في أيام زيارة الأربعين ؛ ترى الجميع يعـمل بواجباته ويتحسس مسؤولياته في البناء الروحي والعقائدي وكأنهم قد حـظو ببركة دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) : ( رحم الله قوماً كانوا سراجاً ومناراً ، كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقـتهم ) . فبالاضافة إلى التفاني في خدمة الزائرين ؛ تسمع الأصوات تعلو بالبكاء على سيد الشهداء وأنصاره (صلوات الله عليهم) وهناك دوي لدعاء الزائرين أن يحفظ الباري تعالى الأمة الإسلامية وبالخصوص أتباع الأئمة من آل البيت (عليهم السلام) في العالم الإسلامي ؛ من شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الحاقدين الذين يخطـطون لحصد رؤوس المزيد من العـراقيين بعد أن تـنفسوا الصعداء واستجيبت دعوتهم في هلاك الطاغـية . وترى مع ذلك تشكل الحلقات في جموع الزائرين لتصحيح القراءة الشرعية للحمد والسورة اللتين لا تصح الصلاة إلا بصحتهما والإجابة عن مسائلهم الإبتلائية المختلفة في عباداتهم ومعاملاتهم ويجيب عنها أساتذة مدرسة الإمام الحسين(عليه السلام) الدينية والمبلغـين في شعبة التبليغ الديني . وطـن الجميع أنفسهم للقيام بواجب الإرشاد والتبليغ باسلوب لين وخلق رسالي كريم يستلهم من أبي الأحرار الصبر والحلم ، مما جعل زوار الإمام (عليه السلام) يقبلون على مجالسهم ويصغون إلى حديثهم ويكونوا مصداق قوله تعالى ))الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَاب ِ(( الزمر/ 18.