إلتقى الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه بطلبة وأساتذة مدرسة الامام الحسين عليه السلام في الصحن الحسيني الشريف والمشايخ الكرام في التوجيه الديني للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية , وقد افتتح اللقاء بكلمة لسماحة الشيخ أحمد الصافي دام عزه مدير مدرسة الامام الحسين عليه السلام للعلوم الدينية حيث قال فيها (إن الازمة الحالية التي يمر بها البلد هي ازمة عالمية وإن كانت في العراق) وبين فيها ضرورة توحيد الصفوف والهمم بالدفاع عن مقدسات العراق العزيز سواء كان ذلك بحمل السلاح او تعبئة المجتمع التعبئة العقائدية والفكرية أو غير ذلك , وبين إجمالاً رأي المرجعية في هذا الصدد وترك الجانب التفصيلي لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه . حيث بين سماحته رأي المرجعية بشكل دقيق ومفصل وما هي الملابسات التي حصلت وأدت إلى إصدار المرجعية لهذه الفتوى المباركة ومن أهم الملابسات هي أن هذه العصابات التكفيرية لم تصوب أهدافها بإتجاه فئة أو طائفة معينة وإنّما تريد استهداف كل العراقيين حيث أنها لا تستهدف فقط الموصل او صلاح الدين أو الانبار بل هي تستهدف جميع المحافظات بما فيها بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف , مما دعى المرجعية ان تصدر مثل هذه الفتوى لكي تحفظ الاعراض والمقدسات , والدليل على ذلك أن هذه الجماعات الضالة كثيراَ ما عاثت في الارض فساداً , ولكن المرجعية تحملت وصبرت كثيراً وكانت كل فتاواها هي توحيد الكلمة واحترام كل الطوائف والاحتكام للقضاء وكانت توجه القوات الامنية لحماية المواطنين , ولكن هذه المرة عندما شعرت المرجعية بحجم المؤامرة أصدرت هذه الفتوى . وقد أكد سماحة الشيخ الكربلائي دام عزه على ضرورة الالتزام بنص كلام المرجعية وعدم تغيير أي عبارة منه حيث كان نص كلام المرجعية ( أن الدفاع عن العراق وعن شعب العراق وأعراض المواطنين والمقدسات أمر واجب بالوجوب الكفائي ) , وبين أن الوجوب الكفائي لا يتحقق بالقتال فقط أي إننا إذا احتجنا إلى مئة ألف مقاتل مثلاً فهؤلاء المئة ألف مقاتل يحتاجون إلى طعام وشراب ونقل ويحتاجون إلى جوانب ادارية وجوانب طبية وغيرها , فلذلك الواجب الكفائي يتوجه إلى كل ما له دخل في القتال ودفع هؤلاء عن تهديد البلد فنحن لسنا بحاجة إلى مقاتلين فقط لأن الواجب الكفائي ليس على من يحمل السلاح فقط فهناك واجب كفائي على سائق السيارة او الطبيب او من له القابلية على تهيئة الطعام مثلاً او من له القدرة على الامور الادارة الاعلامية وهكذا . اما بخصوص رجال الدين أيضاً يترتب علينا الواجب الكفائي من خلال تعبئة المجتمع فكرياً وعقائدياً وهذا ايضا من الامور المهمة ومن كان منا لديه القدرة على حمل السلاح ايضاً يتوجه إليه , فلذا الواجب الملقى على عاتقنا كرجال دين اصعب من الآخرين , وقد ذكر سماحته أن من يقتل بنية الدفاع عن الوطن وعن أعراض المواطنين والمقدسات يكون شهيدا , لا أنه يأخذ حكم الشهيد وإنما يكون شهيداَ من المرتبة الأولى . وفي النهاية ترك الكلام إلى الاساتذة الاجلاء والاخوة المشايخ الكرام ليطرحوا ما لديهم من مشاكل ومعوقات , وأخذ على عاتقه التصدي لحلها وتذليلها ودعى للعراق العزيز بأن يبقى شامخاً وعزيزاً بعزة أهله وابناءه الذين ضحوا بأنفسهم للدفاع عنه .