انتابنا شعورٌ روحانيّ في حضرة أبي الفضل العباس(عليه السلام) والسيد السيستانيّ رجلٌ محترمٌ ومحبوب ومكانته عالية، ونحن متفهّمون دوره الأبويّ للعراق بمختلف طوائفه ومدى تألّمه لما يحصل ويجري على العراقيّين ومن ضمنهم المسيحيّون..، هذا ما بيّنه الكاردينال ثيودور ماك كاريك كاردينال الروم الكاثوليك ورئيس الأساقفة الخامس خلال قيامه بزيارةٍ للعتبة العبّاسية المقدّسة بمعيّة وفدٍ مسيحيّ قادم من العاصمة الأمريكية واشنطن، وبعد قيامة بجولةٍ في أروقة الصحن الشريف والمتحف توجّه لقاعة تشريفات العتبة المقدّسة ليلتقوا بمتولّيها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه). ضمّ الوفد مجموعةً من الأساقفة الكاثوليك والأنجيلكان على رأسهم الكاردينال ثيودور ماك كاريك كاردينال الروم الكاثوليك ورئيس الأساقفة الخامس، ووليام كريف ميلر وهو سفيرٌ أمريكيّ لدى أوكرانيا والمطران جون برايسون شين من الكنيسة الأنجيلكانية وأسقف واشنطن والكاتدرائية الوطنيّ. وتبادَلَ الجانبان أطراف الحديث عن مجمل التطوّرات التي تمرّ بها المنطقة وبالأخصّ التداعيات الأخيرة وما خلّفته العصابات التكفيرية والإرهابية، وما لحق بالمواطنين من أذىً وتهجير وقتل على يد هذه الجماعة التي لا تمتّ للإسلام والمسلمين بصلة. الكاردينال ثيودور ماك كاريك بيّن من جانبه قائلاً: "قبل كلّ شيء أودّ أن أعبّر عن امتناننا لإتاحة الفرصة لنا لزيارة هذا المكان المقدّس، أنا أؤكّد لك أنّ سماحة السيد السيستاني محترمٌ ومحبوبٌ ومكانته عالية جدّاً ليس فقط في المجتمع أو في العراق، وإنّما في الكنيسة ومن قبل قداسة البابا خاصّة". موضّحاً: "غمرتنا فرحةٌ كبيرة وانتابنا شعورٌ روحانيّ ونحن نتشرّف بزيارة هذا المكان المقدّس من جهة، ومن جهةٍ أخرى لقاء أناس مقرّبين من السيد السيستاني، ونتمنّى منكم إيصال سلامنا الحارّ له وأمنياتنا الطيّبة بدوام السلامة والعافية، وحقيقةً كنّا نتمنّى لقاءه في هذه الزيارة لكنّنا نتفهّم مدى انشغاله بأمور البلد وإنّنا نقدّر ونحترم كثيراً جهوده الجبّارة وما يبذله من دورٍ قياديّ كبير ومؤثّر". وأضاف: "مسيحيّو العراق بجميع طوائفهم خلال لقائنا معهم بيّنوا أنّ لديهم أملاً كبيراً ومعقوداً بشخصيّة عظيمة، وهي شخصيّة السيد السيستاني والطيّبين في هذا البلد بالرغم ممّا ألمّ بهم من مشاكل ومواجع، ونحن متفهّمون دوره الأبويّ للعراق بمختلف طوائفه ومدى تألّمه لما يحصل ويجري على العراقيّين ومن ضمنهم المسيحيّون". من جانبه بيّن المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) أنّ أمير المؤمنين عليّاً(عليه السلام) كان يوصي أحد ولاته، يقول له: (الناس صنفان إماّ أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق)، فالحقّان محفوظان حقّ الأخوّة وحقّ الدين، ونحن نمتثل بهذه المقولة وجعلناها دستوراً لنا ومنهجاً لعلاقتنا مع إخوتنا من الطوائف الأخرى ومنهم المسيحيّون.