من مشاهد الأربعين
(على مشارف كربلاء يتجدد الأمل)..
علي الخفاجي.
عندما يبتلي الله سبحانه وتعالى إنساناً بعَوَقٍ أو عاهةٍ، وهو طفل صغير، يقف والداه تجاه هذا الواقع أمام ابتلاء ربما يكون طويل الأمد، يستعدان له ما داما حيَّين، ويصبح المبتلى أمام حالة لابد أن يتكيف معها، وقد ترى المعاق يبحث عن نافذة يطلُّ من خلالها على العالم؛ ليعيش مع أبناء جنسه، بعيداً عن شعوره بالعَوَق والنقص، متحدياً ذلك الشعور، صامداً أمام نظرات المشفقين، وقد تراه يشعر أنه لايختلف مع الآخرين إلا بالإسم، ذلك حينما يرى نفسه بعينه لابعين الآخرين.
الشاب(أنور علي جاسم)ذات الستة عشر عاماً، جاء زائراً من محافظة البصرة إلى كربلاء بمعيَّة والده، بعد ابتلائه بالعَوَق -وهو طفل- بسبب فشل عملية جراحية.
يقول والده أنَّ مسيره مع ابنه أنور في طريق ياحسين دخل في العام الثالث عشر، رغم عَوقه، فهو يصطحبه منذ ذلك العام صابراً راضياً بقضاء الله وقدره، ولايزال يطلب الشفاء لولده بحرمة من توجهت إليه القلوب؛ الإمام الحسين عليه السلام، ولم ينقطع أمله أبداً، وقد تعلم أنور من والده التضرع إلى الله تعالى بأن يشفيه، ويكون سالماً من كل عيب، وكما يقولون(الولد على سرِّ أبيه).
ثم يستطرد الوالد، وهو يتحدث عن انطباعاته في المسير: كلُّ الصعوبات - من حر وبعد ومشقة - زالت، ومعها تجدد الأمل، عندما لاحت لنا مشارف كربلاء؛ لأننا موقنين تماماً أنَّ من أعطى كلَّ شيء لله، يستحق أن يعطيه الله كلَّ شيء، ونحن من نطمع بجاهه عند الله أن يعطينا ماسألنا؛ إنه ذبيح الطف، قرة عين جده المصطفى، وأبيه المرتضى، وأمه الصديقة الطاهرة، أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
متابعة: زين العابدين الحسيني.
تصوير:علي السلامي
مراسل:عبد الله الشيباوي.