السبت ٠٤ أيار ٢٠٢٤

الأثر السايكولوجي لخطب الجمعة في الصحن الحسيني الشريف


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:28 | عدد الزيارات: 1144

من نافلة القول إن خطب الجمعة التي يلقيها ممثل المرجعية العليا الرشيدة المتمثلة بسماحة الإمام السيستاني المفدى الشيخ عبد المهدي الكربلائي و السيد أحمد الصافي بشكل دوري كل يوم جمعة في صلاة الجمعة العبادية ، إن هذه الخطب لها آثار سايكولوجية بالغة الأهمية على نفسية رجل الشارع ومعنوياته وإزالة مقومات الإحباط عنه ودفعه إلى الأمام ولأسباب كثيرة منها : إن هذه الخطب تطرح رؤية شاملة تمس حيثيات الشأن العراقي بكل تفاصيله وتداعياته وإسقاطاته مما يدل على أن المرجعية الدينية العليا لايغيب عنها أي مفصل من مفاصل الدولة العراقية سواء السياسية أو الأمنية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وغيرها ولا تفرق بين مفصل ومفصل فضلاً عن العبادية والعقائدية وكل ما يتعلق بحياة الناس وكما عرف عنها أن المرجعية العليا الرشيدة تقف على مسافة واحدة من جميع ألوان الطيف المجتمعي والسياسي والاثني العراقي فهذه الخطب تستقطب جميع شرائح المجتمع العراقي المكونة للنسيج السايسولوجي الاثني العراقي كونها تخاطب الجميع من منبر واحد وهو منبر صلاة الجمعة العبادية التي تقام في الصحن الحسيني الشريف . أما السبب الثاني فيكمن في أن هذه الخطب لها تأثير فعال على مجمل الفعاليات والنشاطات الحكومية والدولية والمجتمعية والمكونية العراقية ونادراً مايتم تجاهل إرشادات ونصائح وتقويمات المرجعية التي يتم طرحها بشكل عقلاني من ىدون تكلف أو تعسر أو مجاملة أو محاباة بالقفز فوق هموم الناس بل العكس من ذلك إن طرح المرجعية العقلاني هذا يعطي انطباعاً بالارتياح النفسي والثقة لدى الشارع العراقي ورجل الشارع البسيط بأنه ليس وحده في الميدان وفي خضم الحياة القاسية وأنه ليس وحده يقارع الإرهاب والإرهابيين ويحارب الفساد والمفسدين وإنما يوجد من يترجم آماله وآلامه وطموحاته في عيش آمن وكريم ويطرح وجهات نظره أمام المسؤولين ويوصل صوت الفقراء والمحرومين إلى أسماع أولي الأمر المعنيين بإدارة وتمشية الأمور بكافة مستوياتهم وأصنافهم باعتبار أن المرجعية العليا الرشيدة هي مرجعية الميدان والجماهير المغلوبة على أمرها وهو مايعطي زخماً معنوياً كبيراً ودافعاً إلى تحمل أعباء الحياة والصبر على مكارهها وترقب النتائج العملية التي تتمخض عنها خطب الجمعة . والسبب الثالث في التأثير البالغ لخطب الجمعة على سايكولوجية رجل الشارع يتمثل في أن هذه الخطب تطرح مواضيع مهمة جداً تتعلق أغلبها بالمشاكل والأزمات التي ينوء بها المشهد العراقي التي لها تماس مباشر بحياة الناس طرحاً واقعياً ومهنياً وموضوعياً مهذباً بعدم الانحياز إلى جهة دون أخرى أو اعتماد سياسة التسقيط أو التثبيط بل هي أقرب إلى نبض الشارع والموطن البسيط منها إلى المسؤولين وهي ـ أي المرجعية ـ الرشيدة ما انفكت تضع يدها على الجرح وتذكر السلبيات والاعوجاجات وتحاول أن تضع المعالجات والمقترحات إن أمكن ذلك. والمرجعية الرشيدة العليا أثبتت بطرحها الوسطي والمعتدل وتقديمها المصلحة الوطنية العليا فوق جميع المصالح أنها خيمة جامعة وحاضنة لكل العراقيين بكافة طوائفهم وقومياتهم واثنياتهم بل لكل المسلمين والإنسانية جمعاء ولعل فتوى الجهاد الكفائي هي أبلغ دليل على ما نقول، تلك الفتوى التي أرجعت ثقة المواطن العراقي بنفسه وأشعرته بوطنيته التي عمل الطغاة على تفريغها من محتواها وتشويه معالمها ومسخ جوهرها إلا أن المرجعية العليا استردت ثقة المواطن بنفسه مرة أخرى ووضعته على السكة الصحيحة ... وما الاندفاع المليوني الهادر للدفاع عن العراق ومقدساته ككل تلبية لفتوى الجهاد إلا مثل صارخ ودامغ واحد عن الأثر السايكولوجي البالغ الذي تحدثه خطب الجمعة لاسيما من منبر الجمعة في الصحن الحسيني الشريف إذا ما علمنا أن فتوى الجهاد الكفائي قد أطلقت من هذا المنبر الشريف . بقلم / عباس عبد الرزاق الصباغ