الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

المرجعية الدينية : لابد من وضع حد للتهاون مع الفاسدين والفاشلين على حساب دماء وأرواح المواطنين لأنه أمر لا يطاق


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1451

أكدت المرجعية الدينية العليا على ان المؤمنين السائرين على خط اهل البيت عليهم السلام لن تزيدهم الأعمال الوحشية ـــ وأخرها تفجيرات مدينة الكرادة والاعتداء الآثم على مرقد السيد محمد عليه السلام في بلد ـــ الا إصرارا على التمسك بمبادئهم وقيمهم " مؤكدة على ان هؤلاء المؤمنين " لن يسمحوا للإرهابيين ومن يدعمونهم ويحتضنونهم بأن يحققوا أهدافهم الخبيثة " . كما كشفت المرجعية من خلال ممثلها في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي على ان أتباع اهل البيت عليهم السلام سيلّقنون الإرهابيين دروساً لن ينسوها أبداً في جبهات القتال . وأعتبر الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي أقيمت بإمامته في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة 3 شوال 1437هـ الموافق 8 تموز 2016م هذه الأحداث بأنها مناسبة حزينة ، ليعبر من خلالها عن عظيم أسى وأسف المرجعية الدينية العليا ، " للدماء الزكية التي أُريقت في هذا الحادث المفجع وعن بالغ الألم لآهات الثكالى ودموع اليتامى وأنين الجرحى والمصابين " كما واسى سماحته العوائل المفجوعة بفقد أحبتها ، داعيا الله جل وعلا بــأن يربط على قلوبهم ويمنّ عليهم بالصبر والسلوان . وفي مورد حديثه عن الموقف الحكومي إزاء ذلك ، كشف الصافي عن ان مطالبة الحكومة بالعمل على كشف مخططات الإرهابيين وإلقاء القبض عليهم وعلى من يدعمونهم وتقديمهم الى العدالة واتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع وقوع هذه المآسي الفظيعة ، أمر طالما تكرر في الأعوام السابقة ، معتبرا غياب الرؤية الصحيحة لمن هم في محل المسؤولية من اصحاب القرار فضلا عن تفشي المحسوبية وغياب المهنية وعدم استماع هؤلاء لما تبديه لهم المرجعية من نصائح معطوفة بالضغط الجماهيري خصوصا خلال هذا العام سيما التي تدعو منها الى تغييرات جوهرية في الأداء الحكومي وبالأخص منه محاربة ملف الفساد وإحراز المهنية في التعيينات الحكومية ومنها المواقع والمناصب الاستخبارية والأمنية ، هو الذي أوصلنا لما نحن عليه اليوم . وبعد أن اعتبر خطيب جمعة كربلاء المقدسة ان هدف الإرهاب من هذه التفجيرات هو إراقة دماء أكبر عدد ممكن لإيقاع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي خصوصا وأنها تستهدف الرجال والنساء والشباب والأطفال من اتباع اهل البيت عليهم السلام . وطالب الصافي بضرورة وضع حد لما يحدث ، معتبرا أن التهاون مع الفاسدين والفاشلين على حساب دماء وأرواح المواطنين أمر لا يطاق خصوصا وأن هؤلاء لم يستفيدوا من كل الدروس حيث لم يمضي بعد اسبوع واحد على فاجعة الكرادة لنفجع بالاعتداء الآثم على مرقد السيد محمد عليه السلام في بلد .. مؤكدا على " إن جرائم الإرهابيين بحق الشعب العراقي ومقدساته ستستمر وتتوالى اذا لم يوضع لها حد بإتّباع الأساليب المهنية في معالجة الخروقات الأمنية " . وفيما يلي النص الكامل للخطبة ... أخواتي ... أخواتي ... اعرض على مسامعكم الكريمة ما يأتي : في اوائل هذا الأسبوع وقبيل انتهاء شهر رمضان الفضيل وحلول عيد الفطر ، استهدف الإرهاب الداعشي تجمعاً كبيراً للمواطنين الابرياء في منطقة الكرادة بالعاصمة بغداد ، فحصد بذلك أرواح المئات منهم وأصاب مئات آخرين بجروح وحروق مختلفة ... في فاجعة عظيمة ومشاهد مروعة تقّشعر لها الأبدان وتتوجع لها القلوب وتسترخص لها الدموع ، وقد سلبت عن الناس فرحة العيد وحولته الى مناسبة حزن واسى . لقد اختار الإرهابيون الأشرار لجريمتهم النكراء ، ذلك التجمع الكبير من الرجال والنساء والشباب والاطفال من اتباع اهل البيت عليهم السلام بهدف إراقة دماء أكبر عدد ممكن منهم ولإيقاع الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي الكريم . ولكن ليعلموا ان المؤمنين السائرين على خط اهل البيت عليهم السلام لن تزيدهم هذه الاعمال الوحشية الا اصراراً على التمسك بمبادئهم وقيمهم ، ولن يسمحوا للإرهابيين ومن يدعمونهم ويحتضنونهم بأن يحققوا أهدافهم الخبيثة ، وسيلّقنونهم في جبهات القتال دروساً لن ينسوها أبداً . وفي هذه المناسبة الحزينة ، نعبّر عن عظيم الأسى والأسف للدماء الزكية التي أُريقت في هذا الحادث المفجع وعن بالغ الألم لآهات الثكالى ودموع اليتامى وأنين الجرحى والمصابين ... ونواسي العوائل المفجوعة بفقد احبتها وندعو الله تعالى ان يربط على قلوبهم ويمنّ عليهم بالصبر والسلوان . وأما مطالبة الحكومة بالعمل على كشف مخططات الارهابيين والقاء القبض عليهم وعلى من يدعمونهم وتقديمهم الى العدالة واتخاذ الاجراءات الضرورية لمنع وقوع هذه المآسي الفظيعة ، فقد تكررت خلال السنوات الماضية هذه المطالبة عقيب حوادث مماثلة ، ولكن تلك المطالبات لم تحقق شيئاً في ظل غياب الرؤية الصحيحة لأصحاب القرار وتفشي الفساد والمحسوبيات وعدم المهنية في مختلف المفاصل بالرغم من كل النصح المرجعي والضغط الشعبي ولاسيما خلال العام المنصرم بإحداث تغيير جوهري في أداء المسؤولين وقيامهم بمكافحة الفساد بصورة جدية ، وتطبيق ضوابط مهنية صارمة في التعيينات الحكومية ولاسيما في المواقع والمناصب المهمة كالمهام الامنية والاستخبارية . ان التهاون مع الفاسدين والفاشلين على حساب دماء وارواح المواطنين أمر لا يطاق .. ولا بد من وضع حد له .. مع انه لم يمضي على فاجعة الكرادة اسبوع واحد حتى وقع حادث الاعتداء الاثم في الليلة الماضية على مرقد السيد محمد عليه السلام في بلد ، وقد نجم عنه سقوط عشرات الابرياء من الزوار وغيرهم .. وهكذا تتوالى وتستمر جرائم الارهابيين بحق الشعب العراقي ومقدساته اذا لم يوضع لها حد باتباع الاساليب المهنية في معالجة الخروقات الامنية ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، سائلين الله تعالى التوفيق لهذا الشعب وربط الله على قلوبنا وقلوب الجميع وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين . ا