الأربعاء ٠٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥

السوشيال ميديا وتأثيره على المرأة والمجتمع.


تاريخ الاضافة:-2025-11-04 13:13:19 | عدد الزيارات: 15

السوشيال ميديا وتأثيره على المرأة والمجتمع. 
بين الإعجاب والتأثير.. والحديث عن كيفية تغيير المشاهير نظرة النساء لأنفسهن؟
بقلم: عبير الخفاجي (إحدى طالبات الدراسة الألكترونية). قانونية وباحثه في الوعي النسوي والديني.
في الزمن الذي أصبحتْ فيه وسائل التواصل الاجتماعي محوراً رئيسياً في حياة الناس، لم تعد المرأة مجرد متلقية للمحتوى، بل أصبحتْ طرفاً فاعلاً في صناعته ونشره. 
ومن وجهة نظري، فإنَّ تأثير السوشيال ميديا على المرأة يحمل وجهين متباينين: وجهٌ مضيءٌ يمثّل الإلهام والتمكين، ووجهٌ آخر غامض ومبهم يرسّخ المقارنة والضياع والتقليد.
لقد أتاحتْ هذه المنصّات للنساء فرصاً واسعة للتعبير عن الذات، وتبادل المعرفة، وبناء مشاريع مهنية واجتماعية ناجحة، فكثير من النساء أصبحن مصدر إلهام من خلال أفكارهنَّ وتجاربهنَّ، فغيّرن المفاهيم النمطية عن المرأة وأثبتن أنَّ الفكر والقدرة لا تحدّهما مساحة ولا حدود فعملن وتعلمن وأصبحن مؤثرات وفاعلات وملهمات.
لكن في المقابل، أصبح لتأثير المشاهير حضورٌ طاغٍ في حياة النساء، خصوصاً الشابات والفتيات الصغيرات والمراهقات، فمع تزايد المحتوى الذي يروِّج للجمال المثالي والحياة الفاخرة والمظاهر البراقة، بدأ الكثير منهنَّ يشعرن بالضغط النفسي والقلق المستمر، وكأنّ قيمتهن تُقاس بعدد الإعجابات أو المتابعين.
وقد ولّدتْ هذه الظاهرة شعوراً خفياً بالنقص، وجعلتْ بعض النساء ينشغلن بتقليد الصورة بدلاً من بناء الذات، فصار معيار النفس لديهنَّ المال والمظاهر.
وهنا تتجلّى الحاجة إلى قدوة حقيقية تعيد للمرأة وعيها وتوازنها، لتكون قدوة لا تُقاس بالمظاهر بل بالمبادئ، ولا بالشهرة بل بالموقف والقيم، ألا وهي شخصية الصديقة الزهراء عليها السلام.
وهنا أجد أنَّ سيرة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام تمثّل النور الذي يُضيءُ هذا الظلام الرقمي، فهي لم تكن تسعى لظهورٍ أو إعجابٍ، بل كانت مثالاً للعقل الواعي، والروح المخلصة، والرقة الممزوجة بالقوة والعفة، وكانت كلمتها رسالة، وصبرها موقف، وحياتها مدرسة تُعلّم المرأة أنَّ قيمتها في فكرها وإيمانها، لا في مظهرها أو ما تملكه، هي الزهراء..
فلو استلهمت المرأة من الزهراء عليها السلام روح الوعي والبصيرة، لعرفتْ كيف توازن بين عالمها الواقعي والافتراضي، ولجعلت من السوشيال ميديا وسيلةً لنشر الخير والمعرفة لا أداةً للمقارنة أو التشتت والضياع.
إنَّ السوشيال ميديا يمكن أن تكون طريقاً للنور متى ما امتلكت المرأة البصيرة والحكمة، وتكون مصدرَ ضياعٍ متى ما افتقدت الوعي، والقدوة الصالحة  كما جسّدتها الزهراء عليها السلام  تبقى الطريق الأصدق لبناء امرأةٍ قويةٍ، أصيلة الفكر، متصالحة مع نفسها، ومؤثرة في مجتمعها، ومخلصة لربها ولدينها.