قدم ممثل المرجعية الدينية العليا، الجمعة، التهاني والتبريكات للعراقيين بجميع اطيافهم وقومياتهم ومكوناتهم بمناسبة تحقق النصر على فلول الارهاب الداعشي، كما تقدم في الوقت نفسه بالاعتذار للشهداء والجرحى والمقاتلين. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (14 /7 /2017)، بمناسبة الاعلان عن تخليص مدينة الموصل من سيطرة الارهابيين الدواعش على يد المقاتلين الابطال، نبارك للشعب العراقي بجميع مكوناته ولقواتنا المسلحة البطلة ولمن شاركها وساندها من المقاتلين الغيارى بجميع مسمياتهم هذا النصر العراقي الكبير، مستذكرين بالاجلال والتعظيم تضحيات الشهداء الابرار والجرحى الكرام. واضاف نتوجه ببالغ الثناء والتقدير لجميع من شارك في تحقيق هذا الانجاز التأريخي المهم، وليس لنا مانقدمه لهم ونكافئهم به مما يفي بقدرهم ويوازي حجم عطائهم الكبير "فعذرا والف عذرا لهم، وعذرا والف عذرا لهم" ولاسيما لارواح الشهداء وللجرحى والمصابين ولجميع المقاتلين الذين تركوا الدنيا وما فيها للدفاع عن الارض والعرض والمقدسات ولابائهم وامهاتهم على تربيتهم لهؤلاء الابطال على مبادئ التضحية والفداء والايثار. وتابع اذا كان من حقنا جميعا ان نسعد ونفرح بما تحقق من نصر عظيم سيبقى مثار فخر واعتزاز على مر السنين والاعوام، مستدركا "ان كنا على مسافة من تحقيق النصر النهائي فان علينا ان لا ننسى ان ثمن هذا الانتصار كان غالياً غاليا، وهو انهار من الدماء الزكية وآلاف من الارواح الطاهرة واعداد كبيرة من الجرحى والمعاقين واضعاف ذلك من الارامل والايتام، بالاضافة الى مانجم عن المعارك العسكرية وجرائم الارهابيين من خسائر كبيرة في الممتلكات والبنى التحتية والابنية التراثية ومعاناة رهيبة واجهها مئات الالاف من المواطنين. واوضح انه لايتوقع ان يتخلصوا من اثارها النفسية والاجتماعية في وقت قريب. واكد ممثل المرجعية الدينية العليا، على ضرورة ان يأخذ الجميع العبر والدروس مما حصل خلال السنوات الماضية قبل استيلاء الارهاب الداعشي على عدد من المحافظات العراقية، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة العمل بصورة جدية لتجاوز المشاكل والازمات التي يعاني منها البلد. واشار الى وجود عدد من الامور التي من الواجب التأكيد عليها في المرحة القادمة تتمثل بضرورة ان يعي الجميع بان استخدام العنف والقهر والشحن الطائفي وسيلة لتحقيق بعض المكاسب والمآرب لن يوصل الى نتيجة طيبة، بل يؤدي الى مزيد من سفك الدماء وتدمير البلاد، ويكون مدخلا واسعا لمزيد من التدخلات الاقليمية والدولية في الشأن العراقي ولن يكون هنالك طرف رابح عندئذ بل سيخسر الجميع ويخسر معهم العراق. وشدد الشيخ الكربلائي في النقطة الثانية على ضرورة ان يعمل من هم في مواقع السلطة والحكم وفق مبدأ ان جميع المواطنين من مختلف المكونات القومية والدينية والمذهبية متساوون في الحقوق والواجبات ولا ميزة لاحد على اخر الا بما يقرره القانون، مشيرا الى ان تطبيق هذا المبدأ بصرامة تامة كفيل بحل كثير من المشاكل، فضلا عن مساهمته باستعادة الثقة المفقودة لدى البعض بالحكومة ومؤسساتها. واردف في النقطة الثالثة بان مكافحة الفساد الاداري والمالي وتجاوز المحاصصات الطائفية والفئوية والحزبية واعتماد مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنم المواقع والمناصب ضرورة وطنية قصوى، مؤكدا انه لافرصة امام العراق للنهوض من كبوته مع استمرار الفساد بمستوياته الحالية واعتماد مبدأ المحاصصة المقيتة في ادارة الدولة. واكد خطيب جمعة كربلاء في ختام خطبته على ضرورة رعاية الجرحى والمعاقين وعوائل الشهداء وتوفير الحياة الكريمة لهم، معتبرا ذلك من ادنى حقوقهم الواجبة على الجميع "وفي المقدمة الحكومة ومجلس النواب"، رافضا التذرع بالتقصير في حقهم بقلة الموارد المالية، موضحا ان هناك العديد من الابواب التي يمكن تقليص نفقاتها لتوفير مايفي بذلك، مبينا انه تم تخصيص رواتب وامتيازات لاناس لم يتحملوا من الاذى والمعاناة في سبيل وطنهم بمقدار يسير مما تحمله هؤلاء الاعزاء. قائلا لهم "اتقوا الله فيهم، واعلموا انكم تساءلون عنهم".