اخوتي اخواتي اعرض عليكم بعض ما ذكره القرآن الكريم، بعض الايات الشريفة في سورة الاسراء، قبل ان ادخل في الايتين.. القرآن الكريم التعامل معه يختلف باختلاف المُعتَقِد لكن كنظرة عامة لكل من يمتلك الموضوعية ان يتعامل مع اغلب الايات الشريفة عبارة عن قواعد كلية وهذه القواعد ترسم بعض النقاط المهمة في حياة المجتمعات، فممكن ان يستفيد منه الاقتصادي السياسي الاجتماعي فضلا ً عن الفقيه، في بعض الحالات القرآن يتعامل معنا كأفراد وتارة يتعامل معنا كمجتمع وهذا المجتمع تكون المسؤولية ملقاة على الجميع، وهذه مسألة شائكة لا اريد الخوض فيها، تارة هناك مسؤولية تقع على مجتمع وعادة القرآن يعبّر عنها امّة ويحملها المسؤولية لاحظ مثلا ً (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا) حيث يعبّر عنها امّة لأنه لا يعفي القران مسؤولية الامة اذا شاركت وساهمت في حالة من حالات الاضلال، وهكذا صور القرآن الكريم كثيرة في ذلك.. ساستعرض مقطع في سورة الاسراء مقطع حالة من حالات عدم الوفاء، ان الانسان اذا مرّ به شيء ووصل حالة اليأس يتشبث بمن ينقذه فاذا عبر هذه المشكلة رجع الى سالف عهده، الاية تتحدث (وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً (67) سورة الاسراء)، لاحظوا هذه العبارة (وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ) باعتبار انقطعت بكم السبل، البحر مورد للهلكة ومورد للموت لا يوجد احد ممكن ان نلجأ اليه، قال تعالى: (ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاه) لاحظوا اخواني مثلا ًالانسان قد يمرض ويمرض الى حالة يصل الى حالة اليأس تعال واسمع منه الوعود اذا تجاوزت هذه المشكلة سأفعل كذا وكذا.. او مثلا ً الانسان تبدل حاله الى حال سيئة اسمع منه الوعود.. وهذه مسائل الانسان يراها والقران يؤكد هذا المعنى، والاية تبيّن انكم مطوقون لا تملكون لأنفسكم ضراً ولا نفعاً والدليل لا يوجد من ينقذكم إلا إياه، ثم تبين الاية: (فَلَمَّا نَجَّاكُمْ) من الفاعل النجاة الله تعالى استجاب لكم وخرجتم من هذه المحنة.. فلما نجّاكم الله تعالى الى البر اعرضتم وذلك الذي صدر منكم كان كلاماً وانكم اعرضتم وكأن شيئاً لم يكن.. حقيقة هذه الاية نتأمل فيها كيف بني آدم يتعامل مع نفسه مع التزاماته ومع اخلاقياته.. اخواني هذا المقطع تربوي.. ان بني البشر تمر عليهم محن يكونون تحت سلطان جائر.. الهي لو انجيتنا.. الله نجّاهم لا يشكرون الله تعالى على ما فعل بل يتصرفون تصرفات سيئة.. يكونون في حالة سجن الله تعالى لطف بهم.. يكونون في حالة ضيق، الله تعالى يلطف بهم.. الانسان ينسى.. والاية تبين (اعرضتم) يعني لا تكترثوا كأنك ادرت ظهرك لما مضى.. والاية الشريفة: (وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً) كفوراً بالنعمة لأنه يلجأ الى الله تعالى فهو مؤمن لكن بمجرد يكفر بهذه النعمة ثم تبدأ مرحلة جديدة والله تعالى معك، لاحظوا اخواني الله تعالى لا يستجعل بعجلة العباد.. لأن الله تعالى لا يفوته شيء.. يا ايها الانسان الله تعالى خرجّك من الضيق لماذا تُعرِض، قال تعالى: (أَفَأَمِنتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً (68)، هذا حقيقة نوع من التحدي الله تعالى يقول انتم تتحدون الله ما قيمتكم؟! ما هو شأنكم؟! الذي يتحدى لابد ان يكون بمستوى التحدي وبمستوى المتحدي، انتم لا أمان ممكن ان يعصمكم، وهذه الآيات اخواني في منتهى البلاغة لمن القى السمع لمن اتعظ لمن رأى كيف تسير الامور.. ان الله تبارك وتعالى بيده هذه المصائر، القرآن الكريم يحذّر، اخواني هذا لسان مهم والكل يمر بهذه الحالة، وكفر نعمة التفتوا ولعل الآية لا تريد كفر عقائدي او تشمل لكن كفر النعمة داخل.. والانسان المريض لأن اعاد الله صحتي لأفعلن كذا وكذا بمجرد ان تُعاد الصحة اعرض، السياسي لئن لئن اعرض، والاقتصادي اعرض والمسجون اعرض والفقير عندما يمن الله تعالى عليه بمال اعرض.. وهكذا.. ثم قال تعالى: (أَمْ أَمِنتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنْ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً (69)) على الانسان اخواني ان يتعظ ويلتفت ويعرض حجم نفسه وقدراته وان يكون صادقاً دائماً مع الله تعالى عندما يسأل الله تعالى او يطلب منه.. الدنيا قليلة المؤونة وقليل نمكث فيها.. اعاننا الله واياكم على انفسنا كما اعان الصالحين على انفسهم، وختم الله لنا ولكم بالحسنات دائماً وارانا الله تعالى فيكم وفي المؤمنين جميعاً كل خير.. ولا ننسى الدعاء المستمر ثم المستمر للابطال الذين يقارعون الظالمين الدواعش.. نسأل الله تعالى ان يجعّل لهم بالنصر المؤزر وان تكتحل أعين الجميع بذلك اليوم المبارك يوم ان يخرج جميع الظالمين والدواعش من البلاد.. حفظ الله الجميع وصلى الله على محمد وآل محمد..