الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

المرجعية الدينية العليا تشدد على ضرورة الانفاق وتؤكد وجود موردين مهمين للانفاق في الوقت الحاضر


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1390

اشار ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة ان الانفاق من المفاهيم التي اكد عليها القران الكريم باعتباره من الصفات النفسانية الانسانية الراقية التي تدل على الشعور الانساني. وقال السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم (23 /6 /2017) ان الله تعالى جعل هنالك تفاوت في امور الدنيا وفي رغبات الناس كحب البعض للتجارة او الصناعة او طلب العلم، مبينا ان هذا الاختلاف فيه رحمة وعمران للارض واستعمالها. واضاف انه بالرغم من اختلاف هذه المشتركات الا ان هنالك جانب مشترك ومهم يتمثل بالانفاق، مؤكدا ان مسالة الانفاق من المسائل المهمة اقتصاديا واجتماعيما كونها تخفف العبء على الفقير، فضلا عن ما يولده الانفاق ومشاركة الناس بما منحه الله من فضله من شعور الاهتمام بالاخرين. وتابع ان الشارع المقدس حث على صلة الرحم لتكون هنالك منظومة اجتماعية راقية تساهم بابقاء المنظومة الاسرية في حال تواصل، مشددا على ضرورة صلة الرحم وتفقد الجار لجاره. واوضح ان الشارع المقدس حث على مسالة الانفاق والدعوة لها كونها تصيب البر في مواقع كثيرة، مستشهدا بقوله تعالى (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11))، مشيرا ان الاية تحمل العتب على من لاينفق. واستدرك السيد الصافي ان جميع ماموجد في هذا الكون لله وان له ميراث مافي السماوات والارض وانه يرث ولايورث. ولفت السيد الصافي الى مسالة مهمة حول التعبير القراني بخصوص هذه الفقرة بكلمة (ميراث) ولم يستخدم (لله ملك)، مبينا ان الحالة القرانية اقتضت ان يعبر القران بهذا التعيبر لان حبس الانفاق فيه مشاكل كثيرة وصفات ذميمة من بينها البخل الذي يعد من ارذل الرذائل، او ان يكون عدم الانفاق نتيجة الخوف من الفقر، موضحا ان الاية الكريمة تبين في قوله تعالى (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) اي انه يحذر اتباعه ويخوفهم من الانفاق. وبخصوص قوله تعالى (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ) اشار السيد الصافي ان الاية تشير الى وجود مورد في غاية الاهمية يتمثل بوجود حالتين الاولى قبل الفتح والثانية بعد الفتح، موضحا ان القران استخدم كلمة (لايستوي) بالرغم من ان كلاهما انفق وفعل نفس الفعل، اي ان الاول انفق قبل الفتح وقاتل والثاني انفق بعد الفتح وقاتل، مبينا ان القران يؤكد وجود حد وفاصل زمني يتمثل بان المسلمين كانوا ضِعاف والناس تستضعفهم وتحاول ان تقلل من شأنهم وان بعض الميسورين قد ضعف وجبن عن المساعدة، مؤكدا ان من قام بالمساعدة في ذلك الوقت يدل على انه انسان واعي ودقيق وملتفت لأن فيهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وقال ممثل المرجعية العليا اما بعد الفتح ظهرت السطوة واصبح هناك سلطان فالإنسان اذا انفق كأنه بعد ان استيقن وشاهد، غير الاول الذي استيقن الا ان النصر لم يحصل بعكس الاخر الذي انتظر الى ان شاهد بأم عينيه، مستدركا ان القرآن الكريم مع ذلك لا يغمط حق احدهما عن الاخر، مستشهدا بقوله تعالى (وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). ونوه الى ان الله تعالى خبير بكل شيء لا تخفى عليه خافية، وان الانسان عندما ينفق فان الله تعالى يعلم سبب هذا الانفاق واذا تردد فهو خبير ويعلم سبب هذا التردد، والقران الكريم في مقام التشجيع على الانفاق. واستوقف عند قوله تعالى (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24))، مبينا ان هنالك صفتان ذميمتان تتمثل الاولى بالبخل والثانية بالذميمة، مشيرا الى ان البعض يبخل ويأمر الناس بالبخل حتى يشاركه غيره، موضحا ان هذا شعور بالنقص والوضاعة، وحتى لا يكون وحيداً في هذه المثلبة وانما يشاركه الاخرين. واوضح ان هنالك مشكلة في ان الانسان في بعض الحالات هو ضال ولكنه يحاول ان يُضل، وهو فاسد ويحاول ان يُفسد، مشيرا انه في مقام الانفاق يقول لغيره لا تنفق لانه لايوجد فقير ولايوجد محتاج وهؤلاء كلهم كذابون وانك اذا انفقت يقل مالك ومن لأولادك. وبين خطيب جمعة كربلاء الادب القرآني في قوله تعالى (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)، موضحا ان القران قبلا ً يقول ولله ميراث السموات والارض، الا انه هنا يتودد ويقول من يقرض، مبينا ان المال مال الله الا انه يقول اعطوني اياه قرضة. واكد ان القرضة ترجع اي عندما انت تقترض من شخص يطالبك بالتسديد بعد مدة وعندما يقرض منك احد تطلب منه وقت للتسديد فالقرضة ترجع ولانحتاج ان نقول له يا الهي ارسل ملك حتى يقبض منا هذه القرضة، وانما هنالك اشارة بان هؤلاء الفقراء المحتاجون عيالي اقرضوهم افيضوا عليهم اعطوهم مما رزقتكم فاضاعفه ولكم اجر وهو اجر كريم. واشار في ختام خطبته بان ماورد اعلاه يمثل نوع من الاختبار ونحن في شهر رمضان ولم يبق من الشهر الا ايام قليلة، مؤكدا ان من موارد الانفاق الان في هذا الظرف شيئان مهمان يتمثل الاول بالمساعدة المالية للمقاتلين الذين فعلا ً في هذا الظرف يخوضون معارك شرسة ضد هؤلاء الاوباش وهذه الطغمة العمياء المسماة بداعش، مؤكدا انه لايوجد اثمن وافضل من الانفاق بلا ان نكون نحن المتفضلين عليهم بل هم المتفضلون علينا وهذه افضل القربات خصوصاً في هذا الشهر بكل ما يسعه الانسان، في حين يتمثل المورد الثاني الرفق بالمحتاجين والايتام خصوصاً ان العيد على الابواب وان من الجميل ان يفتح الانسان نهار عيده باطعام الايتام والتوجه اليهم وكسوتهم وطمأنينتهم حتى يحسسهم بأن الدنيا لا زال فيها اخوان لهم. موقع ومنتديات مدرسة الامام الحسين عليه السلام