الخميس ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢٤

الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 2/جمادي الآخرة/1440هـ الموافق 8 /2 /2019م :


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1358

اخوتي اخواتي استكمالاً لما ذكرناه في الخطب السابقة نذكر بعض ما لم نذكره سابقاً ألا وهو لا بأس ان يكون مدخل الحديث هذا السؤال وهو كيف لنا ان نصوغ مجتمعاً جيداً ؟! ماهي العوامل التي تؤثر في بناء المجتمع؟ طبعاً لاشك ان هناك مسائل في علم الاجتماع دخيلة ومسائل في علم الاخلاق دخيلة، مسائل في التربية الدينية دخيلة، مسائل في التربية الحضارية ايضاً دخيلة، ونحن عادة عندما نتكلم حول مجتمعنا فإننا نعتز بالمجتمع ومقتضى هذه العلاقة والمحبة للمجتمع الذي نحن جزء منه يتحتم علينا ان نبقى في هذه الدائرة عسانا ان نخرج بنتائج بسيطة ولا أقل هي خطوة في الطريق. ولعلنا عندما نستشعر المشكلة واستشعار المشكلة يعني من الممكن ان نسعى ايضاً للحل، في بعض الحالات المشكلة لا يشعر بها الاخرون يعني مهما انت دققت جرس الانذار تجد ان هناك عدم وجود آذان صاغية والسبب في ذلك لأنه هناك غفلة او هناك عدم الاستشعار بهذه الخطورة في بعض الحالات الناس بطبيعتها لا تكترث، والبعض يريد النتائج بلا ان يكون هو طرفاً في الحل لا يُحب ان يكون طرفاً في الحل وانما يُحب النتائج ان تكون جاهزة فإن كانت النتائج جيدة حمد الله وانت كانت النتائج غير جيدة نَقَمَ على الآخرين وهذه طريقة حقيقة غير صحيحة. نحن نشعر بمحبتنا للمجتمع ان هناك تصدّع وهذا التصدّع من ورائه عوامل عدّة وايضاً يُمكن ان يُعالج ايضاً بعوامل عدّة، لا يوجد عامل واحد في التصدع وايضاً لا يوجد عامل واحد لرأب هذا التصدع وانما وجود عوامل كثيرة. سبق وان تكلمنا بخدمتكم عن الاسرة وحددنا هناك ثلاث محاور الاسرة بما لها هذا الكيان القائم بين الاب والام والاولاد وايضاً المدرسة وايضاً الجو العام الذي تحولَ من عدم الفرق ما بين الحرية وما بين الفوضى والآن نعيش في بعض حالاته حالة فوضى وليس حالة حرية وفرق بينهما نبهنا عنهُ بايجاز فيما سبق. الاسرة ايضاً تكلمنا عنها وان كان الكلام عن الاسرة لا ينتهي.. دائما لابد ان نُذكّر الاعزة بُناة الاُسر لابد ان نذكرهم بالمهمة النبيلة التي تقع على عاتقهم في بناء الاسرة. وحديثي الان سيكون باختصار شديد لأن الوقت ادركنا عن المدرسة.. المدرسة واقعاً ان لا اتحدث عن وزارة محددة وانا سبق وان ذكرت ان هذا الكلام كلام اجتماعي ولا اتحدث عن عنوان خاص وانما انا اتحدث عن المسألة التربوية والمسألة التعليمية بعنوانها العام. يعني من يتصدى الى التربية ومن يتصدى الى التعليم عليه ان يلتفت الى هذه، نعم لعل اوضح مصداق ما ندعيه هي المدارس الموجودة عندنا أي المدارس الاكاديمية والسبب في ذلك ان هناك حفنة من السنين سيقضيها هذا الطالب وهو في اجواء التعليم والتربية، يبدأ في الابتدائية ست سنوات، يبدأ الطالب في النضوج ويكون صبي مميز ويخرج من المراحل الابتدائية ويدخل الى المراحل المتوسطة والثانوية ايضاً ست سنوات وهو نضج في هذه الفترة.. ثم يدخل الى الجامعة.. فست سنوات في الابتدائية وست سنوات في الثانوية الى الجامعة اربع سنوات فهذه ستة عشر سنة واذا كانت الجامعة اكثر وهكذا فسيبقى بمعدل يتراوح قرابة (18 – 20) هو في صياغة، هذه الصياغة قطعاً تحتاج الى رؤية، رؤية من أي جهة تتصدى لمسألة التربية والتعليم انا اقول الجانب التربوي.. لأن المجتمع عندما يكون مجتمع شبابي هذه المراحل هي المراحل التي تظهر على سطح المجتمع مراحل ما بعد البلوغ الى الثلاثين فهذه الصياغة التي تبدأ في المدارس سيكون من الطبيعي ناتجها يؤثر على المجتمع. ما هي عوامل السلبية الان في مراحل التربية والتعليم كمؤسسات ليست مؤسسات اتحدث مشخّصة.. مهمة التربية والتعليم ما هي المشكلة ؟! لعلهُ من اولى المشاكل ان المتصدي لا يعلم خطورة الوظيفة التي هو فيها! والانسان الذي لا يعلم لا يمكن ان ينتج الناتج الصحيح، مهمة التربية والتعليم لعلها من اقدس المهام، المجتمع عندما يتعامل مع من يتصدى للتربية والتعليم يتعامل معه بشيء من التقديس وهذا ليس عيباً بالعكس هذا أمر مطلوب في كل المجتمعات هناك اشياء مقدسة يحترمونها كان مجتمعاً دينياً يحترم المقدسات الدينية ولا يسمح بأن يتجاوز عليها سواء كانت حضارة او رموز، مجتمعات اخرى تتعامل مع قيمة من الذي اوصل المجتمع الى التحضّر علماء يعتقدون العلماء شيء مقدس لا يجوز المساس بهِ. نعم التعليم قضية مقدسة في كل المجتمعات، عندما نتعامل مع التعليم كشيء مهم كشيء له شأنية كشيء يؤثر على المجتمع، سنبدأ في اول خطوة صحيحة، لابد ان يعلم ويعرف المهمة الملقاة على عاتقه هذه المهمة ليست مهمة مادية هناك مهمة مُلقاة اولا ً تُقابل بأجر لابد ان اُحدد المهمة ثم أنظر الى الاجر.. ما هي المُهمة المُلقاة على من يتصدى للتربية والتعليم؟ الأُسر تجعل ولدها ابنتها امانة عند هذه الجهة المتصدية للتربية والتعليم لمدة عشرين سنة وليس من السهل ان يوضع او توضع امانة لمدة عشرين سنة حتى تُسترد بحالة من التطور الفكري.. لا أقل تُسترد على ما كانت وهذا قطعاً غير صحيح.. الاسرة تُربي ولدها وتعلمه على معايير مع طفولته ثم تضعه في هذه المؤسسة وتنتظر ان يعود لها بعد هذه الفترة، طبعاً الاسرة تراقب خلال هذه الفترة لكن الجهة المتصدية لهذه العملية لابد ان تشعر بذلك، اذا لم تشعر لا قيمة لذلك.. الان عندما يكون هناك معلم يتصدى للتعليم..اُعيد حتى لا يُفهم الكلام على غير ما هو مقصود، من يتصدى للتربية والتعليم عندما يشجّع تلميذاً على الغش.. حقيقة هذا ينخر في المجتمع نحن لا نقبل ان يأتينا طالب تعوّد على الغش لأنه سيغش ابنائنا عندما يكبر، هو الذي علمّه الغش سيغشّ ولدك وسيغشك انت ونحن قلنا هذا زرع والذي يزرع الغش لا يمكن ان يحصد النصيحة والذي يزرع الغش يحصد الغش والذي يعلّمه على كلمات يتقزز الانسان ان يسمعها في بعض الحالات الانسان لا يُفكّر بمجرد ان يفكّر ببعض الالفاظ يفكر بطريقة مرعبة يخشى فكيف اذا سمع هذا اللفظ وهو طفل صغير يسمع كلمات يعجز ويستحي الكبير ان يتفوه بها.. فأي مستقبل ينتظر المجتمع بهذه الطريقة من التربية؟! اقول لا تسعوا الى التفكيك او التفكك في الروابط من اقدس الروابط رابطة المعلم بعنوانه العام مع تلميذه لا تسعوا الى ان هذه الرابطة تتفكك لا بد من وجود هيبة في الجهة التعليمية امام الطلاب اذا هذه الهيبة فرطنا فيها سيفقد الطالب ثقته بالجهة واذا فقد الثقة بَطُلَ العمل.. اخواني المسألة ليست مسألة في جهة واحدة مسألة مجتمع ذكرنا سابقاً لابد ان توجد حصانة مجتمعية وهذه الحصانة المجتمعية تبدأ من هذه المراحل التعلم في الصِغر كالنقش في الحجر على الاسرة ان تراقب تلميذها ولدها في المدرسة لا ان لا تكترث ليس الجانب العلمي فقط هو له الاولوية ربما جانب علمي سيكون وبال عليه وانما جانب التربية والتعليم التربية والتعليم عندما يُزرعان في نفسية الطالب سنؤسس لمجتمع خاص.. نعم المعلم بعنوانه العام له متطلبات المعلم لهُ حاجيات المعلم من حقهِ ان تتوفر له كل الظروف البيئية والمناسبة هذا نعم لكن اقول على المعلم الذي يتصدى لا يستسلم لوظيفته الاولى في التصدي.. هذا ليس صحيحاً لأن هذا الاستسلام سيؤثر اجتماعياً على الناس.. ترى انت معك شخص آخر واحد فقط انت مسؤول عنهُ سيكون الخطر قليل اما عندما يكون الخطر اجتماعي ماذا نرقب عشر سنوات اثنا عشر سنة واذا فجأة حوصرنا بجيل من شبابنا لا يعرف شيئاً عن محبة بلده ولا يعرف شيئاً عن الاحترام لا يوجد في لسانه الا الكلمات غير المؤدبة وايضاً سيدخل المجتمع وهو ينخر المجتمع والنصيحة عند ذلك ستكون متأخرة جداً.. طبعاً هذا الكلام اخواني انا اتكلم واقعاً اريد من اهل القرار اريد قراراً، واريد من اهل الشأن ان يلتفتوا هذا مجتمعنا كلنا مسؤولون لكن في نفس الوقت هذه المسؤولية تُحتّم علينا ان نبدأ وان نُشدّد في هذا الجانب التربوي والعلمي.. هذه جوانب اخواني لها قداسة كان هناك مصطلحات ولا زالت موجودة نعبّر عنه الحرم مثلا ً الحرم الجامعي حرم المدرسة هذا حرم الانسان عندما يُريد ان يدخل الى الحرم الجامعي يعرف ما داخل يختلف عن ما خارج.. يريد ان يدخل الى المدرسة يعرف ان هذا كيان محصّن.. هؤلاء اولادنا فلذّات اكبادنا في هذا المجمع لابد ان نحرص على ان يتعلموا العلم الصحيح والتربية الصحيحة لا يمكن الاسرة تتعب ويذهب الولد الى المدرسة ويأتي على نقيض ما علمته وربّتهُ هذا غير صحيح بالعكس الاسرة اذا قصّرت هناك من يكمل دورها وهو الجانب التعليمي.. هكذا تربينا وهكذا تعلّمنا وكُنا اذا رأينا معلماً في الشارع نحن نخجل لم نفعل شيئاً لمجرد كُنّا في المدينة لكن اذا رآنا المعلم كأن تلك الليلة تكون علينا مشكلة كيف رآنا المعلم.. هكذا كُنّا نحبهُ ونقدسهُ ونحترمهُ.. من كان السبب في ذلك انا لا اتحدث الآن عن هذه المسألة اقول اجتماعياً لابُد ان نُرجع الثقة وعلى المعلم ان يُرجع ثقة الجيل الى صنفهِ.. نعم هذه مسؤوليتك.. ارجع الثقة اذا ارجعنا الثقة سنكون نحن بخير.. لاحظوا اخواني بَوبّنا الحديث بشكل مختصر تارة الاسرة وكل كلامنا بشكل مختصر وتكلمنا عن الجو العام وتكلمنا عن المدرسة لإشغال اولادنا في المدارس في فترات طويلة التي تُخرّج المدرسة بعنوانها العام الذي يتصدى للتربية منبر مدرس بالعنوان الخاص مدرس خاص مدارس اهلية مدارس حكومية لا يفرق.. يتصدى لمسألة التربية كل بحسب وظيفته لكن التربية هي الاساس الجانب التربوي هو الاساس.. نتمنى ونرجوا ونسعى ونأمل لا تجعلوه حلماً غير مُحقق.. اجعلوه حلم قريب المنال ان نرى هذا الجانب في أتم حالة في الجانب الاخلاقي والجانب التربوي نراه في أتم حالة وهو الأول على كل حال.. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يأخذ بأيدينا وايديكم لما فيه خير الدنيا وسعادة الاخرة اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..