عاماً بعد عام يشهد معرض كربلاء الدولي للكتاب تطوّراً ورقيّاً جعله أحد أهم المعارض الدولية التي تقام في العراق وتسهم بصورة مباشرة في إدامة الزخم الفكري والحراك الثقافي، وذلك لما يحتويه من عناوين لكتب من دور نشر ومؤسّسات رصينة يشار لها بالبنان، وقد ترجمت هذه المعطيات بدورته الحادية عشرة والمنضوية ضمن (مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي) الذي ستنطلق فعالياته في الثالث من شهر شعبان . وشارك في هذه التظاهرة الثقافية (117) دار نشر محلية وعربية وعالمية منها ثلاثون دار نشر تشارك لأول مرّة في المعرض وثلاثة مراكز للدراسات العلمية وقناتان فضائيّتان إضافةً لمشاركة جميع العتبات المقدّسة فضلاً عن مشاركة الوقفين السني والشيعي، وتميز المعرض هذا العام بتصميم يختلف عن الأعوام الماضية إذ وضعت قاعات في البداية وأخرى في الوسط وأيضاً في نهاية المعرض تتخللتها ممرّات للمواطنين والزائرين، وقد قسم المعرض إلى جهتين جهة تضم دور النشر المتميزة وأخرى تضم دور النشر الاعتيادية. وقد اعتمدت آلية محكمة في قبول طلبات المشاركة على أساس الكفاءة في الطبع والنشر، وهناك دور طبع ونشر متميزة في لبنان وسوريا والأردن ولندن ومصر وغيرها، فتم إرسال مشاركات من قبلهم واستخدم نظام متخصص في ملء الاستمارات إلكترونياً وإرسالها ومن ثم الإجابة عنها. وشكلت لجنة من قبل (اللجنة التحضيرية) من المتخصّصين بهذا الأمر لإدارة الملف الخاص بالمشاركين، فقيم المشاركون ووضعت خريطة لعدد المشاركين على أرض الواقع. كما تم تجهيز المعرض بكافة الخدمات مثل: (التبريد والتهوية والإنارة ومكبّرات الصوت والشاشات وعلامات الدلالة والدعاية والإعلانات الصوتية) كذلك تم إعطاء مساحات كافية ومختلفة حسب الطلبات المقدّمة من قبل دور النشر. من الإضافات الجديدة لهذه الدورة بمناسبة مرور عشر سنوات على إقامة المعرض اختيار شخصية للمعرض لأول مرة وكانت شخصية هذا العام السيد (علي بن السيد محمد الطباطبائي) للتركيز على حياته وطباعة كتاب خاص عنه يوزع على جميع المشاركين والوافدين للمعرض، كما سيقام حفل توقيع كتب وكذلك حفل إلقاء مقتطفات لبحث يجرى عن مجموعة من الإصدارات الموسوعية للسنوات العشر الماضية. الدورة الحالية للمعرض تستمر على مدى خمسة عشر يوماً وتركز على حفظ حقوق النشر والتوزيع للناشرين إذ اشترطت عدم عرض أي كتاب يكون موضع نزاع قضائي وإن إدارة المعرض منعت عرض أي كتاب يمس سيادة العراق أو يثير الطائفية أو يتهجم على الرموز الدينية أو يتناول جوانب غير أخلاقية. تحرير / حيدرعاشور العبيدي