بين فترة وأخرى يتوافد الطلبة الأفارقة -الذين يحظون برعاية معهد وارث الأنبياء للخطابة التابع للعتبة الحسينية المقدسة- على شعبة النشاطات الأفريقية، فقد يتفق أن يكون بعض هؤلاء الطلبة قراء أو حفظة، ولأجل عرض قدراتهم يحضرون عند(الشيخ علي الخفاجي)المشرف على المجال القرآني في الشعبة المذكورة بالإضافة إلى شعبة المدارس الدينية، فقد سبق وأن زار الشعبة القارئ والحافظ(بويا إسماعيل سل)وهو من السنغال، وفي هذه المرة كان برفقة القارئين(عبد الرحمن إسحق ترنغدا وعبد الوهاب زكريا ترنغدا)من بوركينو فاسو.
يقول الخفاجي:(ختم عبد الوهاب القرآن الكريم في سن الثانية عشرة على يد الشيخ عيسى ترنغدا متحدياً صعوبة النطق باللغة العربية، ولأن القرآن الكريم قد يسَّره تعالى كما قال في محكم كتابه العزيز((ولقد يسّرنا القرآن للذكر..))تغلَّب على تلك الصعوبات اللسانية؛ ليصبح في عداد القراء، وهو يقرأ برواية قالون عن نافع المدني، وهي الرواية الشائعة في البلدان الأفريقية بعد رواية ورش، رافق ذلك فهمه لمعاني المفردات القرآنية، كما شارك في عدة مسابقات قرآنية.
أما عبد الرحمن فكان كما يبدو واقعاً تحت تأثير اللغة الدخيلة (الفرنسية) ولكنه يعالج النطق بالعربية؛ خصوصاً في تلاوته ليؤدي بما وسع من جهد في قراءة القرآن الكريم وفق عربيته.
وقد ظهر -في الجلسة- على ألسنة الطلبة أهم المشاكل النطقية لأصعب الحروف في العربية، وهي( الضاد والظاء فقد نطقوا بها زاياً، والعين همزة، والحاء هاءً، والكاف مجهورة)، واستفاد الجميع من الجلسة آخذين بالوصايا الكفيلة للتغلّب على اللحن في اللغة من خلال محاولة النطق بهذه الحروف كما وصفت، وأخذها شفاهاً من أفواه الأساتذة والقراء المجيدين).
إعلام/شعبة النشاطات الأفريقية.