الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

من مشاهد الأربعين (متلازمة داون وطريق ياحسين)..


تاريخ الاضافة:-2020-10-07 13:21:38 | عدد الزيارات: 1489

 

علي الخفاجي.

لم يكن حينها نعرف عن(متلازمة داون)سوى أنها اضطراب وراثي يسبب تغيرات في النمو وفي الملامح الجسدية، ولكن عندما التقينا بوالدة الزائر(حسين أسعد سجاد)وهي تدفع عربته، وعيناها تراقب حركة أخواته، عرفنا حينها - ما يميز المصاب بتلك المتلازمة، والذي يسميه الناس بـ(المنغولي)- من براءة على وجهه، ومن عفوية في حركاته ونظراته، حتى تجعلك مندهشاً مردداً القول(ولله في خلقه شؤون).  

رأتنا والدته القادمة من النجف الأشرف من بعيد، ونحن نخطو نحوها، فتوقفت احتراماً وحياءَ، تنتظر مانقوله لها، فهي تعرف أن مايميز مجموعتها ابنها(حسين)ذات السبع سنين، فألقينا عليها التحية والسلام، وردت بأحسن منها، وهي تتجنب كامرتنا التي بدأت تلتقط الصور، فسألناها عن بدء مسيرها وعما شاهدته وواجهته من صعوبات، فقالت: إنها ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، ولعل مايحصل -بعض الأحيان- من مضايقات في الطريق، سببه إما إستغراب الناس من سلوكيات ابنها أو لإشفاقهم عليه، فطريق ياحسين تختفي فيه الكثير من المظاهر السلبية، إلا ماتراه حسناً تشرق فيه النفوس بكل ماهو خير، وتجعلك تشعر أن هناك قلباً يحتويك مع هذه الجموع، يشعرك بالأمن والطمأنينة والثقة.

شكرنا أم حسين على سعة صدرها، وتركناها تلهج بالشكر لله على ما أنعم، وتتضرع إليه في أن يزول الوباء عن جميع الناس بحرمة من توجهت إليه قلوبهم قبل أن تخطو أقدامهم؛ قبلة الأحرار وسيد شباب أهل الجنة، ومن بشفاعته نحظى بالجنان. 

متابعة/ كرار المحنا

تصوير/علي السلامي

مراسل/عبد الله الشيباوي