الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

المرجعية العليا: تزف للعراقيين بشائر "النصر النهائي" و لابد من تفعيل عالمية القضية الحسينية


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1373

قال ممثل المرجعية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، إن مقاتلينا الأبطال حققوا انتصارات "رائعة" بالتزامن مع زيارة الأربعين وحرروا المزيد من القرى والأراضي من براثن عصابات داعش الإرهابية. وخلال خطبته الثانية من صلاة يوم الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، قال سماحته "إلى الصفوة من الرجال الافذاذ في القوات المسلحة بجميع صنوفها للمتطوعين الميامين ورجال العشائر الغيارى ومقاتلي قوات البيشمركة الأبطال نتوجه بوافر السلام وبالغ الاحترام وخالص الدعاء". وحث سماحته المقاتلين بالقول: "إلى الأمام يا فخرنا وعزنا فما هي إلا خطوات قليلة وبشائر النصر النهائي ستزفونها إلى شعبكم لتسطروا بتضحياتكم صفحات بيضاء خالدة في تاريخ العراق". ووجه ممثل المرجعية شكره "لمن اصطنع عارفة حفظ الأمن والخدمات لزوار الإمام الحسين، عليه السلام" على حد تعبيره. وبارك سماحته الجهود التي تبذلها القوات الأمنية والدوائر الخدمية ومواكب العزاء والخدمة. إلى ذلك دعا الشيخ الكربلائى أصحاب المواكب الخدمية إلى "الحفاظ على المنافع العامة للناس في أماكن نصب السرادق والخيام". وقال "نثمن عالياً باعتزاز بالغ جهود اصحاب مواكب العزاء والخدمة ونأمل ان نجد منهم في الاعوام القادمة مزيد اهتمام بالجانب التثقيفي وتوفير فرص مناسبة في خيمهم لتعريف الزائرين بمحاسن كلمات اهل البيت والتثقيف بنهجهم وتراثهم ليكون تذكرة متواصلة". لكن سماحته أكد على أهمية رعاية "عدم تضرر الأرصفة والشوارع والأماكن العامة والأشجار والحدائق والقيام بتنظيف أماكن العزاء لأنها من تمام الخدمة للحسين وزائريه". كما دعا الشيخ الكربلائي في جانب من خطبته وسائل الإعلام إلى توثيق المشاهد المعبرة عن مبادئ الحسين عليه السلام. وأكد على ضرورة "تفعيل عالمية القضية الحسينية وإبراز حقيقة مسيرة الاربعين للعالم على انها ليست مهرجاناً شعبياً عام، وإنما هي مسيرة اصحاب مبادئ انسانية يريدون المحافظة عليها رغم التحديات". واستشهد سماحته بامرأة سبعينية انتشر لها مقطعاً فيديوياً على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال عنها "على الرغم من أن هذه المرأة قد احدودب ظهرها من متاعب الحياة لكنها تسير بخطى ثابتة تحمل نفساً مطمئنة لأن المسير يوصلها إلى محبوبها سيد الشهداء". وشدد على ضرورة التأمل في المشاهد الأخرى التي تنقلها وسائل التواصل الاجتماعي وتوثيقها من قبل وسائل الإعلام لأنها مليئة بالعبر والدروس. وذكر سماحته الرجال الذين يجلسون على طرق الزائرين وهم يحملون الطعام على رؤوسهم، وقال إن "هؤلاء يريدون أن يقولون لنا إننا نحمل ما فيه خدمتكم على رؤوسنا فكيف لا نضع وطننا وشعبنا ومبادئنا على رؤسنا لنقدمه قرباناً لكم". وأشار الكربلائي إلى تزايد ما وصفه بـ "الحضور العالمي" لمحبي الإمام الحسين، عليه السلام ومشاركتهم في المسير إليه. ورأى سماحته إن من بين المشاركين من هو حديث عهد بهذه المسيرة ولابد من إظهار المزيد من الاحترام والإجلال لهم وإكرامهم ليكونوا خير سفراء لكم في بلدانهم وشعوبهم ونشر المبادئ. ولفت إلى أن مسير الملايين من الحشود الإيمانية إلى الحسين عليه السلام أظهرت "فضلى الصفات الإيمانية لأتباع أهل البيت عليهم السلام، على حد قوله. ودعا الشيخ الكربلائي إلى أن يكون منهج الأربعين حاضراً في "البيت والسوق والمدرسة والمصنع والدائرة الحكومية والأماكن العامة". وقال "لتكن جميع أيامكم أيام الأربعين ويستمر فيها العطاء والأخلاق الفاضلة الكبيرة". وفي ما يلي النص الكامل للخطبة الثانية من صلاة يوم الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في ١۷ صفر الخير ١٤۳۸هـ الموافق ١۸ تشرين الثاني ۲٠١٦ م: في هذه الأيام وهي ايام الزيارة الاربعينية العظيمة من المناسب ان نذكر اموراً: ـــ تمثل مسيرة الاربعين في هذا العام – كما في الاعوام الماضية- أروع وأعظم تجمع وحشد إيماني يجسّد فيه محبو الامام الحسين (عليه السلام) عظيم حبهم للامام ولمبادئه وقيمه التي استشهد من اجلها. وقد أظهرت هذه المسيرة المباركة فضلى الصفات الايمانية ومكارم الاخلاق الاسلامية لاتباع ائمة اهل البيت (عليهم السلام)، فان سيرهم على الأقدام رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً أصحاء ومرضى ومعاقين من شقة بعيدة وعبر أراضٍ صعبة المسار وعرة في طرقها الى كربلاء المقدسة إنما هو تعبير صادق عن حقيقة ايمانهم وولائهم، ونقول لهؤلاء الاحبة: لقد اثبتم بما قمتم به صدق استعدادكم للتضحية بالنفس والنفيس في سبيل حفظ مبادئ النهضة الحسينية التي مثلت جوهر الاسلام وحقيقة الدعوة المحمدية، مثلما كان لعظيم بذلكم وعطائكم في الخدمة والاطعام والمأوى ما أبرز جودكم وكرمكم بأبهى صورة لم تكن تخطر ببال الكثيرين، وزاد ذلك بهاءً وجمالا ً طيب المعاشرة والتخلق بحسن الصحبة فيما بينكم ما مَثّل صدق الاخوة والولاء الذي يجمعكم صغاراً وكباراً ورجالا ً ونساءً. ومن المؤكد ان الذي سيرفع قدركم عند الله تعالى ويزيدكم أجراً وثواباً هو ادامتكم لهذه المبادئ قولا وعملا بعد ان تقفلوا راجعين الى دياركم وأهاليكم لتجعلوا من طريق حياتكم كله طريق الاربعين في صدق العبودية لله تعالى والتخلق بأخلاق النبي واهل بيته الاطهار عليهم السلام وليكون منهج الامام الحسين (عليه السلام) هو منهجكم اليومي وبرنامجكم الحياتي في مختلف أماكن حضوركم، في البيت والسوق والمدرسة والمصنع والدائرة والاماكن العامة.. فإن منهج الحسين (عليه السلام) لا يختص بأيام ذكراه بل هذه الايام هي لمزيد الالتصاق به (عليه السلام) ولزيادة اللوعة على مصابه ولتعميق رسالته في الحياة ما حَيِّينا وما كان للدنيا نهار وليل يتعاقبان. ـــ ان مما يميز المسيرة الاربعينية هو تزايد الحضور العالمي من محبي الامام الحسين (عليه السلام) فيها ومنهم من حديث عهد بهذه المسيرة، فلابد من مزيد الاحترام والاجلال لهم واشعارهم بالاعتزاز بحضورهم واكرامهم في الضيافة وحسن التعامل والمعاشرة معهم، وتعريفهم بالدوافع الالهية والبواعث الايمانية والمحبة الحسينية لهذه المسيرات لكي تترسخ في نفوسهم وقلوبهم ويكونوا خير سفراء لكم في بلدانهم وشعوبهم فيكون لكم الذكر الطيب لدى تلك الشعوب وتكونون سبباً في نشر هذه المبادئ لدى المزيد من اهل تلك البلدان. ـــ المأمول من وسائل الاعلام توثيق المشاهد التي تعبر عن هذه المبادئ وتجسيدها لدى الزائرين، فما أروع مشهد تلك المرأة السبعينية التي احدودب ظهرها من متاعب الحياة وهي تسير بخطى ثابتة تحمل في جنباتها نفساً مطمئنة متلذذة بمشقة السير لأنه يوصلها الى محبوبها سيد الشهداء (عليه السلام)، وما أجمل مشهد الرجال الذين يحملون أواني الطعام على رؤوسهم للزائرين ليقولوا اننا نحمل ما فيه خدمتكم على رؤوسنا فكيف لا نضع وطننا وشعبنا ومبادئنا على رؤوسنا لنقدمها قرباناً لهم.. والمرجو من المشرفين على وسائل الاعلام مزيد التوجه نحو تفعيل عالمية القضية الحسينية وابراز حقيقة مسيرة الاربعين المليونية للعالم وانها ليست مجرد مهرجان شعبي عام كما قد يبدو للبعض منهم بل هو مسيرة أصحاب مبادئ انسانية يريدون الحفاظ عليها امام التحديات والصعوبات المحيطة بهم ويرومون اظهارها وابرازها للعالم ليتنبه الى اهمية تجسيد هذه المبادئ في حياة الانسان بصورة عامة.. ـــ في الوقت الذي نثمن عالياً ونشكر باعتزاز بالغ جهود الاخوة اصحاب مواكب العزاء والخدمة فإننا نأمل ان نجد منهم في الاعوام القادمة مزيد اهتمام بالجانب التثقيفي وتوفير فرص مناسبة في خيمهم لتعريف الزائرين بمحاسن كلمات اهل البيت عليهم السلام والترويج لأخلاقهم، فإن احياء امرهم الذي حثوا على الاهتمام به كثيراً يتمثل في الجانب الاساس منه في التعريف بنهجهم وبث تراثهم ليكون تذكرة متواصلة للمؤمنين بهذا النهج الاسلامي الاصيل، كما ان المأمول من رعاة هذه المواكب واصحابها الحفاظ على المنافع العامة للناس في اماكن نصب سرادقهم وخيمهم وعدم مزاحمة المستطرقين مهما امكن ورعاية عدم تضرر الارصفة والشوارع والاماكن العامة والاشجار والحدائق والقيام بتنظيف اماكن العزاء فان كمال خدمتهم للحسين (عليه السلام) وزواره الكرام يتجلى في رعاية ذلك كله. ـــ تتزامن مسيرة الاربعين هذا العام مع توالي الانتصارات الرائعة التي احرزها مقاتلونا الابطال لتحرير المزيد من القرى والاراضي من براثن عصابات داعش الارهابية، فإلى هؤلاء الصفوة من الرجال الافذاذ في القوات المسلحة بجميع صنوفها وللمتطوعين الميامين ورجال العشائر الغيارى ومقاتلي قوات البيشمركة الابطال نتوجه بوافر السلام وبالغ الاحترام وخالص الدعاء ونقول لهم: " إلى الأمام يا فخرنا وعزنا فما هي إلا خطوات قليلة وبشائر النصر النهائي ستزفونها الى شعبكم.. الى آبائكم وأمهاتكم وأولادكم لتسطروا بتضحياتكم هذه صفحات بيضاء خالدة في تاريخ العراق ". ولا ننسى ايضاً ان نوجه شكرنا لمن اصطنع عارفة حفظ الامن والخدمات لزوار الامام الحسين (عليه السلام) في أربعينيته من قواتنا الامنية الباسلة ودوائر الدولة الخدمية ومواكب العزاء والخدمة. سائلين الله تعالى لهم حسن القبول والانابة الى الله تعالى بالمغفرة والرحمة، إنه سميع مجيب.