الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

ممثل المرجعية العليا يحذر من تبعات وسائل الاتصال الحديثة ومخاطرها على الأسر العراقية


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1366

أكد ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي لحرم الإمام الحسين، عليه السلام، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أن غض البصر عما حرم الله من أهم العناصر الوقائية للمجتمع، فيما جذر من تبعات وسائل الاتصال الحديث. وقال خلال خطبته الأولى التي ألقاها من الصحن الحسيني الشريف بحضور جمع غفير من المصلين، إن "من المهم جداً الاهتمام بهذا العنصر الوقائي الذي يحمي الفرد والمجتمع من الانحراف الاخلاقي". ودعا سماحته إلى مراقبة النفس والنظر ومتابعة الأولاد في تصرفاتهم ونظرهم سواء أكان خارج البيت او داخله، على حد قوله. وشدد الشيخ الكربلائي، على ضرورة ملاحظة ما يطرح على وسائل الاتصال الحديثة من صور مثيرة للشهوة وأفلام لا أخلاقية. وقال "إنها تسبب الكثير من المصائب ومنها حتى الوقوع في الزنا بالمحارم". وفي ما يلي النص الكامل للخطبة الاولى من صلاة الجمعة بإمامه الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 12 /8 /2016م الموافق 8/ذي القعدة/ 1437هـ : ورد في خطبة المتقين لأمير المؤمنين (عليه السلام) قوله : (فالمتقون فيها اهم اهل الفضائل : منطقُهم الصواب، وملبسُهُم الاقتصاد، ومشيهُم التواضع، غضّوا أبصارهم عمَّا حَرَّم الله عليهم..) اشار الامام (عليه السلام) الى الخطوة الاولى في اصلاح الذات وتربية النفس وتهذيبها.. والتي تتمثل في صون لسانه ومنطقه ، اللسان الذي تصدر بواسطته الكبائر كما تتحقق بواسطته افضل العبادات والدعوة الى الله تعالى والكثير من الواجبات فان صلح صلحت بقية الاعضاء وان فسد فسدت بقية الاعضاء.. وقد ورد في القرآن الكريم : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ " سورة الاحزاب . فاصلاح الاعمال وغفران الذنوب آثار للتقوى والقول السديد، واللسان من اصعب الجوارح ضبطاً واخطرها على مصير الانسان لكن المتقون قد استطاعوا السيطرة على اللسان. والصواب في القول وهو فضيلة العدل المتعلقة باللسان، وحاصله ان لا يسكت عما ينبغي ان يقال فيكون مفرِّطاً، ولا يقول ما ينبغي ان يسكت عنه فيكون مفرطا بل يضع كلاً من الكلام في موضعه اللايق به.. ومما ينبغي الاشارة اليه ان المؤمن لابد ان يلاحظ في ملبسه ومظهره ما يليق بشأنه كمؤمن فيبتعد عن الملابس غير اللائقة في الوانها واوصافها وشكلها.. (وملبسُهُم الاقتصاد) ان وردت كلمة (ملبسهم) بالمعنى الحقيقي فهي اشارة الى اللباس الظاهري الذي ينبغي ان يكون بعيد عن الاسراف والتبذير وكذلك التقتير والبخل..فالمعني هو توسط لباسهم بين الافراط والتفريط يعني ان لباسهم ليس بثمين جداً مثل لباس المترفين والمتكبرين ولا بذله كلباس اهل الابتذال والخسة والدنائة بل متوسط بين الامرين.. ومن المعلوم ان الاقتصاد يتفاوت بالنسبة للاشخاص فكل بحسب موقعه الاجتماعي فرب لباس يكون للبعض من لباس المترفين وفيه اسراف وربما لآخر لا يكون كذلك.. وليس الاقتصاد منحصر في اللباس بل يشمل (أي في جانب الافراط والتفريط) جميع الشؤون من الاكل والشرب والاثاث وغيرها من شؤون الدنيا – فلابد للانسان- : ان يكون في معيشته حسن التدبير والتقدير ، عن الامام الصادق (عليه السلام) : لا يستكمل عبد حقيقة الايمان حتى يكون فيه ثلاث خصال : التفقه في الدين وحسن تقدير المعيشة والصبر على الرزايا. (ومشيهُم التواضع) أي لا يمشون على الارض على وجه الاشر والبطر والخيلاء كمشي المتكبرين بل يمشي متواضعاً ولا يكون مشيه فيه مهانة له.. والى ذلك اشارت الآية القرآنية : (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) فان القصد في الشيء هو الاحتراز عن التكبر والتصغّر المهينين وهو التواضع.. عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : اوصى الله تعالى الى داود (عليه السلام) : يا داود ان اقرب الناس مني يوم القيامة المتواضعون وكذلك أبعد الناس يوم القيامة المتكبرون. وقال ابو عبدالله (عليه السلام) : ان في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه. والتواضع من اعظم ما يتخلق به المرء فهو جامع الاخلاق واساسها، بل ما من خلق في الاسلام الا وللتواضع منه نصيب، فيه يزول الكبر، وينشرح الصدر، ويعم الايثار وتزول القسوة والانانية والتشفي وحب الذات. والمقصود من التواضع المحمود ان يترك المرء التطاول على عباد الله والترفع عليهم والازدراء بهم حتى مع وقوع الخطأ عليه، ومن ذلك ايضاً التواضع للدين والتسليم لشرع الله تعالى بحيث لا يعارضه المرء بمعقول ولا رأي ولا هوى ولا عصبية ولا عاطفة ونحو ذلك.. وان ينقاد لما جاء به خاتم الرسل (صلى الله عليه وآله وسلم) وما يفتي به المرجع وما يصدر منه من مواقف وآراء .. وليس من التواضع الاستكانة امام نصرة دين الله تعالى والخضوع للغير بالباطل او التخاذل وترك النصيحة وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والابتعاد عن نصرة المظلوم.. والانسان المتقي في مسيرة حياته وفي جميع سلوكياته وتصرفاته وميوله لا يميل الى الاستعلاء على الاخرين وذلتهم فلا يظن بالاخرين انهم ادنى منزلة منه عند الله تعالى وان بلغ ما بلغ من العلم والثروة والجاه والسلطة فهو يعيش دائماً بين الخوف والرجاء ولا يستهين بأي انسان سواء أكان فقيراً او غنياً او جاهلا ً او عالماً او شريفاً او وضيعاً.. لأنه قد يكون ارفع منزلة عند الله تعالى منه .. فقد ورد في الخبر بما مضمونه ان الله تعالى اخفى اولياؤه في عباده فلا تصغر احداً منهم لأنه قد يكون منهم.. (غضّوا أبصارهم عمَّا حَرَّم الله عليهم..) الغض تعني الخفض أي خفض الرأس الى الاسفل او اسدال الجفنين على العينين.. واشار الى ذلك قوله تعالى : (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، فينبغي للمؤمن ان يستكمل هذه الجارحة المهمة (العين) فيما حلل الله تعالى له واستعمالها فيما هو نافع من القراءة للمعلومة والافكار النافعة والاعتبار بخلق الله تعالى وعجائب صنعه.. والمراد غض البصر عما حرم الله تعالى أي غضه عن النظر الى المرأة الاجنبية والنظر الى آلات القمار وغيرها مما هو محرم.. عن الامام الصادق (عليه السلام) : كل عين باكية يوم القيامة الاّ ثلاثة أعين : عين غضت عن محارم الله، وعين سهرت في طاعة الله، وعين بكت في جوف الليل من خشية الله). قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : النظر سهم مسموم من سهام ابليس، فمن تركها خوفاً من الله تعالى اعطاه الله ايماناً يجد حلاوته في قلبه. قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : من ملأ عينيه حراماً يحشوها الله يوم القيامة مسامير من نار. آثار غض البصر: عن الصادق (عليه السلام) : من نظر الى امرأة فرفع بصره الى السماء او غمض بصره لم يرتد اليه بصره حتى يزوجه الله من الحور العين. ومن المهم جداً الاهتمام بهذا العنصر الوقائي الذي يحمي الفرد والمجتمع من الانحراف الاخلاقي ومراقبة النفس والنظر ومتابعة الاولاد في تصرفاتهم ونظرهم سواء أكان خارج البيت او داخله.. وكذلك بملاحظة ما يطرح في وسائل الاتصال الحديثة من صور مثيرة للشهوة وافلام لا اخلاقية تسبب الكثير من المصائب ومنها حتى الوقوع في الزنا بالمحارم.