الأربعاء ٠٤ كانون الأول ٢٠٢٤

أجنحة الموت تخطف فرقد العلم..


تاريخ الاضافة:-2021-09-06 14:23:25 | عدد الزيارات: 1349

أجنحة الموت تخطف فرقد العلم

في الايام الماضية  خطف الموت أحد اعظم اعمدة العلم في الحوزات العلمية في العالم الاسلامي، وهو العلامة المجاهد واية الله العظمى المرجع الكبير سماحة السيد محمد سعيد الحكيم( قدس سره الشريف )عن عمر تجاوز 86عاما في يوم 25 من محرم الحرام والذي تزامن مع ذكرى إستشهاد الامام زين العابدين عليه السلام سنة 1443هـ الموافق 3/9/2021 مـ ورغم ألم المصاب الذي أذهل الامة الاسلامية والمؤمنين ، بهذه الفاجعة  الاليمة ،أن وفاة هذا العالم القدير والعلم  في سماء الحوزة الكبير كان له الوقع الاليم في قلوب المسلمين في كل العالم فقد كان للسيد الحكيم انجازاته واعماله الكبيرة ترفل في  بهاالقلوب  فخرا وتزدان به العقول فقها وعلما ،وإنّ غيّب الموت شخصه عن دنيانا، ولكن روحه العظيمة وعظيم فكره واجتهاده راسخ فينا كالجبال ، وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وآله (( اذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لاتسدُ الى يوم القيامة)) فهذا القول من رسولنا الاكرم صلى الله عليه واله يوضح بجلاء وصدق مدى الفقدان العظيم الذي ألم بالامة الاسلامية من جهة والحوزة العلمية في النجف الاشرف من جهة اخرى فالرجل كان مجاهدا في سبيل اعلاء كلمة الاسلام ونشر علوم ال محمد طيلة حياته الزاخرة في الاجتهاد ومواصلة العلم في العلوم الاخلاقية والفقهية والعربية وعلوم القران وله انتاج غزير في كافة المواضيع العلمية والدينية والاجتماعية ونذكر منها :

المحكم في أصول الفقه، مصباح المنهاج،فقه الكومبيوتر، فقه الاستنساخ البشري ، رسالة في الاصولية والاخبارية وغيرها الكثير.
وكان من أساتذته :

والده السيد المرجع محمد علي الحكيم ،والسيد مرجع الطائفة اية الله العظمى السيد محسن الحكيم، والشيخ اية الله العظمى حسين الحلي، والسيد المرجع  الاعلى اية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئي تقدست ارواحهم الطيبة ، فيقول عنه احد زملائه في درس العلامة الشيخ حسين الحلي استاذه في علم الاصول لقد كان السيد محمد سعيد اصغرنا سناً ولكنه كان المبادر والاكثرمناقشة له فكنا نعجب من سرعة استيعابه مطلب الاستاذ وقيامه بمناقشته ،وفي عام 1983في مسيرة حياته العلمية تعرض السيد وعائلة الحكيم الى الاعتقال من قبل الامن البعثي في حكومة البعث الصدامي ، واودع السجن ومكث في سجنه  قرابة ثمان سنوات في سجون ابي غريب  الخاصة  وأخرج في عام 1991مـ وفيها تعرض الى التعذيب والتنكيل وذلك بسبب الهجمة التعسفية من قبل افراد البعث الصدامي المجرم وذلك اثر استشهاد  اية الله العظمى فيلسوف العراق السيد محمد باقر الصدر واخته بنت الهدى تقدست روحيهما الطاهرتين ، وقد رافقه في رحلة دراسته الحوزوية الكثير العلماء الذين اصبحوا اساتذة ومراجع في الوقت الحاضر اذ يُعّد السيد الحكيم ( طاب ثراه ) أحد المراجع الاربعة الكبار في النجف الاشرف ، وهم كل من  مرجع الطائفة الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله الوارف .
واية الله العظمى المرجع الكبيرالشيخ محمد إسحاق الفياض ، والشيخ أية الله العظمى بشير الباكستاني النجفي ، حفظهم الله تعالى . عاش السيد الحكيم حياة حافلة من الجهاد وتحصيل العلم وقضى أغلب حياته في تحصيل الدرس وألقاء الدرس على طلبته لمدة تزيد عن خمسون عاما
وكذلك كان للسيد الحكيم  (قدس سره ) بالمشاركة والتأييد للمرجع الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله في الحفاظ على وحدة العراق وتكامل اطيافه وابعاد العراق وشعبه عن التقسيم والانقسام الطائفي الذي اشعل فتيله البعثيون الذين فقدوا سلطتهم بعد سقوط النظام في سنة  نيسان 2003،
فقد ساهمت بيانته الكثيرة في تأييد بيانات السيد علي السيستاني دام ظله إبان الاحتلال الامريكي للعراق بعد سقوط النظام البعثي وكان نعم الاخ والمساند  للمرجعية الدينية المتمثلة في مرجعية السيد السيستاني دام ظله ، وأنقذ العراق من السقوط في وحلِ التخندقات الطائفية والفئوية فيما بعد احتلال الامريكان للعراق .
ولو أستعرضنا اعماله ومشاريعه في خدمة المجتمعات في العراق وبعض الدول مثل دولة الباكستان والهند وايران وبعض الدول الاوربية نجد اثره واضحا وكبيرا في نشر علوم اهل البيت عليهم السلام ،في تلك البلدان من إنشاء الحسينيات والمراكز العلمية والثقافية، والدعم الكبير للفقراء المسلمين وغيرهم ، فكان له  الاثر الطيب على لسان من يراجع هذه المؤسسات الثقافية والدينية من شخصيات من كل الفئات في المجتمع ، وله في مؤسسة اليتيم لرعاية اليتامى في العراق والعالم الاسلامي الاثر الكبير في رعاية عوائل الشهداء من عوائل شهداءالحشد الشعبي وغيرهم ، ودعمهم نفسيا وعلميا وثقافيا .
فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا .

بقلم: السيد حسين آل جعفر الحسيني