زار آية الله السيد علي نجل آية الله العظمى السيد (عبد الاعلى السبزواري) مدرسة الامام الحسين للعلوم الدينية في الصحن الحسيني الشريف يوم 26/6/2009 حيث القى كلمة قيمة امام طلبة العلوم الدينية قائلا "انتم يا اخواني طلبة العلوم الدينية تختلفون عن سائر الطلبة من غير العلوم الدينية ، فالدين هو اشرف العلوم وغايته شريفة ومبدؤه شريف والطريق الذي يسلكه طالب العلم ايضا شريف، فكل علم اذا كان مبدؤه شريف وغايته شريفة وطريقه سليم فهو افضل العلوم وصولا الى رضى الله سبحانه وتعالى ، والعلم الذي مبدؤه كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) واقوال المعصومين يكون هو العلم ذا المبادئ الشريفة مبينا ان الطريق الصحيح هو السير في هذه الاقوال التي هي عبارة عن حدائق نيرة أرساها وزرعها الائمة الطاهرون عليهم السلام وتعتبر منزلة كبيرة التوفيق. واضاف سماحته ان هذا العلم يختلف باختلاف المبدأ واختلاف الغاية واختلاف الطريق عن سائر العلوم فلا بد ان تحرصوا على تعلم كلمات الائمة المعصومين ( عليهم السلام) ابتداء وان تحفظوا القران ما أمكنكم له سبيلا وقد ورد في الحديث ان القران نزل على خمس آيات فاحفظوا خمس آيات تلو الاخرى حتى تتمكنوا من حفظها وكلما حفظتم من القران اعرضوا نفسكم على تلك الايات هل عملتم بتلك الايات ؟ هل ان منهجكم منهج تلك الايات فاذا كان منهجكم موافقا لتلك الايات فاحمدوا الله تعالى على ذلك ويوفقكم للمزيد واذا لم تكونوا كذلك فيكون العلم وزرا عليكم. وتابع اما الامر الثاني هو حفظ لكلمات الائمة ( عليهم السلام) ابتداء قبل الدخول في أي منطق ولا سيما علوم المنطق و الفلسفة والكلام، فلا بد من حفظ كلمات الائمة التي تعد نورا في القلب و في النفس و في الروح . واضاف ان العلوم الفلسفية ربما فيها ظلمات هذه الظلمات اذا استولت على النفس تبعدكم عن كل اسباب التوفيق فازيلوا الظلمات عن الطريق بكلمات الائمة ( عليهم السلام) واقرؤوا الروايات لتفيدكم وتنير دربكم ويكون منهاجكم على منهج ال البيت ( عليهم السلام) وتزيد في تقواكم، ولا بد ان تحفظوا هذه الروايات وان حفظها من اهم الاشياء الضرورية لطالب العلم حتى تكون مكرمة لكم. والامر الاخر هو الخلوص لله تبارك وتعالى معتبرا ان المال او تقبيل الايدي او الجلوس في مجالس غير مجالسكم ليس مبتغى هذا الطريق ، فليكن في نيتكم الخلوص لله تبارك وتعالى وليس مبتغاكم شيء من امورالدينا. واعتبر آية الله السبزواري ان التقوى اهم رفيق لطالب العلم والتقوى هي الدار وهي اللباس وهناك ايات كريمات حول التقوى . كذلك تطرق سماحته الى الصبر قائلا اننا نحتاج الى الصبر والصبر هو مكرمة من عند الله ويختلف الصبر عن باقي المكارم كونه هو الغاية وهو العلة الفاعلية وبدونه لا يمكن اطاعة الله تعالى فهي مكرمة وهي ام الفضائل في الاخلاق وفي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. واول شيء عليكم به بعد الصبر هو ترك الغيبة التي هي من اسباب سلب التوفيق ، ومن اهم اسباب سلب التوفيق ايضا التكلم على الغير وهذا ما لمسناه بايدينا ،واحذروا من استغابة العلماء والمراجع العظام لانهم يستعدون للجواب في الاخرة بدلا عنكم فاحفظوا انفسكم بالابتعاد عن الغيبة التي هي من الكبائر وانتم بحاجة لقلب نير لاكتساب المكارم لان العين التي نظرت للمحرمات لا تنظر للحور العين والاذن التي سمعت الغناء لا تسمع ما يقال في الجنة واذا لم تطهر حواسك لا تدخل في أي منقبة من مناقب الكرامة واذا لم تطهر بدنك من الماء النجس لا يمكن دخولك للجنة فحينها عليكم اكتساب المكارم وهو الطريق للوصول للدرجة العظمى لله سبحانه وتعالى وبين سماحته ان اللباس شيء والقول بروحانية شيء اخر ،لانه يجب ان نميّز بين من لبس العمامة روحانيا وبين من لبس زيا خاصا، وان السياسة ليس من شأننا نحن اصحاب العمامة ،اذا كنت تريد الدخول للسياسة اخرج من لباس العمامة ( كونوا رجال دين ودعاة باعمالكم قبل ان تكونوا دعاة بالسنتكم ) والحمد لله رب العالمين