السبت ٠٤ أيار ٢٠٢٤

سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه يدعوا الى عدم التفرقة والفصل بين المقاتلين من ابناء الشعب الواحد وإلصاق عناوين طائفية بالبعض ممن يقاتلون الى جانب القوات العراقية المسلحة


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:28 | عدد الزيارات: 1400

دعى ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 27/جمادي الآخر/1436هـ الموافق 17/4/2015م الى عدة امور وهي : الأمر الاول: في ظل المستجدات الاخيرة في محافظة الانبار ومصفى بيجي والاختراقات التي حصلت من قبل عصابات داعش في المنطقتين ولأجل إدامة زخم الانتصارات المهمة التي تحققت للقوات العراقية خلال الاشهر الماضية وعدم اعطاء الفرصة للعصابات الارهابية لتعيد تنظيم صفوفها ومهاجمة المدن والمناطق المحررة مرة اخرى.. نجدد التأكيد على ما يلي : 1- ان على الجهات المعنية بوضع الخطط العسكرية لجبهات القتال وحماية المناطق المعرضة لاعتداءات الارهابيين ان تهتم بأن تكون خططها شاملة محكمة لا تدع مجالا ً لأي ثغرة يمكن ان يستغلها العدو فيتقدم من خلالها لتسجيل بعض الانتصارات وان كانت محدودة ومؤقتة. ان تركيز الاهتمام على بعض المناطق والاسترخاء في مناطق اخرى يستتبع نتائج غير محمودة كما لوحظ ذلك في ما تعرض له مصفى بيجي مؤخراً. 2- ان من الضروري – كما قلنا اكثر من مرة- ان يشارك ابناء المناطق التي يسيطر عليها داعش في تحريرها وتخليصها من شرور هؤلاء الارهابيين وان يكون لهم الدور الاساس في ذلك لأنهم اولى به من غيرهم... الا انه لا مانع – من حيث المبدأ- ان يشاركهم في هذه المهمة غيرهم من العراقيين ممن لهم القدرة على ذلك وان اختلفت عناوينهم وانتماءاتهم فانهم ابناء وطن واحد يجمعهم المصير المشترك وعنوان العراق الواحد الذي هو وطنهم جميعاً. بالاضافة الى ان بقاء تلك المناطق تحت سيطرة الارهابيين يُعرّض المناطق المجاورة لخطر دائم، وكيف يمكن توفير الامن والاستقرار للعاصمة العزيزة بغداد – على سبيل المثال- اذا بقيت اجزاء مهمة من محافظة الانبار المجاورة تحت سيطرة الدواعش ؟ مع ان بعض المواقع التي تقع تحت سيطرة داعش او تسعى للسيطرة عليها هي ذات صفة سيادية وطنية كحقول النفط والمصافي والمنافذ الحدودية والقواعد العسكرية فكيف يمكن ايكال امر استرجاعها او حمايتها الى بعض العراقيين خاصة وهي لا تخص اصحاب دين او مذهب او قومية منهم بالخصوص. 3- ان محاولة البعض في الداخل او الخارج للتفرقة والفصل بين المقاتلين من ابناء الشعب الواحد وإلصاق عناوين طائفية بالبعض ممن يقاتلون الى جانب القوات العراقية المسلحة ويشاركهم اخوة لهم من طوائف وديانات اخرى...انما يراد منها اضعاف الجهد القتالي الوطني والطعن في من استرخصوا الارواح والدماء في سبيل حماية ارض العراق وشعبه ومقدساته بالرغم من انهم ينتمون الى مناطق مختلفة في لونها المذهبي والديني ولم يكن هدفهم ذا سمة طائفية او دينية بل حماية كل العراق بجميع مكوناته. فالمأمول من القوى السياسية واصحاب القرار ان لا يأبهوا بهذه المحاولات، وينطلقوا في مواقفهم وقراراتهم من المصلحة العليا للشعب العراقي كل الشعب العراقي لا ابناء طائفة او منطقة معينة. 4- واما انتم يا ابنائنا الابطال في القوات المسلحة ... وايها المتطوعون الغيارى.. ويا ابناء العشائر الكرام.. لقد اثبتم خلال الاشهر الماضية عظيم شجاعتكم وبأسكم وبطولتكم وأعدتم الثقة بقدرات العراقيين، حين تمكنتم خلال فترة زمنية قياسية من تحرير مدن ومناطق مهمة كجرف الصخر والعظيم وآمرلي وجبال حمرين والدور والعلم وتكريت في وقت كان الكثيرون يعتقدون بصعوبة وطول المدة المطلوبة لتحريرها... وها انتم اليوم امام مسؤولية الاستمرار في منازلة الارهابيين لتخليص البلد منهم نهائياً ونحن واثقون بانكم اهل لتحمل هذه المسؤولية وان النصر حليفكم وستتحرر بقية مناطق العراق على ايديكم من رجس الدواعش واتباعهم إن عاجلا ً او آجلاً . 5- لقد استبسل الكثير من الضباط والجنود والمتطوعين وابناء العشائر دفاعاً عن مصفى بيجي ومدينة الرمادي واطراف الدجيل وسطروا ملاحم الشهادة والتضحية في اروع صورها – ولا يسعنا الا ان نخضع اجلالاً وتقديراً لهؤلاء الابطال، ونترحم على شهدائهم الكرام وندعو لذويهم بالصبر والسلوان ولجرحاهم بالشفاء العاجل. ونؤكد مرة اخرى على الجهات المعنية بضرورة الاعتناء بالجرحى خصوصاً اصحاب العوق والاصابات الخطيرة وتسهيل امور علاجهم ولاسيما من يحتاج الى العلاج خارج القطر وان يولوا اهتماماً استثنائياً بعوائل الشهداء ويسرعوا في اعطائهم حقوقهم. الأمر الثاني : اتخذ مجلس الوزراء قراراً برفع اجور الكهرباء واعقب ذلك استياءٌ بالغٌ لدى الكثير من المواطنين، ونقول بهذا الصدد .. انه يفترض بالحكومة ان تعيد النظر في هذا القرار وتعدّله بما يناسب حال الطبقات المتوسطة من المواطنين فضلا ً عن الطبقات الفقيرة. فإن الأسعار الجديدة لا تسمح لمعظم العوائل من ذوي الدخل المتوسط والمحدود ان يستفيدوا من الطاقة الكهربائية حتى للاستخدامات شبه الضرورية ولا سيما في اشهر الصيف اللاهبة.. ان الاوضاع المالية للبلد وان كانت تحتم على الحكومة الاهتمام باستحصال اجور الكهرباء من المستفيدين منها ولكن عليها ايضاً ان تراعي الوضع المعيشي والنفسي للطبقات المتوسطة والفقيرة ولاسيما ان الكثير منهم قد بعثوا بابنائهم وفلذات اكبادهم الى جبهات القتال للحفاظ على البلد امام هجمات الارهابيين وقدموا التضحيات الجسام في هذا السبيل، فهل من الانصاف والمروءة ان يطالبوا في هذه الظروف بمبالغ كبيرة لا قدرة لهم على دفعها ازاء استخدامهم للطاقة الكهربائية وان كان لجوانب شبه ضرورية في حياتهم كأجهزة التبريد (المكيفات) في الحر الشديد، فإن استخدامها لم يعد ترفاً في هذا الوقت. ونود ان نشير هنا الى ان ترشيد استهلاك الكهرباء في الوقت الحاضر أصبح مسؤولية شرعية ووطنية واخلاقية .. فإن الملاحظ ان الكثير من اصحاب المحلات والعمارات والبيوت لا يعيرون هذا الأمر الأهمية التي يستحقها فيقع الكثير من الاسراف والهدر للطاقة الكهربائية، مع انه لو تم ترشيد استخدامها وصرف ما هو في حد الحاجة اللازمة – لأمكن ان يتخلص العراق من مشكلة نقص التجهيز بالطاقة الكهربائية الكاملة في كثير من المناطق خلال معظم فصول السنة. لذلك نهيب بالمواطنين جميعاً – ومن منطلق المسؤولية الشرعية والوطنية- ان يهتموا بترشيد الاستهلاك للكهرباء مهما وسعهم ذلك.. وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح