الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

حديث السيّدة الجليلة الطاهرة تكتم(عليها السلام) عن مولودها الإمام الرّضا(عليه السلام)..


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1426

السيّدة الجليلة نجمة(عليها السلام) والدة الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام)، من أسمائها: (تُكْتَم) بضمّ أوّله وسكون الكاف وفتح التاء الفوقانيّة قبل الميم. و(طاهرة) و(أروى) و(سكن النوبية) و(سمان). فقد روى الشيخ الصدوق(رحمه الله) عن نجمة(عليها السلام) أُمّ الإمام الرضا(عليه السلام) أنّها قالت: لمّا حملت بابني عليّ لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني فيفزعني ذلك ويهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً. فلمّا وضعته، وقع على الأرض واضعاً يده على الأرض، رافعاً رأسه إلى السماء، يحرّك شفتيه كأنّه يتكلّم، فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر(عليه السلام)، فقال لي: (هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربّك). فناولته إيّاه في خرقة بيضاء، فأذّن في أُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات فحنّكه، ثم ردّه إليّ، فقال: (خذيه فإنّه بقية الله في أرضه). ولدت السيدة نجمة(عليها السلام) ولدها الطاهر الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) يوم الجمعة في المدينة المنورة، وقيل: يوم الخميس، لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأوّل من سنة ثلاث وخمسين ومائة، بعد وفاة الإمام الصادق(عليه السلام) بخمس سنين، وقيل: سنة إحدى وخمسين ومائة. الروايات حول ولادته كثيرة منها: أنَّ امرأة نصرانيةً حينما رأت زوجة الإمام الكاظم –أمّ الإمام الرضا(عليه السلام)- قالت: ينبغي أنْ تكون هذه الجارية عند خير أهل الأرض، فلا تلبث أن تلد غُلاماً يدينُ لـه شرق الأرض وغربها. وعندما وُلدَ الإمام الرضا(عليه السلام) سمّاها الإمام الكاظم(عليه السلام) بالطّاهرة لمجيئها بالمولود الطاهر. وتتحدّث أمّ الإمام الرضا(عليه السلام) عند حملها به قائلةً: لمّا حملت بولدي (عليّ) هذا لم أشعرْ بثقل الحمل، وكنتُ أسمع أثناء نومي تسبيحاً وتهليلاً فيفزعني ذلك، فإذا انتبهت لم أسمعْ شيئاً. وقال تميم القرشي، عن أبيه، عن أحمد الأنصاري: لمّا اشترت السيدةُ حميدةُ أمّ الإمام موسى بن جعفر السيدةَ نجمة (أحد أسماء أمّ الإمام الرضا) قالت السيدةُ حميدة أنّها رأت الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلم) قائلاً لها: يا حميدة، هي نجمةٌ لابنكِ موسى وسيولد منها خيرُ أهل الأرض فوهبتها له. وقد ذكر المؤرّخون أسماء عديدة لوالدة الإمام، فالجارية كانت تُسمّى عند كلّ مولىً باسمٍ جديد. فكانت تُسمّى: نجمة، وأروى، وسكن، وسمان، وتكتم، وطاهرة. إلّا أن أشهر اسمٍ له هو (تُكْتَم)، وبعد ولادتها سمّيت طاهرة، وأمّ البنين. وقال البيهقي عن الصولي: أنّ أبا الحسن الرضا(عليه السلام) هو علي بن موسى بن جعفر، وإنّ أمّهُ أمّ ولدٍ تسمّى (تكتم) وهذا اسمها حين ملكها الإمام أبو الحسن الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام). وروي عن هشام بن أحمد قوله: قال أبو الحسن الأوّل(عليه السلام): هل علمت أنّ أحداً من أهل المغرب قد قدم؟ قلت: لا. قال(عليه السلام): بلى قد قدم رجلٌ من المغرب فانطلق بنا إليه. فإذا به من أهل المغرب ومعهُ رقيق فعرض على الإمام تسع جوارٍ، فقال(عليه السلام): لا حاجة لي فيهنَّ. فقال المغربيّ: ما عندي إلّا جارية مريضة. فقبلها واشتراها الإمام(عليه السلام). ثمّ قال المغربي: سأُخبرك عنها، إنّي اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني امرأةٌ من أهل الكتاب فقالت: ما هذه التي معك؟ قلت: امرأة اشتريتها لنفسي، فقالت الكتابية: ما ينبغي أن تكون هذه عند مثلك إنّ هذه الجارية ينبغي أنْ تكون عند خير أهل الأرض، فلا تلبث عنده إلّا قليلاً حتى تلدَ مِنهُ غلاماً يدين له شرق الأرض وغربها. فاشتراها الإمام فلم تلبث عنده إلّا قليلاً حتى ولدت له الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) وتحقّق قول المرأة الكتابية فيما ألهمها الله من العلم والمنزلة العالية. بعد انتهاء مدّة الحمل وضعت السيدة أمّ الرضا حملها المبارك ودخل عليها والده الإمام الكاظم(عليه السلام) وقال لها: هنيئاً لك يا نجمة بكرامةٍ من ربّكِ. ثم أخذ طفله الصغير منها ولفّهُ في خرقة بيضاء وأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ودعا بماءٍ فحنّكه به. ثمّ أرجعه إلى أمّه (كي تقرّ عينُها) وقال لها: خذيه فإنّه بقيّة الله تعالى في أرضه. وأخذ المهنّئون دَوْرهم ومكانهم في بيت الإمام الكاظم(عليه السلام) يهنّئونه ويشاركونه بهجة المولود العظيم بهبة السماء لأهل هذا البيت المبارك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.