(أمنيات في طريق ياحسين)..
علي الخفاجي.
أن تتمنى وتتحقق أمنيتك يعدُّ ذلك نصراً ومنعطفاً في حياتك، يجعلك تحرص عليه كلَّ الحرص، وهو لابد أن يكون هدية من السماء خصَّك الله بها دون الناس؛ خصوصاً إذا وهبك أن تكون خادماً لمن تحب وتفديه بنفسك ومالك، وتكون بخدمته وجيهاً بين الناس، وقريباً من رحمة الله تعالى.
(السيد عبد سلمان الموسوي)من واسط، ذات السابعة والستين من العمر، يقول: كنت قد طلبت من الله تعالى أن تتحقق لي ثلاث أمنيات: أن أحجَّ بيته الحرام، وأبني له مسجداً، وأأسس موكباً لخدمة زوار الحسين عليه السلام، وقد تحققت جميع أمنياتي.
ويروي لنا معجزة حصلت لزوجته مع الإمام عليه السلام، فقد كانت تحتاج إلى عملية جراحية، وعندما ذهب بها إلى صالة العمليات، ارتفع ضغطها، فتمَّ تأجيلها إلى أسبوع، وفي نهايته توجهنا لإجراء العملية فاعتذر الدكتور عن إجرائها بسبب انشغاله بخدمة ضيوفه، فرأت زوجتي أن تتوجه لزيارة الإمام الحسين عليه السلام مشياً على الأقدام، وفي الطريق لم تترك التوسل بالله تعالى بحرمة من توجه قلبها إليه، وبلغت ما أرادت، وبعد ذلك برئت من المرض، ولم تحتج إلى العملية.
لم نكن نعلم أن للسيد عبد جاراً كان يسمع تحاورنا، وهو الآخر قد نصب في الطريق موكباً يخدم به الزوار، فاستوقفنا عند مغادرة السيد، ليقول: هل تعلمون أنه منذ زمن يسيرُ إلى كربلاء على رجلين، فقطعت إحداهما بسبب مرض، واستمر في المسير على رجل واحدة متعكزاً، ثم قطعت الأخرى، فأصبح مقعداً تماماً يسيرُ بعربته دون كلل أو ملل، ليسجلَّ له موقفاً مع السائرين في طريق ياحسين.
متابعة:زين العابدين الحسيني
تصوير:علي السلامي
مراسل:عبد الله الشيباوي.