الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

مؤتمرو تراتيل سجادية: آثار الإمام السجاد مناهج مثلى للتعايش الإنساني والمقاومة الفكرية والروحية


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1430

استهل المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة في كلمته التي القاها في حفل اختتام مهرجان تراتيل سجادية الثالث الذي اقيم مساء اليوم الجمعة (28/10/2016) في الصحن الحسيني الشريف بحضور نخبة من المسؤوليين والمستشاريين الدوليين وعدد من المسؤوليين في الحكومة المحلية في كربلاء استهلها بدعوة الحضور المحلي والدولي بالدعاء معا للمقاتلين المرابطين في ساحات القتال دفاعا عن العراق ومقدساته وتحقق النصر على الاعداء. وقال السيد احمد الصافي ان الامام السجاد عليه السلام تميز عن غيره من ائمة اهل البيت عليهم السلام بخصلة ولدت نتيجة الظرف الحساس الذي مر به بعد واقعة الطف،مبينا ان تلك الخصلة تتمثل بان الامام السجاد اسعف الامة بنقل الاحداث التي جرت في واقعة الطف في الوقت الذي انحرفت فيه الامة عن مسارها الصحيح الذي كان اوضح من الشمس، مستندا في ذلك على حديث الامام السجاد عليه السلام الذي جاء فيه «مابمكّةوالمدينةعشرونرجلاًيحبّنا...». واضاف السيد الصافي ان تلك الاحداث تكشف لنا عن جهالة الامة في ذلك الوقت على الرغم من انها كانت حديثة عهد برسول الله صلى الله عليه واله، موضحا ان تلك الجهالة جاءت نتجة السلطة التي اشترت وغيبت وغيرت التاريخ الذي لايزال القراء يواجهون المشاكل عند قراءة التاريخ نتيجة القطوعات التاريخية. واوضح ان الامام السجاد تميز كذلك برسالته العميقة المتمثلة برسالة الحقوق التي ضمت مجموعة من الحقوق للتعامل مع المجتع الضيق المتمثل بحدود الاسرة ومع المجتمع ككل، مشددا على ضرورة الاستفادة من تلك الحقوق في السير نحو الخط الصحيح، مستدركا بانه تميز كذلك بالصحيفة السجادية التي تعتبر في ظاهرها دعاء الا انها تمثل برامج مبثوثة في الصحيفة السجادية. وتابع السيد الصافي ان الامام السجاد عليه السلام اوصل مطلبه عن طريق الدعاء في الوقت الذي كان فيه الامام الصادق يوصل مطلبه عن طريق رد السؤال على السائل بشكل مباشر لاختلاف الظروف التي مر بكل امام. واستوقف السيد الصافي في كلمته عند خطبة الامام السجاد عليه السلام في المدينة مركزا على مفرداتها التي لم يرد فيها ذكر الامام الحسين وانه ذكر النبي محمد صلى واله والامام علي وفاطمة عليهما السلام، مبينا ان الامام كشفللمجتمع حجم المسأة التي جرت وحقيقة الامام الحسين وانه من نسل النبي والامام علي عليه السلام والسيدة الزهراء ليعرف هؤلاء القوم انهم من قتلوا في الوقت الذي لم يستطع اي شخص ان يجرؤ على توضيح ذلك. واختتم المتولي الشرعي للعتبة العباسية حديثه الى ضرورة البحث بعمق وتسليط الضوء على التراث الحافل وضرورة استثماره وعدم الاعتماد علىالمادة الجاهزة فقط. في حين عرج الشاعر (نوفل الحمداني) في قصيدته التي حملت عنوان (صحائفه بوح السماء) الى استذكار مأساة سبي عائلة الامام الحسين عليه السلام التي تحمل الآمها الامام السجاد وهو يرى اهل بيته سبايا، تبعه بعد ذلك الشاعر البحريني (احمد العلوي) في قصيدته التي تغنى فيها ببطولات الحشد الشعبي والانتصارات التي سطرها الابطال في سوح القتال. وعلى صعيد متصل اشار الدكتور (خالد شوكت) النائب والوزير التونسي السابق ان الصحيفة السجادية تجاوزت حدود الدعاء لتضع منهج للمقاومة الفكرية والروحية والحضارية من اجل القضايا الكبرى التي دافع عنها اهل البيت عليهم السلام وقضايا الحريات. واضاف شوكت " ان من الضروي الاستفادة من هذه المدارس المجانية والمفتوحة والانتهال من عذبها ". اعقبه بعد ذلك الشاعرة اللبنانية (اسيل سقلاوي) والشاعر العراقي (صلاح السيلاوي) اللذان نزفت قوافيهما الشعرية الما على مصاب السجاد واستذكرت قلبه المفجوع بواقعة الطف ومصابه الاكبر بطريق الشام. واختتم المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) فقرات المهرجان في دورته الثالثة بتكريم المؤلفين الذين رفدوا المهرجان بمؤلفاتهم التي زينت المكتبة الاسلامية بتراث سلسل العترة العلوية المباركة.