تحدث ممثل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف سماحة السيد أحمد الصافي دام عزه خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في( 29 ذي الحجة 1435هـ )الموافق ( 24/10/2014م ) عن أمرين مهمين وهما :- الأمر الاول:- ونحن نودّع عام هجرياً ونستقبل آخر .. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعله عام خير على بلاد المسلمين و على بلدنا العزيز .. والمأمول من الاخوة الساسة ان يستفيدوا مما مضى ويستعدوا لما يأتي بنفوس صادقة مع الاخرين محبّة لوطنها ولشعبها وساعية بجلب الخير له ..باذلة جلّ وقتها لحلّ المشاكل العالقة فيما بينها من جهة والمشاكل التي يعاني منها الشعب العراقي من جهة اخرى.. اذ فضلا ً عن التحديات الامنية التي يواجهها البلد هناك تحديات اخرى على صعيد الخدمات ولابد من توفرها وعلى جميع الاتجاهات والاستفادة من امكانات البلد لتأمين مستقبله الزراعي والصناعي ورسم سياسية تنموية واضحة تحقق الحياة الكريمة لهذا الشعب الكريم الذي لا زال يكافح ويتحمل المشاكل تلو الاخرى على أمل ان ينتهي منها في اقرب وقت ان شاء الله تعالى. الأمر الثاني :- ان شهر محرم الحرام على الابواب وهو شهر يقوم المؤمنون بإحياء الشعائر الحسينية فيه و مع هذه الظروف التي يمر بها البلد نود التنبيه الى ما يأتي : 1- ان احياء الشعائر الحسينية من الامور التي اكد عليها الائمة الاطهار (عليهم السلام) ولا زال المؤمنون اعزهم الله يواصلون احياء هذه الشعائر رغم كل الظروف التي تمر بهم لكن لابد من الحذر واليقظة من استهداف التجمعات المؤمنة من قبل العصابات الارهابية وعلى الاجهزة الامنية ان تبذل وسعها من اجل الحفاظ على ارواح الناس وعدم فسح المجال لأي عمل ارهابي لا قدر الله. 2- ان بعض الاخوة المتطوعين قد تعوّدوا في كل عام ان يحيوا هذه الشعائر في مناطقهم ومدنهم وهم اليوم على جبهات القتال يقاتلون الارهابيين ويدفعون عن العراق خطر الارهاب مع اخوتهم في القوات المسلحة وابناء العشائر ولا ريب ان مرابطتهم في ساحات القتال وتحملهم هذا الواجب الوطني والديني والاخلاقي والتاريخي لا يجعلهم بعيدين عما تعوّدوا عليه بل سيضفي عليهم شجاعة ورباطة جأش وقوة في الحرب وصلابة في المواقف. 3- لقد كان للدعم المادي والمعنوي من بعض الاخوة الميسورين الاثر الفاعل في شدّ عزيمة الاخوة المقاتلين.. وقد سمعنا في الايام القليلة الماضية عن انتصارات قد تحققت على ارض الواقع و في اكثر من مكان من عراقنا العزيز من قبل القوات العسكرية وابناء العشائر والمتطوعين ساحقة بذلك الارهاب و الارهابيين ودافعة الشر والبلاء عن بلادنا ولأجل استمرار هذه الانتصارات لابد من مواصلة الدعم بكل اشكاله سواء من الحكومة المركزية او الحكومات المحلية او بعض الاخوة الميسورين - جزاهم الله خيرا- حتى يتم القضاء على الارهاب والارهابيين ويعيش العراق وابنائه في امن وسلام ودِعة .. نسأله سبحانه وتعالى ان ييسر امورنا جميعاً انه مجيب الدعاء واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ..