تتمة لمنهجها المقارن ، تواصل المرجعية الدينية العليا ـــ من خلال منبر الجمعة ـــ نمذجة الحكومات العادلة وعلى رأسها حكومة امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ومنهجه الحكيم في الحكم وتولية الأمور لعماله ووصاياه لهم ، ومنها ما اوصى به عليه السلام مالك الأشتر رضوان الله تعالى عليه . إذ تستمر المرجعية من خلال ممثلها وإمام جمعتها في كربلاء المقدسة بطرح وشرح جزئيات مما كتبه الإمام علي سلام الله عليه الى الأشتر عندما ولّاه إعمال مصر ؛ خصوصا ما يعنى بالرعية والعدل بينهم ، ومنه تقوى الله في من لا حيلة لهم ومن لا يملكون وسيلة لتأمين حوائجهم كالمساكين والمحتاجين وأهل البؤسى والزمنى . حيث اكد الشيخ الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي أقيمت بإمامته في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة 8 ذي القعدة 1437هـ الموافق 12 آب 2016 م ، على ضرورة رعاية من وقعوا في البؤس وسوء الحال من شدة الفاقة (البؤسى) فضلا عن غير القادرين على العمل (الزمنى) ، ليتمم شرحه للعهد العلوي بخصوص طبقات المحتاجين القانع منهم والمعتر " ومن اعتزل في بيته لا يسأل بلسانه ولا يعرض نفسه في مظان الترحم وقضاء الحوائج إما لعفته وعزة نفسه وإما لعدم قدرته على ذلك كالزّمنى ونحوهم " . وفي مورد شرحه للمقطع (( وَاجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ وَقِسْماً مِنْ غَلَّاتِ صَوَافِي الْإِسْلَامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ )) ، بين الشيخ الكربلائي المقصد العلوي في تخصيص سهما من بيت المال للفقراء والمحتاجين والمساكين وأهل البؤس والزمنى ، فضلا عن نصيبهم من غلات الصوافي ، محتملا ان يراد بذلك أن يجعل نصيبا من ثمرات كل بلد لفقرائه ومساكينه ، دون فرق بين القاصي منه والداني من حيث السكنى والعلاقة السببية والنسبية من الحاكم . وأكد سماحته بأن تضييع حقوق هؤلاء لا يمكن إعذاره من قبل الله تعالى ، مما يحّتم عليك ـــ والحديث للوالي ـــ بأن لا " تصرف همك وقصدك عن الفقراء المحتاجين ؛ بل توجه اليهم توجها بليغا واسعَ في قضاء حوائجهم ولا تصعر خدك لهم أي لا تمل بوجهك عنهم تكبرا واستخفافا بهم " . وطالب الكربلائي من خلال عرضه لصورة مما يجري للنازحين الذين عبر عنهم بأنهم " أهلنا " و " أعزاء " ؛ بضرورة رعايتهم وتأمين مستلزماتهم الضرورية لحين عودتهم الى مدنهم وقراهم ، معتبرا أن ذلك في الأصل واجب حكومي بحت إلا ان قصور وتقصير الحكومة في أداء واجبها هذا ؛ يدفعنا أن نهيب بجميع المواطنين وكل حسب قدرته بالمساهمة في إعانة هؤلاء ورعاية كرامتهم وحرمتهم . هذا وقد لفت سماحته ـــ ربطا بالوصايا العلوية للأشتر بضرورة إعانة المحتاجين والمساكين ـــ الى ان النازحين هم المصداق الأجلى لهؤلاء ، ليوظف بعد ذلك صورة تفصيلية لما يعانيه هؤلاء من حرمان وبؤس كمشهد متكرر في الكثير من مخيمات اللاجئين . وتساءل الكربلائي على لسان شاهده النازح السبعيني المحدودب الظهر المنهك بطول العمر ؛ هل من العدل ان يعيش النازح ظروفا مأساوية يحرم من خلالها من ابسط حقوق مواطنته وانتماءه في وقت يتهافت الفاسدون على نهب ثروات هذا البلد لينعموا بخيراته دون ان يمنعهم احد من ذلك ؟ . حيث وضّح ان هذا النازح الذي " ترك داره مع عائلته على عجل وفي وجل في ليلة لا ينسى تفاصيلها ما بقي حيا " سوف لا ينسى هذه الذكريات المؤلمة وستبقى " تقض مضجعه طول عمره ، سيما ذكرياته وهو ينتقل من قرية الى اخرى فما ان تطأ قدمه أحداها حتى يجدها خاوية على عروشها لا يشم منها الا رائحة الموت ولا يبصر منها الا الدمار والخراب فيعلم أنها هي الأخرى هُجِّر أهلها قسرا بعد ان خيروا بين حز الرقاب او الخضوع للظلم والإرهاب وانتهاك الأعراض " . واستنكر سماحته ما يدعيه بعض المسؤولين في مكافحة الفساد معتبرهم " غير جادين " في ذلك . وفيما يلي النص الكامل للخطبة ... الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 8 ذي القعدة 1437هـ الموافق 12 آب 2016 م ورد في كتاب الامام علي عليه السلام لمالك الأشتر لمّا ولاّه على مصر وأعمالها : (( ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ لَهُمْ مِنَ الْمَسَاكِينِ وَالْمُحْتَاجِينَ وَأَهْلِ الْبُؤْسَى وَالزَّمْنَى فَإِنَّ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ قَانِعاً وَمُعْتَرّاً )) . يأمره عليه السلام بأن يتق الله في افراد هذه الطبقة برعاية حقوقهم ، وتكرار لفظ الجلالة مشعر بأهمية الموضوع وذلك لما ذكره عليه السلام من ان هذه الطبقة من الناس لا حيلة لهم ؛ أي لا يملكون وسيلة لتأمين حوائجهم ؛ وذكر منهم المساكين والمحتاجين وأهل البؤسى والزمنى . وأهل البؤسى هم الذين وقعوا في البؤس وسوء الحال من شدة الفاقة ، والزمنى هم الذين أصيبوا بالزمانة أي المقعدون غير القادرين على العمل . وتعبيره عليه السلام بالطبقة السفلى ليس من اجل انهم ادنى درجة من غيرهم في الإسلام ؛ فأن الضعف والمرض والفقر وامثالها لا يجعل الانسان ادنى درجة من غيره عند الله تعالى ؛ وقد قال في كتابه الكريم (( ان أكرمكم عند الله اتقاكم )) ، بل المقصود انهم في الطبقة الدنيا اجتماعياً من حيث الإمكانات المادية والشؤون الدنيوية . ثم يقول الامام عليه السلام : (( فَإِنَّ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ قَانِعاً وَمُعْتَرّاً )) ، حيث أشار الامام عليه السلام الى قسمين في هذه الطبقة ورد ذكرهما في القرآن الكريم في قوله تعالى (( واطعموا القانع والمعتر )) ، فالقانع فُسر بأنه الفقير الذي يقتنع بما يعطى له ولا يسخط ، والمعتر فُسر بالذي يأتيك ويقصدك من الفقراء . ثم أشار الى قسم ثالث بقوله عليه السلام : (( وَتَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ ... )) ، وهو من اعتزل في بيته لا يسأل بلسانه ولا يعرض نفسه في مظان الترحم وقضاء الحوائج إما لعفته وعزة نفسه وإما لعدم قدرته على ذلك كالزّمنى ونحوهم . ثم يقول الامام عليه السلام : (( وأحفظ لله مَا استَحْفَظَكَ من حَقِّه فِيهِمْ )) ، فإن الله جعلك حاكما عليهم وواليا وحافظا لحقوقهم المالية والاجتماعية حتى تؤدي الى كل فرد منهم حقه فأحفظ هذه الوديعة المهمة واعتن بحقوق هؤلاء طلباً لمرضاة الله تعالى وحذرا من نقمته لأنهم لا يقدرون على مقابلة من يهضم حقوقهم . (( وَاجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ وَقِسْماً مِنْ غَلَّاتِ صَوَافِي الْإِسْلَامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ )) ، أي اجعل لهؤلاء الفقراء والمحتاجين والمساكين واهل البؤس والزمنى سهما من بيت المال العام وقسما ونصيبا من غلات صوافي الإسلام (( جمع صافية وهي الارض التي لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وكانت صافية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )) ، ويحتمل ان يكون المعنى اجعل لهم نصيبا من ثمرات ما يحصل في بلدهم بمعنى تخصيص ثمرات كل بلد لفقرائه ومساكينه . (( فَإِنَّ لِلْأَقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي لِلْأَدْنَى وَكُلٌّ قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّهُ )) ، الأقصى والأدنى يمكن ان يراد بهما البعيد والقريب من حيث السكن ؛ ويمكن ان يراد بهما البعد والقرب من الحاكم سببا او نسبا او علاقة او محبة او منصبا او عشيرة ونحو ذلك من الجهات ، فعلى المعنى الأول يكون لا فرق في العناية بين من يكون بحضرتك من الفقراء وبين من يكون ساكنا في المناطق البعيدة ؛ وعلى المعنى الثاني لا فرق بين القريب اليك لأحد الاسباب المذكورة والبعيد عنك وان كانوا جميعا في بلدك او في غيره، وبالتالي فان المناط في اعانتهم ورعايتهم بالتساوي فقرهم وحاجتهم لا الأمور المذكورة . (( وَلَا يَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ )) ، أي لا يصير الزهو بمقام الحاكمية والولاية التي لك موجبا لصرف النظر عنهم وعدم التوجه اليهم معللا ذلك بالاشتغال بالأمور المهمة العامة فان احكام الامور الهامة الكثيرة لا يكون مبرراً لصرف النظر عن الأمور الواجبة القصيرة ، فانك قد استرعيت حقوقهم أي جعلك الله تعالى مأموراً بمراعاة حق كل واحد منهم . (( فَإِنَّكَ لَا تُعْذَرُ بِتَضْيِيعِكَ التَّافِهَ لِإِحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ فَلَا تُشْخِصْ هَمَّكَ عَنْهُمْ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ )) ، أي انك لست بمعذور عند الله تعالى بتضييعك التافه أي القليل لأجل ان تحكم وتتقن المهم الكثير من المسؤوليات فان تضييع الحق ولو كان قليلا ً غير مقبول ولا يعذرك الله فيه واذا كان كذلك فلا تصرف همك وقصدك عن الفقراء المحتاجين بل توجه اليهم توجها بليغا واسعَ في قضاء حوائجهم ولا تصعر خدك لهم أي لا تمل بوجهك عنهم تكبرا واستخفافا بهم . (( وَتَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ وَتَحْقِرُهُ الرِّجَالُ فَفَرِّغْ لِأُولَئِكَ ثِقَتَكَ مِنْ أَهْلِ الْخَشْيَةِ وَالتَّوَاضُعِ )) ، ثم اوصى بالتفقد للقسم الثالث وهم الذين لا يصلون الى الوالي لعجزهم او لبعدهم وكذلك الضعفاء والفقراء الذين لا يقدرون على عرض حوائجهم عليه ممن تزدريهم العيون وينظر بعض الناس اليهم ينظر الحقارة مع انهم في الواقع ليسوا كذلك فأجعل لهم وسيلة من رجال تثق بهم ، وفرغ هؤلاء الثقات للبحث عن هؤلاء المحتاجين ومعرفة احوالهم مع اتصاف هؤلاء الثقات بالخوف من الله تعالى والتواضع لعظمته حتى لا يأنفوا ولا يتكبروا عن التعرف على هؤلاء الفقراء وتفقدهم ثم يرفعون حوائجهم اليك ويخبرونك بأحوالهم وظروفهم المعاشية والاجتماعية ثم يعمل فيهم أي يعمل في حقهم من الرعاية وقضاء الحوائج ما امره الله به بحيث يعذر اليه أي يكون ذا عذر عنده اذا سأله عن فعله بهم وماذا قدم لهم . (( فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ بَيْنِ الرَّعِيَّةِ أَحْوَجُ إِلَى الْإِنْصَافِ مِنْ غَيْرِهِمْ وَكُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللَّهِ فِي تَأْدِيَةِ حَقِّهِ إِلَيْهِ )) ، ونبه عليه السلام في وجه الحكمة لمزيد العناية بهؤلاء بقوله عليه السلام فان هؤلاء ؛ أي ان هؤلاء الفقراء الذين يحتقرون بين الناس احوج الى الانصاف والعدل من غيرهم وذلك، ولكنه اكد على ضرورة اداء حق الجميع اليه بلا فرق بين صنف وصنف فقال (( وَكُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللَّهِ فِي تَأْدِيَةِ حَقِّهِ إِلَيْهِ )) ، أي ادّ حق جميع الاصناف من المحتاجين ليكون لك عذراً عند الله تعالى حيث فوض امرهم إليك وجعلك واليا عليهم . ايها الإخوة والأخوات .. بعد هذا الشرح ؛ نود ان نلفت النظر الى ان من ابرز مصاديق المحتاجين واهل البؤسى الذين اوصى بهم الامام عليه السلام في عهده وأكثرهم استحقاقاً للعناية والرعاية في هذا الوقت هم النازحون عن مدنهم وقراهم ، ولكي نضعكم في ملامح الصورة التفصيلية لما يعانيه هؤلاء المواطنون من الحرمان والبؤس وفي ظل هذه الظروف الجوية القاسية نذكر لكم هذا المشهد المتكرر في اكثر من مكان . هو رجل سبعيني في عمره احدودب ظهره وأنهكته سنون العمر الطويلة ؛ هَمَّ مغادرا داره مع عائلته على عجل وفي وجل في ليلة لا ينسى تفاصيلها ما بقي حيا ، ستبقى ذكرياته الحزينة تقض مضجعه وهو ينتقل من قرية الى اخرى فما ان تطأ قدمه احداها حتى يجدها خاوية على عروشها لا يشم منها الا رائحة الموت ولا يبصر منها الا الدمار والخراب فيعلم انها هي الاخرى هُجِّر اهلها قسرا بعد ان خيروا بين حز الرقاب او الخضوع للظلم والإرهاب وانتهاك الأعراض ، فينتقل الى مكان آخر عله يجد ارضاً في وطنه تؤويه هو وارملة ابنه المقتول واطفاله اليتامى الذين يتضورون جوعا ويرتعدون خوفا حتى لاح له من بعيد مخيم للنازحين فتوجه اليه على امل ان يستفيئوا فيه بظل يحجب عنهم اشعة الشمس الحارقة في الصحراء القاحلة ويجدوا فيه بعض الماء والطعام . وفي المخيم وجد قليلا ً من الرجال وكثيراً من النساء والاطفال بينهم العديد من الارامل واليتامى، ولاح له يتيم متيم بالشوق لوالده المقتول غدرا تحتضنه أمه التي أنهكتها ايام الترمل والفراق وقساوة الحياة تحتضنه بكل ما اوتيت من قوة وحنان فلم يعد لها سواه ، إنها تخشى ان تخطفه يد المنون كما خطفت والده ، وجلست على مقربة منها عجوز تنتحب بكاءً وهي تستذكر اولادها القتلى وقد تناثرت اشلاؤهم وسط انقاض دارهم التي فجرها الإرهابيون ـــ وتمنت لو أنها لم تخرج من ذلك الحين وكانت معهم الان جثة هامدة تحت الأنقاض ـــ وفي جانب آخر من الخيمة جلس بعض الرجال والشباب مهمومين مغمومين يفكرون في مستقبلهم ومتى وكيف يتخلصون من هذا الوضع الصعب . وفي هذا الأثناء وصلت الى المخيم سيارة الإغاثة ؛ فهرع الأطفال نحوها يتشبثون بها ويتهافتون ملهوفين للحصول على ارغفة خبر تسدّ جوعتهم وقناني من الماء يطفئون بها عطشهم وبعض المواد الضرورية الاخرى التي جاد بها اهل الخير ولكنها لا تكفيهم الا بضعة ايام ، وتساءل ومعه بقية النازحين في المخيم أ من العدل ان نعيش هذه الظروف المأساوية ونحرم من ابسط حقوقنا كمواطنين في هذا البلد ، وهناك الكثير من الفاسدين الذين يتنعمون بخيراته ويتهافتون على نهب ثرواته وليس هناك من يمنعهم عن ذلك ويؤاخذهم عليه ، بالرغم من الدعاوى الفارغة لبعض المسؤولين من انهم جادون في مكافحة الفساد ؟ ايها الإخوة والأخوات .. هذه صورة عما يجري لأهلنا النازحين في كثير من المناطق ، ومن المؤكد ان رعايتهم وتأمين المستلزمات الضرورية لهم الى حين عودتهم الى مدنهم وقراهم هي بالدرجة الأساس واجب الحكومة ومسؤوليتها ، ولكن في ظل تقصيرها وقصورها نهيب بالمواطنين جميعاً كل حسب امكاناته ان يساهم في مساعدة هؤلاء الاعزاء بالطريقة التي تتسنى له مع رعاية كرامتهم وحرمتهم . اللهم تفضل على فقراءنا بالعفة والغنى وعلى مرضانا بالشفاء والعافية وعلى احياءنا باللطف والكرامة وعلى امواتنا بالمغفرة والرحمة وعلى النازحين والمهجرين من اوطانهم بالعودة اليها سالمين غانمين .