الثلاثاء ٠٣ كانون الأول ٢٠٢٤

كربلاءُ وتشيّعُ (الفرنسي سانكو محمدي)


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:28 | عدد الزيارات: 1482

كم هو عظيم مذهب آل محمد ، وكم هي جميلة ورائعة تلك اللحظات التي يخترق بها إشعاع الرحمة والهداية قلوب طالبي الحقيقة ومريديها ، وكم هو الألم النفسي الذي تراه يأكل في نفس المستبصر وهو يحترق ألماً لما فاته من هذه البركات والنعم في رحاب أهل البيت ، صدمة كبيرة رأيت بها ذلك الشيخ وهو يبكي في حضرة الحسين (عليه السلام) طالباً الصفح والاعتذار ، شاكراً الله على ما وفقه من اكتشاف الحسين ومذهب الحق ، ما البكاء سيدي يا حسين في حضرتك ، أي طعم للدموع وهي تنساب على شباك ضريحك لتختلط بتلك الرائحة العطرة، إنه فضيلة الشيخ (سانكو محمدي) إمام مسجد ومركز الإفتاء ورئيس علماء أهل السنة في فرنسا ، معروف هناك بمشاريعه في بناء المساجد، أصوله من الكاميرون مضى عليه أكثر من 43 سنة في فرنسا وهو يحمل الجنسية الفرنسية ولأول مرة يزور العراق وكربلاء ، كان الحوار معه في أروقة الإمام الحسين (عليه السلام) الشريفة بمهرجان ربيع الشهادة الثامن ... وكان وسيطاً بيننا المترجم التونسي (محمد صالح الهنشير) الذي يجيد الفرنسية والعربية... كم مرة توقف المترجم أن يكمل لي ترجمة ما يقول سانكو لأن العبرة تخنقه لما كان يبديه سانكو من إعجاب بالتشيع ، ويعلن اعتناقه له ، فقال لي هذا الشيخ الذي عرف التشيع الآن واعتنقه : تعد كربلاء والحسين والعراقيون بالنسبة لي الاكتشاف الرائع جداً ، مستحيل ما كنت أتصور العراقيين بهذه الحفاوة ،جميع أهلي وأصدقائي وقفوا بوجهي بأن لا أزور العراق وكربلاء ، كنت أتصور العراق ساحة حرب ، فأصررت على الزيارة. ولما سألته كيف رأيت الشيعة ؟ قال : الآن عرفت الشيعة في كربلاء لم أكن أعرف الشيعة كما الآن ، كأن اليوم غسلتم دماغي من كل الموروث الأسود ، اكتشافي للشيعة حرّر لي دماغي ، حرّر عقلي ، أصبحت اليوم حراً ، ما رأيته ووجدته أصبح واجباً أن أنقله كله إلى العالم المغيب عن هذه الحقيقة . كنت في غيبوبة تامة ، مؤسف جداً أن عمري الآن 68 سنة ولم أعرف الشيعة ! ولكني سأكون جندياً من جنود التشيع ،أُعَرِّف العالم بالشيعة ، وبلِّغوا عني السيد علي الحسيني السيستاني ذلك ، الآن عرفت الإسلام الحقيقي ،ها أنا أبكي ، وأنا أزور آل بيت النبي الذين أخفوهم علينا ، زرت المدينة المنورة لم أجد آل بيت النبي ، ولم أطلع عليهم ، اليوم اكتشفتهم. ولما قلت له لابد أن تقرأ كثيراً عن التشيع حتى يمكنك أن تناقش وتنقل الصورة البيضاء الناصعة عن الشيعة للعالم ، قال : نعم أريد منكم كتباً باللغة الفرنسية، ولما علمت أنه من الوفد القادم من فرنسا اتصلت بالأخ الشيخ مرتضى الخليق من مؤسسة السيد الخوئي بفرنسا ، فقال لي لقد اشتريت له كتباً باللغة الفرنسية، ولعلكم تستطيعون إرسال غيرها عن طريق دار نشر (أنصاريان) التي تطبع باللغة الفرنسية وواعدتهم خيراً . وكنت أنا والأخ المترجم التونسي الهنشير، دموعنا تتألق بعينينا ونحن نرى كيف نور أهل البيت يغمر هذا الإنسان وهو يبكي لما فاته من العمرغيبوبة وجهالة. بقلم | السّيّد وليد البعّاج