انتشرت في مدينة كربلاء المقدسة مواكب الخدمة الحسينية في ظاهرة فريدة يندر وجودها على أرض أخرى غير العراق. وعلى الرغم من الأزمات الاقتصادية والأمنية الخانقة التي تهدد أهل العراق منذ سنوات، إلا أنهم ظهروا في الموسم الحالي من أربعينية الإمام الحسين، عليه السلام، بكرمهم المعهود. وينافس أصحاب المواكب الحسينية على بساطتهم الإمكانات الحكومية التي تعترف بتقصير كبير إزاء ما يبذله خدمة الحسين من أموال وجهود لإنجاح زيارة الأربعين المليونية سنوياً. واكتظت شوارع وأزقة مدينة كربلاء المقدسة بالمخيمات والسرادق الخاصة بالعزاء والخدمات التي بدأت فعلا باستقبال الزائرين من كافة أنحاء العالم. وغالبية أصحاب المواكب الحسينية هم من محافظات وسط وجنوب العراق يتركون أعمالهم ومنازلهم ويقيمون في كربلاء طيلة فترة زيارة الأربعين التي تصل أحياناً إلى 20 يوماً وأكثر. وأظهرت أولى حلقات برنامج "يوميات الأربعين" التي تعدها القناة الرسمية للعتبة الحسينية المقدسة على موقع "يوتيوب" المئات من أصحاب المواكب وهم يقدمون الخدمات للزائرين بهمة عالية. ويقول "مرتضى" أحد الخدمة في المواكب الحسينية من محافظة ميسان، جنوب العراق، إنه بدأ بالخدمة في كربلاء خلال فترة زيارة الأربعين منذ ستة أعوام. ويضيف مرتضى، وهو يصلح حذاءً لأحد الزائرين، قائلاً: "هذه هي مهنتي.. إصلاح الأحذية، وأنا استخدمها خلال فترة زيارة الأربعين لزوار الإمام الحسين عليه السلام".