الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

وفاة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم دروس وعبر


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1345

بسم الله الرحمن الرحيم في الثامن والعشرين من شهر صفر سنة (11للهجرة) فارق الرسول الاعظم هذه الدنيا بعد (23عام) من الجهاد في سبيل ارساء قواعد التوحيد في ارض الجزيرة العربية ونشر الاسلام المحمدي، بعدما ُملئت كفرا لدهور طويلة منذ غياب الشريعة الابراهيمية بغياب شخصها النبي ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ، قبل اكثر من (3000 عام) وكان ساخطا على امته التي خالفت اوامره وعاندت وصاياه متبعة الهوى ومجانبة اهل الحق ،فقد قال تعالى (( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأين مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ولن يضر الله شيئا )) مرت علينا ذكرى استشهاد الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) هذه الذكرى المفجعة للامة الاسلامية وغياب الوحي عن الارض وبداية التحول في الاحداث الاسلامية ، فقد رزئت الامة بفقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك ظهور عصبة من الذين استحبوا الكفر على الايمان ولم يحضورا جنازة الرسول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا دفنه ولا الصلاة عليه بل انكفئوا في سقيفة بني ساعدة يتنازعون امر الخلافة بينهم ويخططون للانقلاب على وصية رسول الله في تنصيب امير المؤمنين الامام علي عليه السلام ، ان هذه الفاجعة اثرت بشكل مؤلم على جميع المسلمين فقد انحرفت سفينة الامة الاسلامية عن مسارها الصحيح وبدات تعاني من امواج الصراع على السلطة ، لذا نلاحظ في في هذه الاحداث العصيبة استيلاء شرذمة من الصحابة الذي خالفوا النبي بصراحة عندما وصفوا النبي بالهجر بعدما طلب منهم ان يأتوه بدواة وكتاب ليكتب وصيته فوصفه بعضهم انه يهجر (( بمعنى ذهب عقله ) معاذ الله وتعالى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك علوا كبيرا ، كفانا كتاب الله، وكانت رزية سماها المسلمون رزية الخميس بلسان عبد الله بن عباس عندما سئل عن وصية رسول الله اخر ايامه ، ومن اثار هذا الانقلاب على وصية الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم اغتصاب الخلافة من الامام علي عليه السلام بعد حادثة الغدير التي نصب فيها الامام علي عليه السلام خليفة ووصيا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول ايات من سورة المائدة تأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتنصيب الامام علي عليه السلام خليفة من بعده فقد جاء في قوله تعالى (( يأيًها النبي بلغ ما انزل اليك من ربك فأن لم تبلغ فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) ومن خلال هذا البلاغ الصارم من قبل الله تعالى الى رسوله الكريم كانت وقفة الغدير ومبايعة الامام علي علي عليه السلام فيها بالخلافة ، ولكن القوم ابوا واستكبروا تنصيب النبي للامام علي عليه السلام بالخلافة من بعده بقولهم على لسان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ( كرهت قريش ان تجتمع في بني هاشم النبوة والخلافة في بيت واحد ) وبعد استيلاء القوم على الخلافة غصب حق السيدة الزهراء في مزرعة فدك واعتبروها فيء للمسلمين وليس نحلة، كما هو معروف انالنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)للسيدة الزهراء منذ سنة (7) للهجرة بعدما وزع غنائم اليهود على المسلمين ومن ضمنها انحلها الى الزهراء عليها السلام ، بعد فتح حصون خيبر من قبل الامام علي عليه السلام وبقيت تحت يدها منذ ذلك الوقت الى وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بداية السنة الحادية عشر من الهجرة ، وجرت الاحداث متواترة على اهل البيت عليهم السلام بعد ذلك حرق بيت السيدة الزهراء من قبل جلاوزة الخليفة وكسروا اضلاع الزهراء واسقطوا جنينها وماتت متأثرة بجراحها ساخطة عليهم ومن بعدها وصلت الامة الى التنازع والتقاتل بينها بعد استلام الامام علي عليه السلام للخلافة فقد ثار عليه اولا الصحابيان الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وزوج النبي عائشة وقادوا الجيوش في معركة الجمل لازالته من السلطة طلبا للدنيا وحقدا عليه قديم ، وثار من بعدهم معاوية بن ابي سفيان وجمع الجيوش لقتاله في معركة صفين ومنها انشق جيش الامام علي وثار عليه وسمي بالخوارج وقاتلهم في معركة النهروان ، وهكذا بدأ العداء واضحا لاهل البيت عليهم السلام منذ ذلك الوقت الى استشهاد الامام الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه في كربلاء في يوم عاشوراء سنة احدى وستون للهجرة . بقلم: حسين ال جعفر الحسيني