الثلاثاء ٠٣ كانون الأول ٢٠٢٤

الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 14/جمادي الاول/ 1436 هـ الموافق 6/3/2015م


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:28 | عدد الزيارات: 1557

دعى ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في (14/جمادي الاول/ 1436 هـ الموافق 6/3/2015م ) الى عدة أمور نوردها فيما يلي :- الأمر الاول: تتوالى الاخبار عن انتصارات قواتنا المسلحة الباسلة من الجيش والشرطة الاتحادية والغيارى من المتطوعين من مختلف المناطق في تحرير المزيد من القرى والنواحي والاقضية في محافظة صلاح الدين من رجس الارهاب الداعشي.. وفي الوقت الذي نكرر اشادتنا وتثميننا لبطولات وتضحيات هؤلاء الاحبة وندعو لشهدائهم الابرار بالرحمة الواسعة والدرجة الرفيعة .. ونشدد على ضرورة ان يكون لأهالي هذه المناطق دور أكبر واوسع في تحرير مناطقهم .. فان متابعة الاحداث في جبهات القتال تقتضي منا التأكيد مرة اخرى على بعض ما ورد في توجيهات المرجعية الدينية العليا للمقاتلين .. 1- الاهتمام بتنظيم صفوفكم والتنسيق بين خطواتكم وعدم الاسترسال في مواقع الحذر بغير ترو، والاندفاع من غير تحوط ومهنية، فان ذلك اكثر ما يراهن عليه عدوكم .. ويتسبب في الحاق الخسائر بكم.. وكونوا اشداء فوق ما تجدونه من اعدائكم فانكم اولى بالحق منهم ولا تتعجلوا في خطواتكم قبل انضاجها وإحكامها وتوفير ادواتها ومقتضياتها، وعليكم بوضع الخطط المحكمة والتشاور فيما بينكم للوصول الى الوسائل الانجح في تقدمكم لتحرير الاراضي وتجنبا لخسائر في ارواح عزيزة علينا جميعا – قال الله تعالى : (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص). 2- ينبغي بكم جميعاً ضبط النفس وعدم الخضوع للانفعال النفسي لفقد حبيب لكم او عزيز عليكم، خصوصاً فيما يتعلق بالعوائل التي يتترس بها العدو ممن لم يقاتلوكم ولاسيما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء حتى اذا كانوا من ذوي المقاتلين لكم – بل كونوا لهؤلاء المستضعفين حماة، تعينونهم على الوصول الى مأمن من الارض واطعموهم طعامكم فانكم ان فعلتم ذلك كانت لكم المكانة والمنزلة الطيبة في نفوسهم وتكونوا بذلك قد فوتم الفرصة على البعض ممن يريد اثارة الظنون السيئة بكم .. ولئن كان في التثبت وضبط النفس – رعاية للموازين والقيم النبيلة- بعض الخسارة العاجلة فانه اكثر بركة واحمد عاقبة وارجى نتاجا- . الأمر الثاني : تشكو العديد من العشائر في محافظة الانبار – من الذين عبّروا عن موقف وطني مسؤول بتصديهم لعصابات داعش- من قلة السلاح والعتاد اللازم لإدامة صمودها، ومن قلة المواد الغذائية المطلوبة لعوائلهم المحاصرة وهي تتعرض لإغراءات من هنا وهناك لتغيير موقفها، ونحن اذ نقدر ان الامكانات المتاحة للحكومة لا تفي بتوفير احتياجات هؤلاء الاخوة بصورة كاملة الا انه لابد من العمل على تقديم ما يمكن تقديمه لهم من السلاح والعتاد لاستمرار صمودهم وثباتهم امام هجمات عصابات داعش بالاضافة الى ضرورة تأمين المواد الغذائية لهم ولعوائلهم. الأمر الثالث : في الايام الاخيرة قامت عناصر داعش بهدم واتلاف الكثير من مقتنيات المتحف الوطني في الموصل وتدمير بعض المواقع الاثرية في محافظة نينوى ليدللوا مرة اخرى على مدى وحشيتهم وهمجيتهم وعدائهم للشعب العراقي العظيم لا لحاضره فقط بل حتى لتاريخه وحضارته الضاربة في القدم. انه يوماً بعد يوم يثبت للعالم اجمع مدى الحاجة في تكاتف الجميع في سبيل محاربة هذا التنظيم المتوحش الذي لا يسلم منه البشر ولا الحجر.. وتتبين ضرورة وحدة العراقيين بجميع اطيافهم ومكوناتهم في طرد هذه العناصر الاجنبية عن ارض العراق الطاهرة. الأمر الرابع : مع استمرار معاناة النازحين وعدم قيام مؤسسات الدولة بتغطية احتياجاتهم الاساسية – قصوراً او تقصيراً- فاننا نهيب مرة اخرى بالمواطنين جميعاً خصوصاً الميسورين منهم ان يستمروا في بذل ما يمكنهم بذله لسد حاجات هؤلاء المواطنين الذين هم اخوة واخوات لنا شاءت الاقدار ان يهجروا وينزحوا عن مدنهم واراضيهم – فالمأمول من كل مواطن لديه فائض من مال او طعام او مأوى او غير ذلك ان يبذله للنازحين والمهجرين مراعياً في ذلك حفظ كرامتهم وعدم المنّ به عليهم، فان ذلك بالاضافة الى ما فيه من الاجر والثواب العظيم مما فيه فوائد عظيمة للبلد اذ يشد من الاواصر الاجتماعية بين ابنائه ويعزز الوحدة الوطنية والتلاحم بين مختلف المكونات خصوصاً في هذه الظروف الحرجة.