أكد خطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) خلال خطبته الثانية التي القاها في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة 13/ربيع الاول/1437هـ الموافق 25/كانون الأول/2015م ، على أن يكون لتحرير المناطق التي اغتصبتها عصابات داعش ، وإعادة إعمارها وإرجاع نازحيها أولوية كبرى للجميع بدء من اصحاب القرار في الدولة ، مُثنيا في الوقت ذاته على جهود وتضحيات مقاتلي الجيش والشرطة والمتطوعين وابناء العشائر وهو يخوضون معارك شرسة ضد هذه العصابات التي لا تراعي اية ضابطة اخلاقية سيما في اتخاذها للمدنيين الأبرياء دروعا بشرية ، مطالبا مقاتلي الجيش والشرطة والمتطوعين وابناء العشائر بضرورة اتخاذ كافة الاجراءات الممكنة لإبعاد الأذى عن هؤلاء الابرياء وحمايتهم من المخاطر التي يمكن ان يواجهوهها في ذلك . السيد الصافي ، وفي معرض حديثه عن العصابات الاجرامية والجماعات غير المنضبطة التي تقوم بأعمال خطف وسلب وقتل تستهدف المواطنين والمقيمين ، وتُخل بالأمن والاستقرار في البلد ، مع تطرقه للمصادمات التي تحدث بين بعض العشائر في بعض المحافظات ، عّد اختطاف الصيادين الخليجيين الذين دخلوا البلاد بشكل مشروع وقانوني ، بأن وراءه أهداف سياسية ، كما استنكر الصافي ذلك وأدانه بشدة ، معتبرا اياه مما لا ينسجم مع المعايير الدينية والقانونية ، فضلا عن تنافيه ومكارم اخلاق العراقيين وقدحه بسمعة بلدهم ، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة إطلاق سراحهم . كما جدد الصافي دعوته للحكومة العراقية وكافة القوى السياسية ، بمساندة القوى الامنية في حماية البلد والعمل ما بوسعها للحد من هذه الممارسات التي تخل بالأمن وتهدد سلامة المواطن والمقيم والزائر . هذا وقد جاء فيها ما يلي : اخوتي الاعزاء اخواتي الفاضلات اعرض على مسامعكم الكريمة امرين : الأمر الاول : من المؤكد ان استعادة جميع الاراضي التي استولت عليها عصابات داعش الارهابية ، وإعادة اعمار مناطقها السكنية ، وارجاع النازحين اليها ، يجب ان تشكّل اولوية كبرى لدى الجميع وفي مقدمتهم اصحاب القرار في الدولة العراقية ونحن نحمد الله تبارك وتعالى انه قد تم خلال الاشهر القليلة الماضية تقدم كبير في تحرير العديد من المناطق التي كانت ترزح تحت سطوة الارهابيين وذلك بفضل جهود وتضحيات اعزاءنا المقاتلين من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وابناء العشائر وغيرهم . واليوم يخوض هؤلاء الابطال معارك شرسة لتحرير ما تبقى من مدينة الرمادي وهم يواجهون عدواً ظالماً لا يراعي ادنى الضوابط الاخلاقية في حربه معهم ، ومن ذلك قيامه بمنع العوائل والمدنيين الابرياء من الخروج من المدينة واتخاذهم دروعاً بشرية لحماية نفسه مما يعقّد مهمة القوات المكلّفة بتحرير المدينة . واننا اذ نؤكد على اعزتنا المقاتلين بأن يتخذوا كافة الاجراءات الممكنة لإبعاد الأذى عن الاهالي الابرياء وحمايتهم من المخاطر التي يواجهونها ، نرفع اكف الضرّاعة الى الله تعالى العلي القدير ، ان يمّن على قواتنا البطلة بالنصر المؤزر وان يتغمد شهداؤهم الابرار بواسع رحمته ويمنّ على جرحاهم بالشفاء والعافية . الأمر الثاني : في هذه الظروف الصعبة التي ينشغل فيها قسم كبير من القوات الامنية بمقاتلة داعش وحماية المواطنين من مخاطر الارهابيين الذين لا يزالون يستهدفون المدنيين الابرياء بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة وغيرها نجد ان عصابات اجرامية وجماعات غير منضبطة تقوم بأعمال خطف وسلب وقتل تستهدف المواطنين والمقيمين وتُخل بالأمن والاستقرار في البلد ، وتُضاف اليها المصادمات العشائرية المؤسفة التي تشهدها بعض المحافظات بين الحين والآخر مما تذهب ضحيتها ارواح الكثير من الابرياء ، وقد اُضيف الى ذلك في الآونة الاخيرة بعض عمليات الاختطاف لأهداف سياسية ومن ذلك ما وقع مؤخراً من اختطاف عدداً من الصيادين الذين دخلوا البلد بصورة مشروعة . ان هذه الممارسات لا تنسجم مع المعايير الدينية والقانونية وتتنافى مع مكارم اخلاق العراقيين وتسيء الى سمعة بلدهم وهي ممارسات مُدانة ومستنكرة بكل تأكيد ، واننا اذ نطالب بإطلاق سراح جميع المختطفين اياً كانوا ، نجدد دعوتنا للحكومة العراقية والقوى السياسية كافة بأن تساند القوى الامنية في جهودها الحثيثة لحماية البلد وتعمل ما بوسعها لوضع حدٍّ لجميع الممارسات الخارجة عن القانون ولاسيما ما يخل بالأمن ويهدد سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين . نسأل الله تعالى ان يحل الامن في ربوع بلدنا ويوفق الاخوة عاجلا ً في طرد السرطان الأكبر (داعش) حتى يتحقق الاستقرار بفضله ومنّه . ونسأله تبارك وتعالى ان يأخذ بيد الجميع لما فيه خير الدنيا وسعادة الآخرة ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على محمد وآله الطيبين الطاهرين .