الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

المرجعية العليا: ماذا يريد منا الامام الحسين في عصرنا هذا وماذا تريد منا كربلاء وكيف نكون حسينيين حقا


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1370

قال ممثل المرجعية الدينية العليا الجمعة، ان من الضروري التعرف على ماذا علينا ان نتعلمه من الحركة الاصلاحية للامام الحسين عليه السلام، وماذا يريد منا الامام الحسين عليه السلام في عصرنا هذا، وماذا تريد منا كربلاء برمزيتها الحسينية، وكيف نكون حسينيين حقا. واكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (28/9/2018) على ضرورة الشعور بالمسؤولية، لافتا الى ان هذا الشعور على انواع عدة اهمها الشعور بمسؤولية الوعي الثقافي والاجتماعي ومسؤولية الكلمة. واضاف ان المقصود بالوعي الثقافي هو ان يتسلح المؤمن الحسيني في عصرنا بسلاح المعرفة الفقهية والثقافة الاسلامية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وجميع مناهج الاسلام، ولايقتصر في معارفة وثقافاته على المعارف والثقافات الاكاديمية التخصصية والعامة. وبين ان البعض يهتم ويصرف كل جهده ووقته وافكاره في تحصيل المعارف الاكاديمية والتخصصية، لافتا الى ان تلك المعارف الطبية والهندسية والكيميائية والفيزيائية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية وان كانت مهمة في حياتنا الا انها لاتكفي ليبصر الانسان من خلالها الموقف الحسيني المطلوب في عصرنا هذا، وكيفية تجسيد مبادئ النهضة الحسينية في عصرنا، مؤكدا على ضرورة ان يتسلح المؤمن الحسيني بالمعرفة الفقهية وثقافات الاسلام كثقافة الاجتماع والثقافة التربوية والثقافة الاجتماعية والسياسية وفي كل مجالات الحياة. واوضح ان هذه الثقافات هي المفتاح لبصيرة القلب ليرى من خلالها الشخص ماهو المطلوب تجاه الواقع الحسيني الذي يعيشه. واكد على ضرورة ان يكون لدى الشخص المام بالثقافات المعاصرة واوضاع مجتمعه، لافتا الى انه من غير الصحيح ان يكون اهتمام الانسان المؤمن الحسيني بنفسه فقط، ويحاول ان يتعرف على ماهو مطلوب من العلوم لنفسه وخاصته، بل لابد ان يكون لديه المام باوضاع مجتمعه ولو بشكل اجمالي. وركز الكربلائي على ضرورة ان تؤخذ المعرفة الفقهية والثقافة الاسلامية من منابعها الصحيحة التي حددها ائمة اهل البيت عليهم السلام لتكون البصيرة صحيحة ازاء امور ديننا. واشار الى ان من الامور المهمة التي اوصلت اصحاب الامام الحسين عليه السلام في ان يقفوا الى جانبه مع ان الكثرة الكافرة خذلته هو وجود البصيرة لديهم كما عبر عنهم اعداءهم باصحاب البصائر، مستشهدا بالحديث (تفقهوا في دين الله فانه مفتاح البصيرة وتمام العبادة والسبب الى المنازل الرفيعة والمراتب الجليلة). واشار الى ان التفقه في دين الله يعني الفهم الصحيح والواعي والعميق لثقافات الاسلام المتعددة، لافتا الى ان هنالك مؤمن يصلي ويصوم لكن لايأخذ هذه المعارف من منابعها الصحيحة ويتوهم بان فلان وفلان يمثلون منابع هذه المعرفة فيضل الطريق الصحيح، داعيا الى ضرورة ان يلتفت من يصرف سنين عمره ويبذل جهده في تحصيل علوم الطب والفيزياء والكيمياء والهندسة والاجتماع والاقتصاد ويوليها اهتمام كبير وان يخصص الوقت ويهتم اهتماما عظيما بمعارف الفقه والثقافات الاسلامية حتى تكون لديه البصيرة والمعرفة بالموقف الصحيح الذي يجب ان يتخذه حينما يمر المجتمع بالمخاطر. ولفت الكربلائي الى ان المقصود بالوعي الاجتماعي هو ان يعي الانسان المؤمن ما هي مسؤولياته تجاه مجتمعه الذي يحيط به وكذلك تجاه اسرته وعشيرته وزملائه في العمل، مبينا ان الكثير من الناس يكون همّهُ نفسه فقط ولا يستشعر المسؤولية تجاه المجتمع الذي يحيط به ابتداءً من الاسرة التي تمثل المجتمع الصغير ثم العشيرة ثم المجتمع الاكبر ثم زملاء العمل ثم المجتمع الاكبر الذي يحيط به. واستدرك ان الوعي الاجتماعي الحسيني يتطلب وجود وعي بطبيعة المسؤولية تجاه المجتمع، وعدم الوقوف وقفة متفرج حينما يكون هنالك انحراف ثقافي او اخلاقي او سلوكي او غير ذلك من هذه الانحرافات بل لابد من وجود اطلاع وإلمام بطبيعة المخاطر والمشاكل والازمات التي يمر بها المجتمع ومحاولة التعاون مع الاخرين لوضع الحلول لها من خلال العلم والمعرفة الصحيحة، مبينا ان الطريق الصحيح يتمثل بالعلم والمعرفة الصحيحة لان الجهل سيعقّد المشاكل ويأزم الازمات أكثر. ودعا الى ضرورة الالتفات الى مسؤولية الكلمة، وان الكلام كان سلاح الانبياء والمصلحين في هداية الناس وارشادهم الى الطريق الصحيح، لافتا الى ضرورة ملاحظة كلمات الامام الحسين (عليه السلام) وكيف انّها على مر العصور والازمنة تمثل منهاج اصلاح للفرد والمجتمع. وحذر خطيب جمعة كربلاء من الاستخدام السيء للكلام والكلمة لان ذلك يمثل وسيلة للفتن والاحقاد والصراعات بين افراد المجتمع، مبينا ان الذين اتبعوا مبادئ الامام الحسين (عليه السلام) لاحظوا الكلمة هي التي ايقظت الامّة الاسلامية من خلال خُطب زين العابدين (عليه السلام) وخُطب السيدة زينب عليها السلام، داعيا المؤمن الحسيني والمؤمنة الحسينية ان تعرف ما هو الكلام الذي ينبغي ان تتكلم به في مواجهة الفساد والانحراف في داخل المجتمع وغير ذلك من هذه المسائل وان لا يقف المؤمن الحسيني ساكتاً امام حالات الانحراف في مجتمعه. ولفت الى ضرورة الانتباه الى مسؤولية الموقف واخذ الدروس من مسيرة النهضة الحسينية ودراسة طبيعة شخصية اللذين وقفوا مع الامام الحسين والذين خذلوه. واكد ان النهضة الحسينية تعلمنا بان الاسلام ليس مجرد عبادات وطقوس تؤدى، كما انه ليس مجرد شعارات ترفع وهتافات تصدح بها الجناجر. واوضح ان الاسلام الحسيني الصادق يمثل موقف يقفه المؤمن في حال واجهت الامة الاسلامية خطر الانحراف او داهمتها عواصف التضليل والخطر. وبين ان الكثير من الشخصيات الاسلامية التي كانت لها غزارة في العلم وسني عمرها مليئة بالتعبد والتهجد والذكر لله تعالى نجدها حينما داهم الخطر الامة الاسلامية بالانحراف والضلال انكفأت في زوايا بيوتها ووقفت على التل تتفرج ولم يكن لها موقف تنصر به الامام الحسين عليه السلام، مستشهدا بقول الامام الحسين عليه السلام (من لحق بنا فقد استشهد، ومن لم يلحق بنا لم يدرك الفتح). ويرى ممثل المرجعية الدينية العليا انه من خلال دراسة سيرة الذين خذلوا الامام الحسين عليه السلام يتم التأكد بان الاسلام والمبادئ الحسينية والنهضة الحسينية تعني ان الانسان الحسيني ليس مجرد ان يؤدي هذه العبادات والطقوس ورفع الشعارات والهتافات لتصدح بها الجناجر، بل ان الاسلام والنهضة الحسينية يمثلان موقف يقفه الانسان في حال داهم الاسلام خطر عظيم . واستدرك ان من وقف تلك الوقفة الشجاعة والمضحية امام خطر عصابات داعش الاجرامية وضحى بنفسه او بذل ماله هو ذلك الشخص الذي استطاع ان يترجم مبادئ النهضة الحسينية. ولفت الى ان من يقف في مثل هذه المنعطفات الخطرة والحساسة موقف المتفرج ويؤثر سلامة دنياه وسلامة نفسه واهله وماله على سلامة دينه ومقدساته واعراض مواطنيه فانه مهما اجتهد بالعبادات والذكر فانه لايمثل المنهج الحسيني الصادق. واكد في ختام خطبته ان على الانسان ان يعي ماهي مبادئ النهضة الحسينية وكيف يكون الانسان حسينيا حقا.