الثلاثاء ٠٣ كانون الأول ٢٠٢٤

الشيخ الطوسي مؤسس الحوزة العلمية في النجف الاشرف


تاريخ الاضافة:-2020-09-28 10:44:16 | عدد الزيارات: 4752


هوالشيخ محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ولد في مدينة طوس في اقليم خراسان سنة (385 هـ) والمعروف بشيخ الطائفة والشيخ الطوسي.كان له كتابين من الكتب الأربعة التي يعّول عليهاالشيعة الامامية في الفقه والعقائد وهي كل من (الكافي للشيخ ابي يعقوب الكليني ومن لايحضره الفقيه  للشيخ الصدوق وكتاب التهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي ) وهو من كبار المتكلمين والمحدثين والمفسرين والفقهاء الشيعة، قدم إلى العراق من خراسان في سن الثالثة والعشرين وتتلمذ على يد العلماء هناك كالشيخ المفيد والسيد المرتضى. أسند إليه الخليفة العباسي كرسي كلام بغداد. وعندما احترقت مكتبة شابور في بغداد إثر هجوم طغرل بيك الامير السلجوقي اضطر للهجرة إلى النجف فأسس الحوزة العلمية هناك.
تسلم المرجعية وزعامة المذهب الجعفري بعد وفاة السيد المرتضى وقد خدم العالم الإسلامي لا سيما مذهب الإمامية خدمات جليلة من خلال تربية آلاف التلاميذ والطلاب وتأليف العشرات من الكتب العلمية الخالدة والتي لا تزال لها أثرها المشهود، ومن خدماته تأسيس طريقة الاجتهاد المطلق وتأليف في مجالات الفقه والأصول, وقد جعل الشيخ اجتهاد الشيعة مستقلا في مقابل اجتهاد أهل السنة خصوصا مذاهبهم المهمة.
حياته
ولد الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي والمكنَى بأبي جعفر في خراسان، شهر رمضان سنة 385 هـ [1] بعد أربع سنوات من وفاة الشيخ الصدوق.[2]
عاش الشيخ الطوسي اثنتي عشرة سنة في النجف وتوفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة 460 هـ[3] وغسّله تلامذته الحسن بن مهدي السليقي، والحسن بن عبد الواحد العين زرابي، وابوالحسن اللؤلوي، ودفنوه في بيته[4] ثم تحوّل البيت إلى مسجد بناء على وصيته وهو اليوم من أشهر مساجد النجف ويقع قرب الباب الشمالي لصحن الامام علي (ع) والمعروف بباب الطوسي.[5]
المكانة العلمية
قدم الطوسي العراق سنة 408 هـ في سن الثالثة والعشرين وتتلمذ[6] على يد الشيخ المفيد (المتوفي 413 هـ) مدّة خمس سنوات وعلى يد ابن الغضائري (المتوفي 411 هـ) ثلاث سنوات وعند ابن الحاشر البزاز، وابن أبي جيد، وابن الصلت والذي توفي بعد سنة 408 هـ. وشارك النجاشي (372 ــ 450 هـ) في بعض مشايخه. أدرك السيد المرتضى (المتوفي 436 هـ) ولم يدرك الشريف الرضي.[7] أسند إليه الخليفة العباسي القائم بأمرالله كرسي علم كلام بغداد وبذلك اجتمع حوله العلماء وتوجه إليه الطلاب وكان من بين تلامذته 300 من العلماء وظلّ محتفظا بمنصبه إلى أن سقطت بغداد بيد الأتراك السلاجقة.
وفي سنة 447 هـ دخل طغرل بيك اميرالسلاجقة بغداد فحرق مكتبة شابور والتي"لم يكن في الدنيا أحسن" منها كما يذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان في مادة «بين السورين». وكانت مدة سلطنة طغرل بيك من سنة 429 إلى سنة 455 هـ. وفي سنة 448 هـ حدثت الفتنة بين الشيعة والسنة.
يقول ابن الجوزي في حوادث تلك السنة: وفرّ أبوجعفر الطوسي وأغاروا على داره. وقال في حوادث سنة 449 هـ: في شهر صفر من هذه السنة هدموا دار أبي جعفر الطوسي المتكلم الشيعي في الكرخ مع سقفه وساووه بالتراب. وأمّا الكتب والدفاتر التي وجدت فيها والمنبر الذي كان يجلس عليه أثناء تدريسه أحرقوها في مكان في ناحية الكرخ. فهاجر الشيخ على إثر ذلك إلى النجف الأشرف وأسس حوزةً فيها. وقال بعضهم: بل كانت الحوزة في النجف موجودة قبله.[8]
أسس الشيخ طريق الاجتهاد المطلق في الفقه وأصوله. وعندما تطلق كلمة الشيخ مجردة لدى العلماء فهو المقصود بها, وهو صاحب كتابين من الكتب الحديثية الأربعة هما «الاستبصار» و«التهذيب»[9] ولم يجرىء أحد بعده أن يخالف نظرياته إلى أن ظهرالشيخ ابن ادريس الحلي فأخذ بنقدها. وكان كتابه «النهاية» مادة للتدريس إلى أن ألّف المحقق الحلي كتاب «شرائع الاسلام». [10]

 

أساتذته
إن أساتذة الشيخ الطوسي وتلامذته كثيرون وقد ذكر الميرزا حسين النوري في مستدرك وسائل الشيعة (ج 3، ص509) 37 شخصا وأمّا الذين يروى عنهم غالبا فهم خمسة [11] وهم:
•  الشيخ أبو عبدالله أحمد بن عبدالواحد بن أحمد البزاز، المعروف بابن الحاشر وابن عبدون (ت 423 هـ).
•  الشيخ أحمد بن محمد بن موسى المعروف بابن الصلت الأهوازي (ت 408 هـ).
•  الشيخ أبوعبدالله الحسين بن عبيدالله ابن الغضائري (ت سنة 411 هـ).
•  الشيخ أبوالحسين علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد (ت بعد سنة 408 هـ).
•  أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان المشهور بالشيخ المفيد (ت سنة 413 هـ).

تلامذته ومريديه
تجاوز عدد طلبة الشيخ الطوسي الذين بلغوا مرتبة الاجتهاد ثلاثمئة مجتهد من الشيعة, ومن السنّة, أبرزهم: [12]
•  آدم بن يونس بن أبي المهاجر النسيفي
•  أبو بكر أحمد بن الحسين النيشابوري
•  اسحاق بن محمد بن بابويه القمي
•  اسماعيل أخو اسحاق السالف الذكر
•  بركة بن محمد بن بركة السدي
•  تقي بن نجم الدين الحلبي
•  جعفر بن علي بن جعفر الحسيني
•  الحسن بن الحسين بن بابويه القمي، المعروف بحسكا
•  الحسن بن عبد العزيز بن حسن الجبهاني
•  الحسن بن شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي
•  موفق الدين الحسين بن فتح الواعظ الجرجاني
•  الحسين بن مظفر بن علي بن الحسين الحمداني
•  ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسيني المروزي
•  زين بن علي بن الحسين الحسيني
•  زين بن داعي الحسيني
•  سعد الدين بن البراج
•  سليمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي
•  شهر آشوب السروي المازندراني، جد الشيخ محمد بن علي مؤلف «معالم العلماء والمناقب»
•  صاعد بن ربيعة بن ابي غانم
•  عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقري الرازي المعروف بالمفيد
•  عبد الرحمن بن أحمد الحسيني النيشابوري المعروف بالمفيد
•  عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه
•  علي بن عبد الصمد التميمي السبزواري
•  غازي بن احمد بن ابي منصور الساماني
•  كردي بن عكبر بن كردي الفارسي
•  محمد بن ابي القاسم الطبري الآملي
•  أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن الغروي
•  محمد ابن الحسن بن علي الفتال صاحب «روضة الواعظين»
•  أبو الصلت محمد بن عبد القادر بن محمد
•  أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي
•  ابو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي
•  أبو عبد الله محمد بن هبة الله الطرابلسي
•  أبوالحسن المطهر الحسيني الديباجي
•  منتهي بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني
•  أبو سعيد منصور بن الحسين الآبي
•  أبو ابراهيم ناصر بن رضا بن محمد بن عبد الله العلوي الحسيني
يذكر آغا بزرك الطهراني في مقدمته على كتاب النهاية للشيخ الطوسي مؤلفات الشيخ بالترتيب ويقول: «هذا ماوصل الينا من أسماء مؤلفات شيخ الطائفة ومنه ما هو موجود وما هو مفقود ولعل هناك ما لم نوفق للعثور عليه».[13]

ومن أهم كتبه (الاستبصار وتهذيب الأحكام والتبيان في تفسير القرآن)

اقوال العلماء في حق الشيخ الطوسي، ومنها:
•  قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني: ”مضت على علماء الشيعة سنون متطاولة، وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهين على أحد منهم أن يعدو نظریات شیخ الطائفة في الفتاوی، وكانوا يعدون أحاديثه أصلا مسلما، ويكتفون بها، ويعدون التأليف في قبالها وإصدار الفتوى مع وجودها، تجاسر على الشيخ وإهانة له“.
•  قال عنه العلامة الحلي: ”شيخ الإمامية ووجههم، ورئيس الطائفة، جليل القدر، عظیم المتزلة، ثقة عين صدوق، عارف بالأخبار والرجال، والفقه والأصول، والكلام والأدب، وجميع الفضائل تنسب إليه، صف في كل فنون الإسلام“.[14]
•  قال عنه السيد بحر العلوم في الفوائد الرجالية: ”أبو جعفر شيخ الطائفة ورافع أعلام الشريعة الحقة، إمام الفرقة بعد الأئمة المعصومين، وعماد الشيعة الإمامية في كل ما يتعلق بالمذهب والدين، ومحقق الأصول والفروع“.[15]

الهوامش
•  البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 280.
•  بحر العلوم، الفوائد الرجال، ج 3، ص 239.
•  العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، ص 249.
•  العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، ص 249.
•  بحر العلوم، الفوائد الرجال، ج 3، ص 239.
•  الشيخ الطوسي مفسراً، ص 13.
•  المصدر نفسه، ص 161.
•  المصدر نفسه، ص 161-162.
•  المصدر نفسه، ص 162.
•  المصدر نفسه.
•  المصدر نفسه.
•  المصدر نفسه، ص 36-39.
•  الطوسي، النهاية، ص 17 - 31.
•  العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، ص 249.
•  بحر العلوم، الفوائد الرجالية، ج 3، ص 228.

المصادر والمراجع
•  البحراني، يوسف بن أحمد، لؤلؤة البحرين، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، المنامة ــ البحرين، مكتبة فخراوي، ط 1، 1429 هـ/ 2008 م.
•  الطوسي، محمد بن الحسن، النهاية، قم، انتشارات قدس محمدي، د.ت.
•  العلامة الحلي، الحسن بن يوسف بن مطهر، خلاصة الاقوال في معرفة الرجال، تحقيق: جواد القيومي، قم، نشر الفقاهة، ط 4، 1431 هـ.
•  بحر العلوم، محمد مهدي، الفوائد الرجالية، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم، طهران، منشورات مكتبة الصادق، ط 1، 1363 هـ.
•  جعفر، خضير، الشيخ الطوسي مفسراً، قم، مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي، 1420 هـ.
اعداد: حسين الحسيني