بسم الله الرحمن الرحيم من خلال استقراء الاحداث التي تجري في وقتنا الحالي نجد كثير من المختصين في الشؤون العقائدية والباحثين في شؤون احداث المستقبل واخبار خروج الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف بعد غيبة حارت فيها عقولهم والتبست بها قلوبهم وتناهت بها افكارهم ولم يصلوا الى ماء معين يروي ظمأ نفوسهم التي تتطلع لخروجه المقدس الله سبحانه اخفى عنوانه ولم يخفي شخصه فهو بين ظهرا نينا ويدعو لنا ويتفقد احوالنا ولكننا حرمنا من وجوده بشخصه لأننا اثرنا اللهاث وراء دنيا فانية وتركنا نور الله الذي انزله الينا لهدايتنا وسلمناهم للمخاطر ووقفنا حيال وجودهم الاقدس تاركين لا ننتفع من جميل نورهم ولا من كرم خيراتهم فصرنا وهم فينا نتخبط العشواء ولا نمّيز بين نميّر صفاء علمّهم وبين غيرهم فحرمنا الله بقاءهم بيننا واخفى اخرهم عنا حتى نرجع الى انفسنا ونحاسبها ولكي ترنو عيون المؤمنين بشوق لخروجه بالهدى والنور ليملأها قسطا وعدلا بعدما تملئ ظلما وجورا، فكل الاحداث التي تشابه ما أخبرتنا بها الروايات عن اهل البيت عليهم السلام من الرسول الاكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) مرورا بالأئمة الطاهرون الذين بشروا الامة الاسلامية بخروج الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف بعدة علامات ثابتة واحداث عامة كبيرة منها كثرة الفساد وشدة الاختلافات والنزاعات بين الامم حتى يتمنى الانسان ان يأتي الفرج من اي مكان لينقذهم من بلاءاتهم ومشاكلهم ، ونحن نعلم ان اختفاء عنوان شخص الامام منذ سنة 329 هجرية وبدء الغيبة الكبرى له قد كان بسبب مطاردة وتعقب الحاكم العباسي والقوى التي تحت امرته حاولت ان تنال من الامام المهدي عليه السلام والقضاء على وجوده المقدس ولما كانت التيارات الاسلامية آنذاك تميل الى اتباع الحاكم وسياسته وتأييد حكمه في الظلم والجور في كل ربوع الامة الاسلامية، جاء الامر الالهي بغيبة الامام المهدي عن الانظار وبقاء وجوده بينهم حتى لا تخلوا الارض من حجة ولا تسيخ الارض بأهلها ، حتى ينتبه المسلمون من غفلتهم عن النور الرباني الذي انعم الله عليهم به لهدايتهم وايصالهم الى منابع الخير الذي يريده الله لهم بواسطة وجود الامام معهم لذا ان الله لا يخرج الامام الحجة لحكم الارض الا بوجود القاعدة التي تؤيد الامام وتكون مستعدة للتضحية بكل ما لديها من غالي في النفس والمال حتى يرجع الحق الى اصحابه وتنعم الامة بالخير العميم والسلام المنشود التي طالما حلمت به الامم ليعيد الحق ناصعا والعدل ظاهرا والظلم منحسرا تحت قيادته للامة الاسلامية وبقية الامم في كل العالم ولينفذا وعد الله لعباده في كتابه الكريم ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )). بقلم: حسين ال جعفرالحسيني