الإثنين ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٤

سماحة السيد احمد الصافي دام عزه يشكر كل الاخوة الرسميين وغير الرسميين الذين بذلوا وسعهم من اجل الحفاظ على سلامة الزائرين وتوفير الاجواء المناسبة لهم ويشيد بالانتصارات التي حققها الجيش العراقي والحشد الشعبي ويحذر الساسة من تأثير خلافاتهم على وحدة العراق


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:28 | عدد الزيارات: 1418

شكر ممثل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف سماحة السيد أحمد الصافي دام عزه خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في( 29 ذي الحجة 1435هـ )الموافق ( 24/10/2014م ) كل الاخوة الرسميين وغير الرسميين الذين بذلوا وسعهم من اجل الحفاظ على سلامة الزائرين وتوفير الاجواء المناسبة سواء كانت من جهة امنية او من جهة خدمية ، ونسأله سبحانه وتعالى ان يُتم نعمه علينا دائماً وان يحفظ البلاد والعباد من شر الارهاب والارهابيين وان يجعل كيدهم في نحورهم آمين رب العالمين وقد تطرق في معرض كلامه الى ما نصه ، اخوتي اخواتي اعرض على مسامعكم الكريمة امرين : ان الانتصارات التي تحققت في بعض المناطق من قِبل الجيش العراقي والاخوة المتطوعين لهي انتصارات كان ينتظرها الشعب العراقي الكريم مؤملا ً بابنائه البررة ان يكونوا دائماً في مواقع الانتصار يدفعون عن العراق والعراقيين خطر الارهاب والارهابيين وهنا نود ان ننبه الى أمرين : الأمر الاول : ان التجربة السابقة خلال السنوات الماضية قد اثبتت ان الاختلافات السياسية بالشكل الذي كان فيه الاختلاف قد اضرت البلد كثيراً واخرّته ولم يتقدم في مجالات شتى ومن جملتها المجال العسكري والامني اذ ان التجاذبات القائمة بين الفرقاء السياسيين قد اثرت في طبيعة القرارات التي اتخذت ولم تراعى مصلحة البلد في بعضها وقد انعكس ذلك سلباً عليها ولعل اخطرها هو تمكّن الارهابيين من الدخول الى العراق والسيطرة على مناطق معينة وهذا يعني ان هناك مسؤولية جسيمة وعظيمة تقع على عاتق السياسيين في فهم المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق وفي مراعاة مصلحة البلد وعدم ايصال الخلاف الى حالة الاحتراب او التضحية بتراب العراق او بوحدته ومن هنا فإن الخلافات السياسية لها الاثر الكبير في عدم استقرار الوضع الامني فكلّما توسع الخلاف بطريقة فئوية او حزبية او مناطقية او طائفية فإن ذلك يؤثر سلباً على الامن في البلد بل ربما يؤثر على الاحتقان بين القواعد الشعبية لكل فريق والنتيجة ستكون ليست لصالح أي فريق منهم بل سيكون العراق هو كبش الفداء لا سمح الله. وهذا ما لا يرضى به أي عراقي غيور على وطنه وحريص على وحدته وعلى الالفة بين ابنائه.. داعين الاخوة الساسة الى مراجعة شاملة لكثير من المواقف التي كانت لها ابعاد سلبية على البلد. الأمر الثاني : ان بعض المفاصل العسكرية والامنية لم تُبنى بطريقة مهنية وعلمية خلال الفترة السابقة بسبب الخلافات السياسية من جهة والقصور او التقصير من جهة اخرى، وقد تكون هناك اسباب اخرى تتعدى الحالات المذكورة ومن اهم تلك الاسباب هو تفشي الفساد المالي والاداري في بعض مفاصل هذه المؤسسة مما فتح وفسح مجالا ً واسعاً لاضعافها على اهميتها بل لعلها المؤسسة الاهم بالرغم من الموارد المالية الهائلة التي اُنفقت عليها ولا زالت، فمن الواضح ان القوات العسكرية والامنية هي المسؤولية بشكل مباشر عن حماية البلد من أي خطر خارجي او داخلي يمس امن المواطنين وهي المسؤولة عن الحفاظ على مؤسسات الدولة الاخرى من ان يعبث بها العابثون بعيداً عن أي تأثير سياسي عليها فكيف اذا كانت هذه المؤسسة غير بعيدة عن الفساد وما الذي سيحصل .. نعتقد ان ما حصل من تدهور امني قبل اشهر هو الكفيل بالاجابة عن ذلك.. ان الموضوعية تقتضي ان يتسنم المواقع العسكرية المختلفة من يكون مهنياً ووطنياً ومخلصاً وحازماً وشجاعاً لا يتاثر في اداء واجبه بالمؤثرات الشخصية او المادية.. اننا في الوقت الذي نشد على ايادي ابنائنا المخلصين وهم كثر في القوات المسلحة نتمنى ان تعالج بعض المشاكل التي تُضعف هذه المؤسسة والقضاء على كل مظاهر الفساد وان صغرت فإن صغير الفساد كبير، وما الانتصارات الاخيرة الا شاهد على امكانية هذه القوات البطلة ان تكون بمستوى المسؤولية في دحر الارهاب والارهابيين مصرّة على النصر النهائي بعون الله تعالى.. واثقة بنفسها .. مطمئنة بهدفها .. معتقدتاً بمشروعية ما تقوم به وهو الدفاع عن العراق كل العراق.. اخذ الله تعالى بايدي ابنائنا في القوات المسلحة والاخوة المتطوعين اخذ الله بايديهم لنصرة هذا البلد والى مزيد من الانتصارات حتى تكسر شوكة الحقد والحاقدين والارهاب والارهابيين .. وجعل الله هذا البلد وبلاد المسلمين في مأمن ان شاء الله تعالى .. والحمد لله رب العالمين ..