أقامت مدرسة الإمام الحسين عليه السلام الدينية في الصحن الحسيني الشريف مجلس عزاءٍ بمناسبة استشهاد رابع أئمة الهدى والعصمة سيد الساجدين وزين العابدين الإمام علي بن الحسين السجاد عليهما السلام في قاعة المدرسة المباركة وبحضور عدد غفير من أساتذة وطلبة العلوم الدينية صباح هذا اليوم الموافق الخامس والعشرين من محرم الحرام 1437 هــ وقد ارتقى المنبر سماحة الشيخ احمد الصافي (دام عزه) حيث كانت خطبته حول سيرة ومواقف الإمام الهمام وتطرق الى الدور الذي قام به خلال إمامته عليه السلام وما وقع عليه من تكليف وتصدي سياسي واجتماعي لدولتي الظلم الجور الأموية والعباسية , وذكر كذلك الصفات التي تحلى بها طيلة حياته من الكرم والشجاعة والحلم وكيف انه كان يتصدق على فقراء ومساكين الناس وقضاء حوائجهم حتى وصف بقول الشاعر الفرزدق : (مــــا قــــال لا قــــط إلا في تشهده لــــولا التــــشهد كــــانت لاؤه نــــعم) . واستطرق سماحته للآلام والآهات التي واجهته خلال حياته حيث انه رأى مصرع أبيه الإمام الحسين الشهيد المظلوم وأعمامه وإخوته وأنصارهم والفاجعة العظمى التي أبكته من سبي عمته زينب وبقية نساء اهل بيت النبي صلى الله عليه واله , وكما بين الدور التربوي الذي قام به سلام الله عليه في تعليم الامة التي انطمست في وحل الجهل والتخلف حيث انحى منحى الدعاء لإيصال معالم الدين الإسلامي الحنيف ومعرفة الحقوق والواجبات فوضع للأمة التراث الضخم من الأدعية التي تصحح مسار الإنسانية جمعاء كالصحيفة السجادية ورسالة الحقوق وأدعية المناجاة وغيرها من الدروس والعبر خلال ادعيته سلام الله عليه . وبعد التفصيل والذكر العطر للسيرة المباركة اختتم الحديث كي يرتقى المنبر سماحة الشيخ فاروق الجبوري لينعى الإمام صلوات الله عليه بأبيات من الحزن والشجى ضج خلالها المجلس بالبكاء والنحيب لما حل من مصيبة أليمة بالإمام المعصوم وهي استشهاده عليه السلام , فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا على رؤوس الاشهاد لينادى من بطنان العرش أين زين العابدين .