اشار ممثل المرجعية الدينية العليا في الخطبة الأولى من صلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف بتاريخ (7/7/2017م) ان وجود الإمام علي (عليه السلام) بين ظهراني الناس كان فرصة للعاقل أن يستفهم منه، باعتبار أنّه (عليه السلام) وصي المصطفى (صلى الله عليه وآله) وعنده علم رسول الله وهو مدينة العلم، الامر الذي دفع ببعض الأصحاب الى اغتنام الفرصة لسؤال الإمام عن امور شتّى، مبينا ان مجموعة استفادت من الامام عليه السلام وسموا بحواري أمير المؤمنين. وقال السيد احمد الصافي ان الإنسان العاقل يستفيد من بركة وجود الإمام او العالم، حتى يسأله عن أمور كثيرة، كما ان الإنسان العاقل يهتم بأمور معاده كما يهتم بأمور معاشه، فإن ذلك باقٍ وذاك أمر زائل، موضحا انه رب كلمة خرجت من الإمام أو العالم فتحت أبواباً كثيرة للسائل، او يكون جواب الإمام بمحضر من الناس فيستفيد الشخص نفسه والحضور. واضاف ان سائل سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له: الخير ما هو؟ وكان السائل يعرف الخير ما هو، الا انه أراد من أمير المؤمنين أن يشخّص، فاستغل الفرصة لأن يسأل أمير المؤمنين عن الخير، فقال (عليه السلام) والكلام لنا: قال ليس الخير أن يكثر مالُك وولدك؛ ولكن الخير أن يكثر علمك وأن يعظم حلمك وأن تباهي الناس بعبادة ربّك فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله ولا خير في الدنيا إلا برجلين، رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة، ورجل يسارع بالخيرات ولا يقل عمل مع التقوى، وكيف يقل ما يتقبّل) إشارة إلى الآية الشريفة: (إنما يتقبل الله من المتقين)". واستدرك "لا بأس هنا التفكّر بهذا الحديث الشريف الذي بينه أمير المؤمنين، وكأننا نحن السائلون، فنسأل الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) وهو من هذه الذرية المباركة، نقول له: ما الخير يا بقية الله؟، ولا شك أن الجواب هو ذاته جواب أمير المؤمنين، لقوله أن حديث أبي هو حديث جدي إلى أن تصل إلى النبي الأكرم إلى جبرائيل إلى الله (عز وجل)". وتابع ان النفي الوارد في قول الإمام علي (عليه السلام) - ليس الخير أن يكثر مالُك وولدك- لا ينفي أن المال خير أو الولد خير، بل كلاهما خير، والانسان يسأل الله تعالى أن يوسّع من رزقه وهو المال، وأيضاً يدعو الله تعالى أن يرزقه بالولد، فيقول اللهم ارزقني ولداً صالحاً، مبينا ان بعض مواطين الأولاد تكون له عزة في الدنيا بكثرة أولاده، وانه ورد في دعاء الإمام "أنا القليل الذي كثّرته". واستدرك انه ليس المقام مقام نفي أصل المال والخير، ولكن الإمام في مقام بيان العاقل المؤمن عن أي شيء يفتش، فالسائل هنا يريد أن يستنطق أمير المؤمنين (عليه السلام)، وذلك همام الذي يسأل أمير المؤمنين (عليه السلام) ويقول له: صفْ لي المتقين، والإمام يتكلم معه بكلام موجز، إلا أن السائل أراد أن يستزد حتى بين الإمام (عليه السلام) جميع الصفات، ثم شهق السائل شهقة فمات. واوضح ان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يعمل ويحصل على المال، ولكن لا يعطي كل وقته لهذا، بل إذا فرغ في الليل، وهو وقت الراحة الذي ينام فيه الإنسان أو يجلس مع من يحب، الا ان الامام كان يأنس بالليل لأنه كان يناجي فيه ربه، مبينا انه لا توجد لحظة أسعد في الدنيا من هذه اللحظة، فقدمها (عليه السلام) على كل حالة من الحالات، حتى قال عنه الشاعر: (هو البكاءُ في المحراب ليلاً) باعتبار أن هذه الحالة حالة ملازمة لا تنفكّ عن أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه). واشار ممثل المرجعية الدينية العليا انه جواب الامام بان هذا ليس من الخير، اي انه ليس من الحالة الكمالية التي يبحث عنها الإنسان، فالإنسان كلما زادت همّته كلما يقنع بالمرتبة الأقل.