الجمعة ١٩ نيسان ٢٠٢٤

الشيخ علي بن مهزيار الاهوازي


تاريخ الاضافة:-2021-04-20 11:56:24 | عدد الزيارات: 8128

علي بن مهزيار الأهوازي

 

أبو الحسن علي بن مهزيار الدورقي الأهوازي(1) 

هو فقيه وراوي ومُحدّث ومُفسّر ومُؤلّف امامي(2)، وقد كان من أسرة مسيحية ثُم انتقل إلى الإسلام حسبما يُنقل.[3]

  وعاصر عدد من الائمة وهم  الامام الرضا، والامام الجواد، والامام الهادي، والامام الحسن العسكري. فضلاً عن الامام الحجة عجل الله فرجه وإنه وقع في أسناد كثير من الروايات، ويبلغ عدد هذه الموارد أربعمائة وثلاثين مورداً، فقد روى عن : الجواد، والهادي، وعن أبي داود المسترق، وأبي علي بن راشد، وابن أبي عمير، وغيرهم.[4] وهو ذو مقام عظيم عند الامامية حيث أجمعوا على وثاقته وجلالة قدره عندهم،[5] ورووا عن أئمتهم أحاديث في فضله ومدحه والثناء عليه، وله في مدينة الأهواز ضريحٌ، ومزار ضخم.

التغيير الفكري والعقائدي للشيخ علي بن مهزيار :

 

إن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام قد أحدثا في تلك الفترة الفاصلة، تياراً عظيماً امتد أثره إلى يومنا هذا.. لو دقق أهل العلم في التاريخ قليلاً لوجدوا أن أكثر المسيحيين واليهود والمجوس والمشركين الذين أسلموا على عهد الأئمة المعصومين سلام الله عليهم هم من تلامذة الإمام الباقر سلام الله عليه ، أو الإمام الصادق سلام الله عليه، أو الأئمة المعصومين سلام الله عليهم الذين أعقبوهم؛ أي إن هذين الإمامين الهمامين قد أحدثا موجةً عظيمة، بحيث أن الإمام الصادق سلام الله عليه وحده ربّى أربعة آلاف عالم ومحدّث، والبعض قالوا أكثر من ذلك، فهؤلاء الأربعة آلاف عالم أخذوا الإسلام الحقيقي من الإمام المعصوم سلام الله عليه، وراحوا ينشرونه في كل مدينةٍ، وفي كل قرية في البلاد الإسلامية المترامية الأطراف.

إن سعد الخير – وهو حفيد مروان بن الحكم - قد تحول إلى موال ملتزم بحيث قال عنه الامام الباقر عليه السلام ( ياسعد انت منا اهل البيت وهو اموي النسب )

شخص آخر يدعى (سن سن) وهو أحد رهبان النصارى، كان على عهد الإمام زين العابدين سلام الله عليه، ولقد تتلمذ أبناؤه وأحفاده - وكانوا أكثر من خمسة عشر فرداً - على أيدي الإمامين الباقر والصادق سلام الله عليهما وصاروا مسلمين شيعة.. زرارة بن أعين، حمران بن أعين، هما من أحفاد (سن سن) إن هذا التيار العظيم استمر أثره في الأجيال التالية أيضاً، فليحقق أهل العلم في تلك الوقائع،

وكذلك علي بن مهزيار الذي تشرف غير مرة بلقاء الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه ، وله مزار وبقعة مباركة في منطقة خوزستان. وقد كان مسيحياً؛ فنتيجة للموجة التي أحدثها الإمامان الباقر والصادق سلام الله عليهما ، أسلمت عشيرة ابن مهزيار عن آخرها، وقد ورد ذكر عدة رجال بنفس هذا الاسم، في التاريخ؛ فأحد أعمام ابن مهزيار، اشتهر بهذا الاسم أيضاً، وكان من خيرة أصحاب الإمام الجواد والإمام الهادي سلام الله علهيما.(4).

تشرفه بلقاء الامام المهدي في اخر حياته   :

 

روى الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي و الطبرسي وغيرهم بأسانيد صحيحة عن محمد بن ابراهيم بن مهزيار ورواها البعض عن عليّ بن ابراهيم بن مهزيار  انّه قال: حججت عشرين حجة كلّا أطلب به عيان الامام فلم أجد إلى ذلك سبيلا فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول يا عليّ بن ابراهيم قد اذن اللّه لك في الحج‏ ؛ فانتبهت وأنا فرح مسرور فما زلت في الصلاة حتى انفجر عمود الصبح وفرغت من صلاتي وخرجت أسأل عن الحاجّ فوجدت فرقة تريد الخروج فبادرت مع اوّل من خرج فما زلت كذلك حتى خرجوا وخرجت بخروجهم أريد الكوفة ؛ فلمّا وافيتها نزلت عن راحلتي وسلّمت متاعي إلى ثقات اخواني وخرجت أسأل عن آل أبي محمد (عليهم السّلام) فما زلت كذلك فلم أجد أثرا ولا سمعت خبرا وخرجت في اوّل من خرج أريد المدينة فلمّا دخلتها لم أتمالك ان نزلت عن راحلتي وسلّمت رحلي إلى ثقات اخواني وخرجت أسأل عن الخبر وأقفو الأثر فلا خبرا سمعت ولا أثرا وجدت ، فلم أزل كذلك إلى أن نفر الناس إلى مكة وخرجت مع من خرج حتى وافيت مكة ونزلت فاستوثقت من رحلي وخرجت أسأل عن آل أبي محمد (عليه السلام) فلم أسمع خبرا ولا وجدت أثرا فما زلت بين الأياس والرجاء متفكرا في أمري وعائبا على نفسي وقد جنّ الليل .

فقلت: أرقب إلى أن يخلو لي وجه الكعبة لأطوف بها وأسأل اللّه عز وجل أن يعرّفني أملي فيها فبينما أنا كذلك وقد خلالي وجه الكعبة إذ قمت إلى الطواف فاذا أنا بفتى مليح الوجه طيب الرائحة متزر ببردة متشح باخرى وقد عطف بردائه على عاتقه فرعته .

فالتفت إليّ فقال: ممّن الرجل؟ فقلت: من الأهواز فقال: أ تعرف بها ابن الخصيب؟

فقلت: (رحمه اللّه) دعي فأجاب فقال: (رحمه اللّه) لقد كان بالنهار صائما وبالليل قائما وللقرآن تاليا ولنا مواليا فقال: أ تعرف بها عليّ بن ابراهيم بن مهزيار؟ فقلت: أنا عليّ فقال: أهلا وسهلا بك يا أبا الحسن أ تعرف الصريحين؟ قلت: نعم قال: ومن هما؟ قلت: محمّد وموسى ثم قال: ما فعلت العلامة التي بينك وبين أبي محمد (عليه السلام)  فقلت: معي فقال: أخرجها إليّ فأخرجتها إليه خاتما حسنا على فصّه محمد وعليّ وفي رواية: يا اللّه ويا محمد ويا عليّ ؛ فلمّا رأى ذلك بكى مليا ورنّ شجيا فأقبل يبكي بكاء طويلا وهو يقول: رحمك اللّه يا أبا محمد فلقد كنت اماما عادلا ابن أئمّة وأبا إمام أسكنك اللّه الفردوس الأعلى مع آبائك (عليهم السّلام) ؛ ثم قال: يا أبا الحسن صر إلى رحلك وكن على أهبة من كفايتك حتى إذا ذهب الثلث من الليل وبقي الثلثان فالحق بنا فانّك ترى مناك ان شاء اللّه ؛ قال ابن مهزيار: فصرت إلى رحلي أطيل التفكّر حتى إذا هجم الوقت فقمت إلى رحلي وأصلحته وقدّمت راحلتي وحملتها وصرت في متنها حتى لحقت الشعب فاذا أنا بالفتى هناك يقول: أهلا وسهلا بك يا أبا الحسن طوبى لك فقد اذن لك فسار وسرت بسيره حتّى جاز بي عرفات ومنى وصرت في أسفل ذروة جبل الطائف .

فقال لي: يا أبا الحسن انزل وخذ في اهبة الصلاة فنزل ونزلت حتى فرغ وفرغت ثم قال‏ لي: خذ في صلاة الفجر وأوجز فأوجزت فيها وسلّم وعفّر وجهه في التراب ثم ركب وأمرني بالركوب فركبت ثم سار وسرت بسيره حتى علا الذروة فقال: المح هل ترى شيئا؟

فلمحت فرأيت بقعة نزهة كثيرة العشب والكلاء .

 فقلت: يا سيدي أرى بقعة نزهة كثيرة العشب والكلاء فقال لي: هل ترى في أعلاها شيئا؟ فلمحت فاذا أنا بكثيب من رمل فوق بيت من شعر يتوقّد نورا فقال لي: هل رأيت شيئا؟ فقلت: أرى كذا وكذا فقال لي: يا ابن مهزيار طب نفسا وقرّ عينا فانّ هناك أمل كلّ مؤمّل ؛ ثم قال لي: انطلق بنا فسار وسرت حتى صار في أسفل الذروة ثم قال: أنزل فهاهنا يذلّ لك كلّ صعب فنزل ونزلت حتى قال لي: يا ابن مهزيار خلّ عن زمام الراحلة فقلت: على من أخلّفها وليس هاهنا أحد؟ فقال: إنّ هذا حرم لا يدخله الّا وليّ ولا يخرج منه الّا وليّ فخلّيت عن الراحلة فسار وسرت فلمّا دنا من الخباء سبقني وقال لي: قف هناك إلى أن يؤذن لك فما كان هنيئة فخرج إليّ وهو يقول: طوبى لك قد اعطيت سؤلك ؛ قال: فدخلت عليه صلوات اللّه عليه وهو جالس على نمط عليه نطع أديم أحمر متكئ على مسورة أديم فسلّمت عليه وردّ عليّ السلام ولمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر لا بالخرق ولا بالبزق‏ ولا بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللّاصق ممدود القامة صلت الجبين أزج الحاجبين أدعج العينين أقنى الأنف سهل الخدّين على خدّه الأيمن خال فلمّا أن بصرت به حار عقلي في نعته وصفته .

فقال لي: يا ابن مهزيار كيف خلّفت إخوانك في العراق؟ قلت: في ضنك عيش وهناة قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان‏  فقال: قاتلهم اللّه انّى يؤفكون كأنّي بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربّهم ليلا ونهارا  لتملكونهم كما ملكوكم وهم يومئذ أذلّاء ؛ ثم قال: انّ أبي (صلوات اللّه عليه) عهد إليّ أن لا أوطن من الأرض الّا أخفاها وأقصاها إسرارا لأمري وتحصينا لمحلّي من مكائد أهل الضلال والمردة من أحداث الأمم الضوال .

 اعلم انّه قال (صلوات اللّه عليه) : يا بنيّ انّ اللّه جلّ ثناؤه لم يكن ليخلّي أطباق أرضه وأهل الجدّ في طاعته وعبادته بلا حجة يستعلى بها وامام يؤتمّ به ويقتدى بسبل سنّته ومنهاج قصده وأرجو يا بني أن تكون أحد من أعدّه اللّه لنشر الحق وطيّ الباطل واعلاء الدين واطفاء الضلال فعليك يا بنيّ بلزوم خوافي الأرض وتتبع أقاصيها فانّ لكل وليّ من أولياء اللّه عز وجل عدوّا مقارعا فلا يوحشنّك ذلك ، واعلم انّ قلوب أهل الطاعة والاخلاص نزّع إليك مثل الطير إذا أمّت أوكارها وهم معشر يطلعون بمخائل الذلة والاستكانة وهم عند اللّه بررة اعزاء يبرزون بأنفس مختلّة محتاجة وهم أهل القناعة والاعتصام استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الأضداء ، فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد أمورك تفز بدرك الصنع في مصادرها فكأنّك يا بني بتأييد نصر اللّه قد آن وتيسير الفلح وعلو الكعب قد حان وكأنّك بالرايات الصفر والأعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك ما بين الحطيم وزمزم وكأنّك بترادف البيعة وتصافي الولاء يتناظم عليك تناظم الدرّ في مثاني العقود وتصافق الاكف على جنبات الحجر الأسود تلوذ بفنائك من ملأ برأهم اللّه من طهارة الولاء ونفاسة التربة مقدّسة قلوبهم من دنس النفاق ومهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق ، فاذا اشتدّت أركانهم وتقوّمت أعمادهم قدّت بمكاثفتهم طبقات الأمم إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة بسقت أفنان غصونها على حافات بحيرة الطبريّة فعندها يتلألأ صبح الحق وينجلي ظلام الباطل ويقصم اللّه بك الطغيان ويعيد معالم الايمان ، تهتزّ بك أطراف الدنيا بهجة وتهزّ بك أغصان العزّ نضرة وتستقرّ بواني‏  العزّ في قرارها وتؤوب شوارد الدّين إلى أوكارها ؛ ثم قال: ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما الّا عن أهل الصدق والأخوة الصادقة في الدين .

قال ابراهيم بن مهزيار : فمكثت عنده حينا أقتبس ما أورى من موضحات الأعلام ونيرات الاحكام فلمّا أزف ارتحالي وتهيّأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودّعا ومجددا للعهد وعرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم وسألته أن يتفضّل بالأمر بقبوله منّي ، فابتسم وقال: استعن به على مصرفك فانّ الشقة قذفة وفلوات الأرض أمامك جمّة فدعا لي كثيرا وانصرفت إلى وطني.(5)

مؤلفاته:

علي بن مهزيار الأهوازي، من اعلام القرن الثالث الهجري، له أكثر من ثلاثين كتاباً ورسالة في مختلف العلوم الدينية والتفسير.(6) ونورد هنا البعض منهن :

حروف القران (7) ، الانبياء ، المكاسب، الملاحم ، الزهد، الزكاة، الصوم ، الحج، الطلاق، الحدود، الديات ، التفسير، القائم، البشارات ، الانبياء، النوادر، رسائل علي بن اسباط

الهوامش

  • 1.منتهى المقال في أحوال الرجال. محمد بن إسماعيل المازندراني، طبع قم - إيران، 1416 هـ، منشورات مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث.
  • 2.معجم المؤلفين. عمر كحالة، طبع بيروت - لبنان، تاريخ الطبع مفقود، منشورات إحياء التراث العربي.
  • 3.منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل ، الشيخ عباس القمي
  • ج2,ص583-585

 المصادروالمراجع :

  1.  الإلمام بالشهداء في مرقد علي بن مهزيار الأهوازي + صور". للأنباء تسنیم. مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 2018. اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2021.
  2.  علي بن مهزيار الأهوازيhawzah.net. مؤرشف من الأصل في سبتمبر 1998. اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2021.
  3.  المازندراني, محمد إسماعيل. منتهى المقال في أحوال الرجال - ج5. صفحة 74. مؤرشف من الأصل في 15 يناير 201a5.
  4.  مؤسسة الامام علي عليه السلام - لندن نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  5.  المازندراني, محمد إسماعيل. منتهى المقال في أحوال الرجال - ج5. صفحة 75. مؤرشف من الأصل في 15 يناير 2015.

علي بن مهزيار من الأهواز دخل في خدمة الإمام العصر (ع) / من جاء لخدمة الإمام المهدي (ع)؟". وکالة نادي المراسلين الشباب للأنباء. مؤرشف من في 25 أغسطس 2017. اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2021.

  1.   كحالة, عمرمعجم المؤلفين - ج1. صفحة 36. مؤرشف من الأصل في 09 ديسمبر 2019.

إعداد

حسين ال جعفر الحسيني