الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

مُعَجزةِ الأربَعيْن


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1226

ونحن في رحاب يوم العشرين من صفر المظفر (( يوم اربعين الامام الحسين عليه السلام ) تقف العيون حائرة ،والعقول عاجزة، والانفس ذاهلة، والارواح مستبشرة، والايادي متعاضدة والاقدام متراصة ،والابدان متألفة، لترسم لوحة العشق الحسيني بأجلى صورها، ولتلهم المحبين والموالين الحب الحقيقي بهذة الرحلة المليونية لسيد العشق الامام الحسين ( عليه السلام ) هذه المسيرة المليئة بالحب والجمال التي تقف امامها الاقلام خجلى والايدي حيرى والعقول عجماء ، لتترجم معنى هذه اللوحة الملكوتية والنفحة الربانية ، التي ظهرت على طريق كربلاء الحسين عليه السلام ، هذه الرحلة العجيبة في تنظيمها فلم يرعاها قائد لها يذكر بل هي قلوب تقودها واروحا تنظمها حبا بالحسين عليه السلام وهناك ايدٍ خفية تدرعاه انها يد اهل الله التي تسكن وجعا وتفرح قلبا وتمسح راس يتيم فيهدأ ، وتربت على كتف شيخ كبيرا لتعطيه العزيمة والهمة ليواصل حياته بعيدا عن الياس ، تعانقت القلوب ألفةً فلم نرى طوال هذه الرحلة منازعة بين اثنين سوى في التسابق في خدمة زائر او السلام على شيخ كبير ذو شيبة، او تقديم خدمة له او لعجوز ضعيفة تمتد اليها الايدي لمعونتها ، وفي هذه الرحلة لم نشهد الاُ التفاني في الخدمة بدون ملل ولاكلل او منً واذى بقول و لا فعل ،لم نرى فيها (نزعة الانا) بين خدمة زوار الامام الحسين عليه السلام ، وتشابكت الروح الفانية في حب الحسين بين الطفل الصغير والفتى اليافع والبنت الصبية والشاب والرجل والمراءة كلهم اصبحوا كتلة من الحب ليعبروا عن عشقهم للحسين عليه السلام ، هذه الرحلة من معاجزها انها ابكمت الالسن عن انتقادها بل ان اصحاب المذاهب والديانات انبرت لمدح صاحب الزيارة فنجد قسا من جورجيا يأتي لكربلاء ليبين في الانجيل انه ذبيح شاطىء الفرات وهو الذي اوصى به الله في كل الكتب السماوية ، بأن قتله سيكون منارا لكل البشرية في التضحية والفداء ، ورجالا من الصابئة يقطعون الالاف من الاميال ليصلوا الى القبر المقدس ويعانقون ضريحه ويستلهموا الحب الحقيقي لله من خلال روح الامام الحسين التي تشملهم وترعاهم، ولو تتبعنا مايجري خلال شهري محرم الحرام وصفر الخير من احصائيات اجمالا نقول انها معجزة بمعنى الكلمة ، وتقل فيها نسبة الطلاق وتقل نسبة شرب الخمور والقمار ، وتقل فيها جرائم القتل وغيرها من الذنوب الكبيرة وتزداد الخيرات في النفوس وتنمو الرحمة في القلوب ، وتصل الارحام ويصلح ذات البين وتحترم الاديان ، وتتمازج القلوب بالمحبة وتذوب الفوارق بين الاديان والمذاهب ، بحيث يكونوا قلب واحد يحب الحسين عليه السلام ، ويتفانى للقرب الى الله في وصله ، وروح واحدة تلغى في بوتقتها الجنسيات والالقاب ، وتذوب فيها اللغات ، وتبرز لغة واحدة وهي حب الحسين عليه السلام ، وتحن القلوب على بعضها البعض فنجد العاق لابويه يرجع اليهم نادما وبسبب حبه للحسين عليه السلام ، فالاب يعلم اولاده حب الحسين عليه السلام ، والابناء يسيرون على نهج الحسين عليه السلام ، الام تذكرنا بالسيدة الزهراء عليها السلام مع اولادها الحسن والحسين عليهم السلام ، والاب يجسد دور الامام الحسين عليه السلام من خلال خلال بيان الشعائر الحسينية لهم ، الاولاد يتخذون علي الاكبر والقاسم عليهما السلام انموذجا ساميا لسلوكهم ، في منهج لحياتهم ، والبنات يرون من سكينة ورقية عليهما السلام قدوة لهم في العفة والايمان والمحبة ، والنساء مثالهم الاسمى السيدة زينب عليها السلام ، ومنهجها وصلابتها في مواجهة الاعداء ، وكيف اخذ الحق من الظالمين ، رغم قلة حيلتها وقتئذٍ ،مااعظم هذه الايام انها ايام الله وقد تذكرنا بالروح المثالية التي ذكرها الفلاسفة في دولة افلاطون المثالية فقد جسدها الامام الحسين عليه السلام في كربلاء ، التي خلقنا الله لنتمثل بها ، فنصل الى رضاه وسببا لخلقنا لاجله حسين ال جعفر الحسيني