الأمر الاول: ان هذه الجموع الكبيرة المشاركة في الزيارة الاربعينية ليس لغالبيتهم العظمى هدف من هذه المشاركة الا إبراز ولائهم للإمام الحسين (عليه السلام) ومواساتهم لأهل بيته الاطهار ايام سبيهم في السير الى مرقده الطاهر في اليوم الاربعين من شهادته ونيل ثواب زيارته.. ومن الطبيعي ان يكون خلال هذا الجمع العظيم افراد معدودون يسعون الى استغلال هذه المسيرة العظيمة لنشر خطاب الفرقة والكراهية او للترويج لشعارات سياسية او لأشخاص هنا او هناك والقيام بتصوير مشاهد معينة ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي خدمة لأهدافهم ومقاصدهم ولكن كل ذلك لا يمثل إلا حالات شاذة لا علاقة لها بـ 99% من الجمع المشارك في هذه المسيرة المباركة.. وستبقى هذه المسيرة ممحضّة في التعبير عن شدة ولاء المؤمنين للإمام الحسين (عليه السلام) وعهدهم له بمواصلة السير على دربه والالتزام بمبادئه الشريفة وقيمه السامية التي اُستشهد في الدفاع عنها. الامر الثاني: نتوجه بالشكر الجزيل الى جميع الاعزّة الذين ساهموا في هذه الزيارة وتسهيل امر الزائرين من القوات الامنية والخدمية والمفارز الصحية والمواكب الاعزاء الذين بذلوا جهداً يشكرون عليه والاهالي الكرام الذين فتحوا ابوابهم لاستقبال الزائرين بحيث لم يشتكي زائر من المأكل والمشرب والمبيت.. والى العتبة العلوية المقدسة والعتبة الحسينية المقدسة والعتبة الكاظمية المقدسة والعتبة العسكرية المقدسة والعتبة العباسية المقدسة.. وبقية العاملين الاعزاء في جميع المراقد والمقامات الشريفة والى جميع الاخوة الذي لا يسعنا تعدادهم. لكن الشيء الذي ننوه له في هذه الزيارة وهي الخطة الموفقّة التي اشتركت فيها واسستها قيادة العمليات وجهاز الشرطة وجميع القوى الامنية وهي طريقة النقل وتسهيل حضور الزائرين الى اقرب نقطة الى مرقد الامام الحسين (عليه السلام) والاستعانة بالجهد الخاص للنقل الخاص مما سهل في هذه السنة تسهيل عودة الزائرين.. اكثر من وزارة دخلت في ذلك وزارة النقل وزارة التجارة وزارة النفط وزارات متعددة بذلك جهداً في هذه المسألة.. نعم هناك مشكلة ولعلّي من خلال هذا المكان انوّه لا زالت هناك مشكلة طرق في المدينة لا زالت هناك بعض الاختناقات مع توفر و خطة جيدة في النقل لكن لا زالت هناك مشكلة انسيابية في الطرق المؤدية الى كربلاء والخارجة من كربلاء الى بقية المحافظات.. عسى الله تعالى ان يهيأ من يسعى لاستحداث طرق تتناسب مع هذه الزيارة وغيرها من الزيارات المليونية. الأمر الثالث: ذكرنا اخواني في العام الماضي احصائية شبه دقيقة لعدد الزائرين.. وفي هذه السنة بحمد الله تعالى ايضاً بدأنا بوضع كاميرات دقيقة لعدّ الزائرين ولعدّ السيارات واخذنا نسبة تعتبر بالحد الادنى لسيارات النقل هناك باصات تأخذ اكثر من 40 راكب وبعض باصات كانت ذات طابقين تأخذ اكثر من 80 راكب لكننا لم نعتمد هذه الارقام.. وانما نزلنا واخذنا معدّل السيارة المتوسطة التي قد تأخذ من (5-15) راكباً، بالنتيجة عندما سأذكر هذه الاحصائية، هذه الاحصائية هي في الواقع في هذا المعيار قد تكون اقل من الامر الواقعي لكن لأننا لا نستطيع ان نعلم بالأمر الواقعي أي العدد الواقعي عوضّنا عن ذلك بالحد الأدنى. وهذه الاحصائية حُدثّت لحد الساعة الحادية عشر صباح هذا اليوم يعني قبل ساعة ونصف وجاءت هذه الاحصائية. طبعاً عندنا احصائيات متعددة بمعنى ان الزائر ماذا يُكلّف من قبل الخدمة له.. فالزائر يمشي ويأكل ويشرب وينام وهذه البنى التحتية يمشي اكثر من 10 ايام وانت احسب الكلفة اليومية والعدد الذي سأذكره واضرب هذه الكلفة في العدد قطعاً سيخرج لك رقم كبير.. وهذا اغلبه هو جهد الناس وعفوية الناس.. والله المظاهر التي يراها الانسان في خدمة هؤلاء للزائرين تفوق الخيال.. انقل قصة ذكرتها قبل ايام.. احد الزائرين دخل الى احد المواكب في العراء واشعة الشمس و تناول الغداء جاءه شاب مفتول العضلات وقف خلفه، ثم انتقل هذا الرجل الزائر من مكان الى مكان آخر فجلس واذا بالشاب ايضاً يلحقه، تضايق هذا الزائر فقال الزائر للشخص هل تعرفني؟ قال الشخص: لا، فقال له الزائر ما بالك؟ قال هذا الشخص: انا رجل فقير ليس عندي مال وارى الناس تبذل ففكرت ان اقف واجعل نفسي ظلا ً لك من الشمس.. طبعاً الاحصائية ما عدد البلدان التي دخلت وهذه الاحصائيات يمكن ان تُؤخذ من الجهات الرسمية، وانا سأذكر العدد النهائي بحمد الله وصل العدد الى (13.874.818) زائر لحد الساعة الحادية عشر من صباح هذا اليوم، أي اكثر من ثلاثة عشر مليون زائر لحد الساعة الحادية عشر من صباح هذا اليوم.. نسأل الله سبحانه بمن قصده الزائرون وبمن نلوذ تحت قبتّه المباركة ان يحفظ هذا البلد وان يعجّل النصر وانا اخاطب الان تلك السواعد المرابطة على الحدود الخطاب لهم: اقول لهم ايها الاخوة سلام الله عليكم اينما كنتم الله تعالى يشدّ على اياديكم ويقوي عزيمتكم ويزلزل الارض من تحت اعدائكم والله لقد لقنتموهم درساً لن ينسوه اذا بقوا احياء وهذا الجهد الذي بُذل منكم والدماء التي اُريقت.. هذا كله ما نعيشه هو بفضل هذه الدماء الطاهرة الزكية.. فهنيئاً لكم هذا التوفيق وانتم ترابطون في ساحات القتال.. لا نقول نحن نُشركَكم وانا اتحدث عن نفسي، انتم ان تفضلّتم علينا اشركونا ببعض ثواب ما عندكم.. ختم الله لنا كل خير وارانا في بلدنا كل خير ولقّن اعدائنا واعداء جميع البلاد التي لا تريد خير بشعوبها لقنّهم كل سوء وارانا كل خير في بلدنا وارجع الزائرين الى بلادهم سالمين غانمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.