.
علي الخفاجي.
الإنسان بحد ذاته فنان، فإذا ما واجه محنة ومرَّ بتجربة، تجعله يخيط من الهموم قصص وحكايات، ويُفرغ فيها إبداعاته، حتى أنه ينقلك إلى الماضي، مثلما يجعلك تعيش الحاضر بوجدانك وتستوعبه بكل مشاعرك.
المواكب والخيم أو السرادقات على طريق ياحسين؛ فهي وإن اختلفت في نوع خدماتها للزائرين، كذلك تختلف في التصاميم، وفي ما تتضمنه من مقتنيات.
فقد اكتشفنا خيمة-رغب مؤسسوها من البصرة-أن يسموها(مضيف الإمام الحسن عليه السلام)ليعطوا رسالة للضيف تحكي عن كرم وسخاء الإمام عليه السلام، ولو بتقديم قدح ماء أو فنجان قهوة، يستريح معها الزائر من مشقة الطريق، وطول المسير، وهو يستمع أثنائها إلى مراثي الموالين، وهم يندبون الآل، من قرب الخيمة أو من السائرين نحو كربلاء، ففيهم مَن لم يبخل حتى بصوته وبما حفظه من قصائد الفاجعة ليلقيها على مسامع الزائرين.
وقعت عيوننا على مقدمة المضيف، فبدا لنا شاب يحيك شيئاً ما، وامرأة بجانبه، وفي داخل الخيمة زوار يستعدون للمسير بعد أن أخذوا قسطاً من الراحة، ألقينا السلام فردوا علينا بأجمل الكلمات..
تحدث إلينا الشاب الثلاثيني؛ أنه وبصحبة والدته ينصبون هذا المضيف كل عام، وللسنة الرابعة عشر، وأنَّ الخدمة تبدأ فيه من الخامس من شهر صفر حتى بلوغ الأربعين، بمعزل عن خيمة أخرى يقدم فيها الطعام للزائرين، كما اكتشفنا أنَّ الشاب يمتهن غزل السجاد، وهي مهنة يدوية قلَّ مَن يُتقنها في هذا الزمان، حتى جعلته يتمسك بها؛ لما تحمله من تراث، أحبَّ أن يوظفه في خدمة الزوار في طريق ياحسين.
متابعة:كرار المحنا
تصوير:علي السلامي
مراسل:عبد الله الشيباوي.