نعمة الله الجزائري السيد
نعمة الله الجزائري (1050 ــ 1112 هـ) المعروف بالمحدث الجزائري، من العلماء والمحدثين الشيعة في القرن الحادي عشر والثاني عشر، وهو من السادة الجزائريين، ويرجع نسبه إلى عبد الله بن الإمام موسى الكاظم .
بدأ الدراسة في الخامسة من عمره، حيث ختم القرآن، وقرأ الكثير من القصائد والأشعار، ومن ثم درس الصرف والنحو، ثم انتقل إلى منطقة الحويزة -جنوبي غربي إيران- من أجل إكمال دراسته، ومن ثم إلى مدينتي شيراز وأصفهان، حيث تتلمذ على يد أبرز علماء عصره.
دعاه أهالي مدينة شوشتر الإيرانية إلى الإقامة فيها، فقبِل الدعوة، ومنذ وصوله قلّده السلطان سليمان الصفوي منصب القضاء وإمامة صلاة الجمعة، وسائر المناصب الدينية، كما لقّبه بـشيخ الإسلام في تلك المدينة.
له الكثير من المؤلفات، منها: الأنوار النعمانية في معرفة النشأة الإنسانية، وأنيس الوحيد في شرح التوحيد، وعقود المرجان في تفسير القرآن، وكشف الأسرار في شرح الاستبصار، والنور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين.
نسبه
هو نعمة الله بن عبد الله بن محمد بن حسين بن أحمد بن محمود بن غياث الدين بن مجد الدين بن نور الدين بن سعد الدين بن عيسى بن موسى بن عبد الله بن الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن الحسين بن علي بن علي بن أبي طالب ، من سلالة السادة الجزائريين.[1] ولد في الصباغية قرية من قرى الجزائر في البصرة سنة 1050 هــ.[2]
نشاطه العلمي
تمثل نشاطه العلمي بدراسته عند أبرز علماء عصره في مسقط رأسه جزائر البصرة، والحويزة، وشيراز، وأصفهان، وكذلك ساهم مع مجموعة من العلماء، كان العلامة المجلسي قد أوكل لهم مهمّة إعداد مصادر كتابيه المعروفين في علم الحديث، وهما: ”بحار الأنوار“، و”مرآة العقول“،[3] كما ساهم بجمع أكثر من أربعة آلاف كتاب قد استنسخ بنفسه جزءاً منها.[4]
دراسته
بدأ السيد نعمة الله رحلته الدراسية في الخامسة من عمره، حيث ختم القرآن وقرأ الكثير من القصائد والأشعار،[5] ومن ثم درس الصرف والنحو، وبعدها انتقل إلى الحويزة من أجل أكمال دراسته.[6]
رحلته إلى شيراز، توجه السيد نعمة الله نحو شيراز برفقة أخيه السيد نجم الدين، وذلك لأنها كانت مهداً للعلم ومجمعاً لكبار العلماء، وحينما وصلها سكن في مدرسة المنصورية،[7] وبقى في شيراز تسع سنوات، فدرس فيها العلوم العقلية (الفلسفة والحكمة والإلهيات)، والنقلية (الحديث والفقه والأصول)، على يد أشهر أساتذتها.[8]
رحلته إلى أصفهان، بعد احتراق مدرسة المنصورية ترك شيراز متوجهاً إلى أصفهان، فتتلمذ على يد أشهر علمائها، منهم العلامة المجلسي، وكان السيد يعبر عنه بشيخنا المعاصر، وأحله منه محل الولد البار، والتزمه بضع سنين لا يفارقه ليلاً ولا نهاراً وكان ممن يستعين بهم في تأليف ”بحار الأنوار“، وشرح الكافي المسمى بــ”مرآة العقول“، وكان يخصه من سائر الأصحاب ويثني عليه في المحافل ويوقره ويصوب تحقيقاته ويميل إلى ترجيحاته،[9] ثم إنَّ رجلاً اسمه الميرزا تقي بنى مدرسة وأرسل في طلبه فجعله فيها مدرّساً، حيث كانت المدرسة تقع بالقرب من حمام الشيخ بهاء الدين محمد، فبقى في أصفهان ثمان سنوات بين الدراسة والتدريس.[10]
زيارته إلى العتبات المقدسة، بعد سنوات في أصفهان أصيب السيد نعمة الله بضعف في البصر، بسبب كثرة المطالعة، فقصد العتبات المقدسة من أجل الزيارة وطلب الشفاء، فسافر معه أخوه، قال السيد الجزائري: ”... ثم أتينا إلى زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين وكنت قد أخذت تراباً من عند رأس كل إمام فأخذت من تراب رجلي الحسين ووضعته فوق ذلك التراب واكتحلت به ففي ذلك اليوم قوي بصري على المطالعة وصار أقوى من الأول“، والتقى في سفره هذا بمجموعة من الفقهاء وتباحث معهم.[11]
بعد زيارته للعتبات المقدسة رجع إلى مسقط رأسه الجزائر، وبقى فيها ثلاثة أشهر، وشرع بكتابة شرح تهذيب الأحكام.[12]
رجوعه إلى الحويزة، بسبب الحوادث التي حدثت في البصرة سنة 1079 هـ،[13] انتقل السيد إلى الحويزة وكانت تحت سيطرة الدولة الصفوية، وحين وصولها استقبله حاكم الحويزة وقابله بحفاوة وتكريم وطلب منه البقاء فيها.[14]
ذهابه إلى شوشتر، دعاه أهالي مدينة (شوشتر) إلى الإقامة في المدينة فقبل الدعوة، ومنذ وصوله قلّده السلطان سليمان الصفوي منصب القضاء وإمامة صلاة الجمعة، وسائر المناصب الدينيّة، كما لقّبه بشيخ الإسلام في مدينة شوشتر.[15]
وبفضل إقامة السيّد أصبح أهل تستر بعد مدّة وجيزة عارفين بالمسائل والأحكام الشرعية، وقد التزموا برعاية الآداب والسنن الأخلاقية والشرعية، كما أنّه أمر ببناء المساجد في المدينة، وعيّن أئمّة لها، وقد أصبحت مدينة شوشتر بفضل عناية السيّد واهتمامه بها مركزاً نشطاً للعلوم الدينية.[16]
أساتذته
لقد تتلمذ السيد نعمة الله الجزائري على يد مجموعة من علماء عصره، في مسقط رأسه الجزائر في البصرة، والحويزة، وشيراز، وأصفهان،[17]
ومن أساتذته:
في أصفهان:
تلامذته
تتلمذ على يديه الكثير من العلماء، منهم:
منهجه العلمي
لقد ذكر مجموعة من الباحثين إنّ منهج السيد نعمة الله الجزائري العلمي لم يكن منهجا أخبارياً محضاً ولا منهجا أصولياً محضاً، بل كان يتخذ الطريق الوسط بينهما، كما كان منهج أستاذه العلامة المجلسي،[37] وذلك لعدّة أمور، ومنها:
مؤلفاته
له مؤلفات متنوعة في شتى أنواع العلوم الإسلامية، حيث بلغت أكثر من خمسين كتاباً، ومن أبرزها، هي:
أقوال العلماء فيه
وردت الكثير من الكلمات في حق السيد نعمة الله الجزائري، ومنها:
وفاتــــــــــه
توفي في 23 شوال سنة 1112 هـ،[59] في قرية جايدر من قرى مدينة لرستان، بعد وفاة شيخه المجلسي بسنتين وكان عمره 62 سنة،[60] وكانت وفاته في طريق عودته من زيارة الإمام الرضا حيث مرض وتوفي عند وصوله إلى قرية جايدر فدفن بها وبنيت على قبره قبة، وقبره معروف يُزار.[61]
الهوامش
10 الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 267.
11الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص 269 ــ 270.12
12الجزائري، الأنوار النعمانية، ج 4، ص
13منيت حكومة البصرة بقيادة حسين باشا بهزيمة أمام العثمانيين، حيث قام الجيش بقتل وسلب ونهب الناس في نواحي البصرة وقد لاذ معظم الناس بالفرار إلى المناطق المجاورة.
14الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 226.
15 الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 74.
16الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 226.
17 الخوانساري، روضات الجنات، ج 8، ص 139.
18 الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 71.
19الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 71.
20الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 71.
21الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 226.
22الجزائري، قصص الأنبياء والمرسلين، ص 6.
23الخوانساري، روضات الجنات، ج 8، ص 139.
24الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 71.
25 الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 80.
26 الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 9، ص 786.
27 الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 73.
28الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 73.
29الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 81.
30 الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 9، ص 786.
31 نجف، علماء في رضوان الله، ص 211.
32 الجزائري، نور البراهين، ص 27.
33 الجزائري، نور البراهين، ص 27 ــ 28.
34الطهراني، الذريعة، ج 15، ص 305.
35 نجف، علماء في رضوان الله، ص 198.
36الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 157.
37الجزائري، كشف الأسرار، ج 1، ص 39.
38الجزائري، كشف الأسرار، ج 1، ص 40.
39الجزائري، كشف الأسرار، ج 1، ص 41.
40الجزائري، كشف الأسرار، ج 1، ص 41.
41الطهراني، الذريعة، ج 2، ص 446.
42 الطهراني، الذريعة، ج 24، ص 363.
43الأفندي، رياض العلماء، ج 5 ، ص 254.
44الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 9، ص 787.
45 الصدر، تكملة أمل الآمال، ج 6، ص 166.
46الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 9، ص 787.
47الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 75.
48الكشميري، نجوم السماء، ص 190.
49الأفندي، رياض العلماء، ج 5 ، ص 253.
50الحر العاملي، أمل الآمال، ج 2، ص 336.
51الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 76.
52الكشميري، نجوم السماء، ص 190.
53الخوانساري، روضات الجنات، ج 8، ص 141.
54 الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 76.
55المجلسي، إجازات الحديث، ص 299.
56 الحر العاملي، أمل الآمال، ج 2، ص 336.
57 الأفندي، رياض العلماء، ج 5 ، ص 253.
58 البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 106.
59 الجزائري، الاجازة الكبرى، ص 70.
60الخوانساري، روضات الجنات، ج 8، ص 146.
61 الطهراني، مصفى المقال، ص 483.
المصادر والمراجع
إعــــــــــــــــــــــــــــــــداد
حسين ال جعفر ىالحسيني