الثلاثاء ٠٣ كانون الأول ٢٠٢٤

سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه يشكر كل العاملين الذين ساهموا في انجاح زيارة الاربعين ويوصي جميع الاخوة والاخوات الاستفادة القصوى من هذه المسيرة الالهية المقدسة وتحقيق الهدف الاصلاحي منها من الجانبين الروحي والعملي


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:28 | عدد الزيارات: 1537

دعى ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في (19/صفر الخير/1436هـ الموافق 12/12/2014م ) الى عدة أمور نوردها فيما يلي :- ها نحن في اليوم قبل الاخير الذي يصادف زيارة الاربعين حيث ما تزال الحشود المليونية تزحف بمحبة ووله كبيرين منذ عشرة ايام تجاه مرقد سيد الشهداء (عليه السلام)، وبهذه المناسبة نود بيان ما يلي : الأمر الأول: نتوجه بالشكر والتقدير العاليين لجميع الذين ساهموا في إحياء زيارة الاربعين وانجاحها من الزائرين الكرام واصحاب مواكب العزاء والخدمة والاجهزة الامنية والفرق الطبية والخدمية والادارات المحلية في مختلف المحافظات ولاسيما محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والعاملين في المنافذ الحدودية والمطارات ومنتسبي العتبات المقدسة العلوية والحسينية والعباسية والكاظمية على ما قدموه من جهود طيبة وخدمات كبيرة وتسهيلات واضحة سائلين المولى عزوجل ان يتقبل من الزائرين الكرام ومن كل من كان له دور في إنجاح هذه الزيارة العظمية. ونوصي جميع الاخوة والاخوات بما يلي : 1- الاستفادة القصوى من هذه المسيرة الالهية المقدسة وتحقيق الهدف الاصلاحي منها من الجانبين الروحي والعملي .. اقتداءً بالامام الحسين (عليه السلام) الذي كانت نهضته المقدسة ابتداء من خروجه من المدينة المنورة الى آخر ما جرى له ولأهل بيته واصحابه الميامين في يوم الطف في سبيل رضا الله تعالى واصلاح حال الامة. لقد كان حضور اهل العلم من فضلاء وطلبة الحوزة العلمية الشريفة في النجف الاشرف في طرق الوصول الى كربلاء المقدسة خلال الايام العشرة الماضية فرصة طيبة للزائرين الكرام للاستفادة منهم في ما يحتاجون اليه من امور دينهم، مع ما تحقق من إقامة الجماعة لاداء الفرائض اليومية في اول وقتها في اماكن مواكب العزاء وعلى امتداد طرق السير للزائرين، فشكر الله سعيهم وأجزل لهم المثوبة. 2- ان مهمة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تختص بطلبة العلم ورجال الدين كما يتوهم البعض بل هي مهمة جميع المؤمنين والمؤمنات ومن ذلك نصح الشباب خاصة والزائرين عامة من الرجال والنساء بالالتزام بآداب الزيارة ورعاية حرمات الطريق والابتعاد عما يؤذي الآخرين .. والالتزام بالعفة والحجاب والتجنب عن الاسراف والتبذير في الطعام وغير ذلك. 3- مع تزايد اعداد الزائرين الى كربلاء المقدسة هذا العام، خاصة من خارج العراق حيث ذكرت بعض الاجهزة الامنية ان عدد الوافدين من الخارج بلغ قرابة (2) مليون زائر بعد ان كان قبل سنة (790) الف زائر فقط. فإن المطلوب من اجهزة الدولة المعنية العمل – من الآن- لوضع خطط شاملة تعتمد المعايير العلمية – بعيداً عن الفوضوية والارتجال- لاستيعاب الزيادة المطّردة في أعداد الزائرين خصوصاً من خارج العراق وتوفير الخدمات المناسبة لهم ابتداءً من المنافذ الحدودية والى كربلاء المقدسة، مع توجيه الاهتمام اكثر من ذي قبل الى داخل المدينة المقدسة حيث لم تعد تستوعب بامكاناتها الحالية هذه الاعداد الهائلة من الزائرين.. 4- ان المأمول من اصحاب مواكب العزاء الحسينية – جزاهم الله تعالى خيرا- المساعدة في توفير الأجواء المناسبة للذين يؤدون مراسم الزيارة داخل العتبتين المقدستين وكذلك في مراحل سيرهم الى المرقدين الشريفين.. فان الزائر بحاجة الى الاجواء الهادئة التي توفر له الخشوع وحضور القلب والتفاعل مع المضامين العبادية للزيارة والصلاة والدعاء خصوصاً داخل المرقد الشريف. ولذلك ينبغي التجنب عن استخدام بعض الالات التي تنبعث منها اصوات عالية جداً تسلب الزائرين – كما اشتكى الكثير منهم- القدرة على اداء مراسم الزيارة وفق ما أوصى به ائمة اهل البيت (عليهم السلام) وهي امور عبادية تمثل احد مقاصد المقاصد الاساسية لكل زائر قطع هذه المسافات الطويلة. الأمر الثاني : لقد تحقق للقوات المسلحة ومن التحق بهم من المتطوعين انتصارات مهمة في بعض المناطق خلال المدة الماضية .. إلاّ ان عصابات داعش – كما تعلمون- لا تزال تسيطر على مناطق كبيرة وتهدّد بعض المناطق المهمة ومنها مدن تقع فيها مراقد مقدسة كسامراء وبلد .. ومن هنا فان المطلوب من القوات المسلحة عدم الاطمئنان والركون الى الانتصارات المتحققة بحيث يتولد من ذلك حالة من التراخي والشعور بالأمان بل لابد من استمرار اليقظة والحذر في مواجهة هذه العصابات الارهابية. كما ان المطلوب من الجهات الحكومية المعنية ان تضع خططاً مدروسة لاستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة داعش ودفع الخطر عن المناطق التي تهددها بما يحقق الامن لهذه المناطق وتوفر الطمأنينة لأهاليها، بعيداً عما يتسبب في التوتر والشحن الطائفي. ان تخليص المناطق التي ترزخ تحت جور داعش ودفع الخطر عن المناطق التي تهددها يجب ان يتم بأسلوب يحقق الهدف المنشود وهو تحقيق الاستقرار لجميع المناطق والأمن والطمأنينة لجميع العراقيين على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم. الأمر الثالث : في الوقت الذي نثمّن فيه الجهود المبذولة لمحاربة الفساد ومن ذلك كشف العناصر الوهمية في بعض المؤسسات الامنية والتي تسبب الغض عنها في السنوات الماضية في خسائر كبيرة في اموال الدولة اضافة الى تداعياتها الأمنية الكارثية.. فإننا نؤكد على ما يلي : 1- استمرار ودعم الجهود الرامية لكشف المزيد من هذه العناصر الوهمية او شبه الوهمية في جميع مؤسسات الدولة، فإن وجود هذه العناصر بالاضافة الى ما يكلف الدولة من موارد مالية كبيرة يمكن ان تصرف لتقديم الخدمات الاساسية للمواطنين يتسبب في تداعيات خطيرة امنية واقتصادية واخلاقية. 2- ينبغي للجميع اعتماد اسلوب التثبت والتحقق المهني في كشف خفايا هذا الملف الشائك. ونتمنى على وسائل الاعلام الرصينة عدم الاعتماد في هذا الصدد على ارقام تنشرها جهات غير رسمية لم تثبت مصداقيتها، اذ لا ينبغي الانسياق وراء بعض الجهات المغرضة التي تهدف الى استغلال ملف العناصر الوهمية وما يسمى (بالفضائيين) لتشويه صورة الجيش العراق البطل الذي قدم الكثير الكثير من الضحايا في سبيل عز العراق وحماية ارضه وشعبه، وتهدف تلك الجهات ايضاً الى تحطيم نفسية المواطن العراقي وإيقاعه في المزيد من الشعور بالإحباط النفسي واليأس من اصلاح الوضع القائم حالياً. كما اننا نوصي المواطنين ان يكون حذرين من التعاطي مع بعض ما ينشر في هذا المجال غير ما تصدره الجهات الرسمية المخولة، وليحافظوا – في نفس الوقت- على ثقتهم بأن هناك عناصر مخلصة تعمل لإصلاح الامور، والأمل كبير في قدرة الخيرين من العراقيين على انجاز ذلك والانتقال الى وضع أفضل.