة ج6 ص 178
4) اعيان الشيعة ج6 ص 178
5) الكرام البررة طبقات اعلام الشيعة ص 249
6) حرز الدين، معارف الرجال، ج 1، ص 152.
7) حرز الدين، معارف الرجال، ج 1، ص 152 - 153.
8) حرز الدين، معارف الرجال، ج 1، ص 152 - 153.
9 ) الكنى والالقاب عباس القمي، ص 70.
10) أقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 18، ص 45.
11) أقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 7، ص 37.
12 ) أقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 7، ص 38.
13 ) الطبقات، ص 251.
14) كاشف الغطاء، ص 394.
15) اعيان الشيعة الأمين، ج 4، ص 102.
16) الذريعة، ج 3، ص 133.
17 ) الذريعة ج3، ص 134.
18) الذريعة ج 3، ص 485.
19) الذريعة ج 11، ص205.
20) الذريعة ج 16، ص 16 - 17.
21 ) الذريعة ج 3، ص 186.
إعداد حسين الحسيني