ضمن مساعيها في ترسيخ دعائم التعايش السلمي بين شرائح المجتمع العراقي، وتذليل الصعوبات التي تعرقل تقدّم الاستقرار والأمن الوطني ترأس ممثل العتبة الحسينية المقدسة الشيخ (خليل العلياوي) وفداً من مناطق غرب نينوى لزيارة مديرية زراعة نينوى. والتقى الوفد بالدكتور (دريد حكمت طوبيا) مدير زراعة نينوى، ودار خلال اللقاء حديثاً حول أهمية دعم شريحة الفلاحين والمزارعين في نينوى خصوصاً وفي العراق عموما، لأنها شريحة كبيرة ضمن المجتمع العراقي. حيث أكّد الدكتور (دريد حكمت طوبيا) قائلاً: "إنّ مديرية زراعة نينوى رفعت الى الوزارة مقترحات بخصوص دعم الفلاحين والمزارعين في نينوى، ولاسيما بعد تحرير محافظة نينوى التي تضرّرت بشكل كبير جراء احتلال داعش لنينوى، إذ أنّ أغلب التجهيزات الزراعية صُودرت واستولى عليها الدواعش، سواء في الدوائر الزراعية أو أخذها من البساتين والمزارع التي تركها أصحابها وذهبوا الى مكان آمن". وأشار الدكتور (دريد حكمت طوبيا) قائلاً: "إنّ من وراء هذه الهجمة مخطط كبير لتدمير العراق، والذي كان من ضمنه النيل من لُحمة المجتمع العراقي، ولكن بعون الله فشلت تلك المخططات". وتمنى مدير زراعة نينوى أن تعود محافظة الموصل الى سابق عهدها كسلّة خبز العراق. بينما أشار الشيخ العلياوي ممثل العتبة الحسينية المقدسة الى أنّ المرجعية الدينية تعمل جاهدة على تعزيز التعايش السلمي، وأن تكون أطيافه كافة عامرة بالولاء للوطن الذي نعيش على أرضه. وأضاف العلياوي: "إنّ العتبة الحسينية المقدسة تدعم كافة البرامج التي تساعد المواطن من كل شرائح المجتمع الى الاستقرار في العيش وتوفّر مستلزمات الحياة الكريمة لكلّ فرد في هذا الوطن، ونحن هنا بصدد طرح مقترح زيادة الدعم للفلاحين والمزارعين بشكل عام و فلاحي ومزارعي نينوى بشكل خاص، لأنّ هذه الشريحة هي الشريحة الأكبر في المجتمع العراقي، وأنّ العتبة الحسينية المقدسة سبق وأن خاطبت وزارة الزراعة بهذا الشأن". وفي نهاية اللقاء شكر الدكتور (دريد حكمت طوبيا) العتبة الحسينية المقدسة على هذا الاهتمام بشريحة الفلاحين والمزارعين، والاهتمام المباشر بالمشاكل والمعوقات التي تجابه هذه الشريحة، والمحاولة الجادة لتذليلها وحلّها عن طريق الاتصال المباشر مع الجهات المعنية. وأكّد الدكتور (دريد حكمت طوبيا) أثناء توديع الزائرين بأن يكون خادماً للمرجعية الرشيدة التي أنقذت العراق من العصابات الإجرامية، وأكّد على أهميّة هذه اللقاءات من أجل تطوير الواقع الزراعي في العراق. ويأتي ترأس العتبة الحسينية المقدسة للوفد الزائر بناءً على مطالبات شيوخ ووجهاء العشائر والنخب المجتمعية في مناطق غرب نينوى، لمساعدتهم في تحقيق السلم المجتمعي، لما تتمتع به العتبة الحسينية المقدسة من مكانة مرموقة في تلك المناطق، نظراً لتواصلها المستمر وتقديمها الدعم لمختلف مكونات تلك المناطق، من أجل دعم التعايش السلمي ونبذ العنف والتطرف. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك مطالب وكتب رسمية قُدّمت إلى العتبة الحسينية المقدسة من الحكومات المحلية والنخب المجتمعية تناشد العتبة الحسينية المقدسة مزيداً من التواصل والتعاون من أجل تجاوز مخلّفات داعش، ومساعدتهم في النهوض الثقافي والاقتصادي لتوفير عيش آمنٍ ووحدة وطنية متماسكة.