الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

هذا ما قاله ممثل المرجعية العليا السيد أحمد الصافي...


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1416

قال ممثل المرجعية العليا في كربلاء السيد أحمد الصافي إن الاستغفار هو نوع من أنواع التربية التي يرد منها الله تبارك وتعالى أن تكون وسيلة لدفع الخسائر التي يتعرض لها الإنسان. وأضاف خلال الخطبة الأولى من صلاة يوم الجمعة في الصحن الحسينية الشريف أن المؤمن اذا اذنب لابد ان يتدارك هذا الذنب بعمل حتى لا تستمر عملية الذنوب ثم بعد ذلك يحيد رويداً رويداً عن التعريض الى رحمة الله تبارك وتعالى. وفي ما يلي النص الكامل للخطبة الأولى من صلاة يوم الجمعة في 19 فبراير/ شباط: اوصيكم احبتي جميعاً بتقوى الله تبارك وتعالى والاستغفار من الذنوب فإنه قد ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال : (تعطرّوا بالاستغفار لا تفضحنكم روائح الذنوب). لقد مرّت علينا بعض الروايات الشريفة والاحاديث والآيات بما يتعرض اليه المؤمن من حالة الذنب، المؤمن اذا اذنب لابد ان يتدارك هذا الذنب بعمل حتى لا تستمر عملية الذنوب ثم بعد ذلك يحيد رويداً رويداً عن التعريض الى رحمة الله تبارك وتعالى. ولذلك كان حث الشارع الاقدس حفاظاً علينا ان ينبهنا دائماً الى مسألة التوبة والذي ذكرنا بهذه المقدمة في حديث امير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (تعطرّوا بالاستغفار) لأن لهذه الذنوب روائح – و روائح كريهة- مهما كان الذنب صغيراً او كبيراً وهذا التعبير تعبير تقريبي حتى نفهم الانسان عندما تمر به رائحة كريهة يتنفر منه الاخرون ولذلك لابد ان يسرع الى ان يزيل هذه الرائحة الكريهة عنه وهذا المزيل تارة يستعمل له المنظفات المادية الصابون وما اشبه .. وتارة الرائحة من نوع آخر وهي تنفّر الملائكة والانسان يُبعد نفسه عن رحمة الله .. امير المؤمنين (عليه السلام) يقول تعطرّوا بشيء حتى لا تبقى هذه الروائح وانما ازيلوا هذه الروائح فقال (عليه السلام) : (تعطرّوا بالاستغفار).. والاستغفار هو نوع من التربية ، الله تبارك وتعالى يربينا والله تعالى يبقى معنا يدارينا ويوجهنا ويرسل الانبياء والرسل من اجل ان لا نخسر .. الله تبارك وتعالى يلطف بخلقه .. الامام السجاد (عليه السلام) دخل الى مسألة الذنب بطريقة نحتاج كل منها كيف يتعامل مع مسألة الذنب ..في احد الادعية الواردة في الصحيفة السجادية وهو دعاء في ذكر التوبة وطلبها.. يقول الامام السجاد (عليه السلام) في هذا الدعاء الشريف في ذكر التوبة وطلبها : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (اللّهمَّ يا مَنْ لا يَصِفُهُ نَعْتُ الواصِفِينَ وَيا مَنْ لا يُجاوزُهُ رَجاءُ الرّاجِينَ وَيا مَنْ لا يَضِيعُ لَدَيهِ أَجْرُ الُمحْسِنِينَ وَيا مَنْ هُوَ مُنْتَهى خَوْفِ العابِدِينَ وَيا مَنْ هُوَ غايةُ خَشْيَةِ المُتَّقِينَ هذا مَقامُ مَنْ تَداوَلَتْهُ أَيْدِي‌ الذُّنُوبِ وَقادَتْهُ أَزِمَّةُ الخَطايا وَاسْتَحْوذَ عَلَيهِ الشَّيْطانُ فَقَصَّرَ عَمَّا أَمَرْتَ بِهِ تَفْرِيطاً وَتَعَاطَى ما نَهَيْتَ عَنْهُ تَغْرِيراً كَالجاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيهِ أَو كَالمُنْكِرِ فَضْلَ إِحْسانِكَ إِلَيهِ حَتّى إِذَا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الهُدى وَتَقَشَّعَتْ عَنْهُ سَحَائِبُ العَمى أَحْصى ما ظَلَمَ بِهِ نَفْسَهُ وَفَكَّرَ فِيما خالَفَ بِهِ رَبهُ فَرَأى كَبِيرَ عِصيانِهِ كَبِيراً وَجَلِيلَ مُخالَفَتِهِ جَلِيلاً ..) الانسان يذكر التوبة وتارة يطلب التوبة.. كيف يتوب الانسان ؟ كيف اطلب التوبة؟ قطعاً لها منافذ .. اذا كنت انا عاكفاً على المعاصي والعياذ بالله لا اكون طالباً للتوبة اكون انا طالباً للمعصية.. لكن عندما ابتعد عن المعصية واطلب التوبة .. التوبة ايضاً لها ابواب .. الامام (عليه السلام) بدأ في هذا الدعاء بالمقطع التالي : (اللّهمَّ يا مَنْ لا يَصِفُهُ نَعْتُ الواصِفِينَ وَيا مَنْ لا يُجاوزُهُ رَجاءُ الرّاجِينَ وَيا مَنْ لا يَضِيعُ لَدَيهِ أَجْرُ الُمحْسِنِينَ وَيا مَنْ هُوَ مُنْتَهى خَوْفِ العابِدِينَ). هذا المقدار لاحظوا اخواني قال (عليه السلام) : (اللّهمَّ يا مَنْ لا يَصِفُهُ نَعْتُ الواصِفِينَ)، الله تبارك وتعالى قطعاً امتنعت ذاته ان نُحيط بها لا يمكن ان نحيط بذاته لا أهل السماء ولا أهل الارض ولذلك الامام الباقر (عليه السلام) في احد احاديثه يقول : (اهل السماء يطلبونه كما تطلبونه انتم)، وكل شيء مثلّناه في عقولنا فهو مصنوع مثلنا وليس الله، نعم الله تبارك وتعالى دلّ بذاته على ذاته .. الدلالة شيء وهذه المخلوقات والسماء والدقة والحكمة وغيرها هذه كلها براهين لقدرة الله تبارك وتعالى .. والله تعالى مهما يصفه الواصف يكون هو حالة اخرى .. نعم الصِفة من باب اثر ومؤثر.. الله تعالى امرنا ان ندعوه باسماءه الحسنى واوصافه لكن واقع القضية الامام (عليه السلام) يقول : (اللّهمَّ يا مَنْ لا يَصِفُهُ نَعْتُ الواصِفِينَ). ثم يقول الامام (عليه السلام) : (وَيا مَنْ لا يُجاوزُهُ رَجاءُ الرّاجِينَ). ما هو الشيء الذي نرجوه من الله تبارك وتعالى ؟ انا اريد من الله اشياء لا يقدر عليها احد اريد من الله تعالى ان يتوب عليّ في يوم لا يوجد عندي احد يسندني اصلا ً كل الخلائق تتبرأ مني .. امي ابي اخي اولادي زوجتي .. الكل .. في تلك اللحظات انا احتاج .. الى من اتوجه ومن ارجوه في ذلك اليوم .. طبعاً الله تبارك وتعالى .. ارجوا الله تعالى في ذلك اليوم ان يخلصني من تلك الاهوال .. هذه الامور ليست بيد احد .. الله تبارك وتعالى فقط .. نعم الله تعالى اعطى وأذن لبعض اوليائه ان يدركني في تلك اللحظات وعلى رأس هؤلاء الاولياء هو النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة (عليهم السلام).. ارجوا الله تعالى ان يعفوا عنّي ويغفر خطاياي.. الانسان عنده خطايا لا يعلمها الا الله تبارك وتعالى وانا استحي ان تُظهر امام الملأ.. اخواني نحن لابد ان لا نيأس ولابد ان يكون لنا امل بأن الله تبارك وتعالى يغفر.. لكن لابد ان نضع ارجلنا على طريق الهداية والتوبة وطريق الامل حتى لا نكون قد غررنا بانفسنا .. لأنه تعلمون من الكبائر اليأس من رحمة الله .. كذلك من الكبائر هو الأمن من مكر الله تعالى ويصبح الانسان لا يبالي ويُذنب ويأمن من مكر الله.. فهذه من الكبائر .. لذا اخواني المؤمن دائماً بين الرجاء وبين الخوف..هذا هو المؤمن المتوازن.. مهما يأتي بأعمال يتوقع ان الله يردّها ومهما يأتي من ذنوب يتوقع ان الله تعالى يغفرها.. الامام السجاد (عليه السلام) معلّم ومرشد وهذه الادعية اخواني هي لعلّها من الواجبات الاخلاقية والتي لابد ان الانسان ان يفهمها حتى تعينه في معيشته في هذه الدنيا ..