في الوقت الذي تشهد فيه مدينة كربلاء المقدسة توافد الالاف من المواكب الحسينية لتقديم خدماتها للملايين من زوار الإمام الحسين عليه السلام خلال زيارة الاربعين ، اعتذر احد هذه المواكب عن اداء ذلك ، بداعي التزامهم ساحات الدفاع عن الوطن ومقدساته . الاعتذار هذا جاء ـ حسب القائمون على الموكب ـ تلبية لدعوة المرجعية خلال منبر الجمعة في كربلاء المقدسة والذي طالبت خلاله بضرورة الحفاظ على مكتسبات الانتصار الاخير الذي حققها ابناء الحشد لشعبي والقوات الامنية . إذ يرى الزائر خلال تجوله في شوارع كربلاء المقدسة وبالتحديد شارع قبلة الإمام الحسين عليه السلام وجود لافتة معلقة في مقدمة احد المواكب الحسينية مكتوب عليها ( موكب شباب خدمة الإمام الحسين عليه السلام ومسؤوليه في الحشد الشعبي المقدس ، يعتذرون من الزائرين الكرام وذلك لالتزامهم بواجبهم المقدس في جبهات القتال ضمن قاطع سامراء ) . وفي تصريح له ، خص به الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة ، أكد مسؤول موكب شباب خدمة الحسين عليه السلام احمد الزهيري قائلا : " اعتدنا في كل عام على تقديم خدماتنا لزائري ابي عبد الله الحسين عليه السلام ، الا أننا نقدم اعتذارنا لهذه السنة عن اداء هذه الخدمة الشريفة بداعي تواجد جميع شباب الموكب في ساحات الجهاد تلبية لنداء المرجعية الدينية العليا بفتواها المقدسة في الدفاع عن العراق ومقدساته " . كما بين الزهيري: " أنه لشرف عظيم أن يلتحق هذا الجمع المؤمن من شباب الموكب ضمن فرقة الامام علي القتالية التابعة للعتبة العلوية المقدسة ومنذ اليوم الاول من انطلاق فتوى الجهاد المقدس ، وهم بذلك يجددون شرف النصرة للإمام الحسين المظلوم وقضيته ضد الإرهاب الكافر ، إذ لم يبقى في موكبنا هذا سوى شخصين اثنين لتقديم الخدمات الارشادية والايوائية دون الإطعام " . يذكر أن المرجعية الدينية العليا قد طالبت خلال خطبة جمعتها الأخيرة في الصحن الحسيني الشريف يوم 14/صفر الخير/1437هـ الموافق 27/تشرين الثاني/2015م ، بضرورة مرابطة المقاتلين عند السواتر الامامية في جبهات القتال وعدم تركهم لمواقعهم بداعي التوجه للزيارة تحصيلا للثواب الأجزل في الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات ، فضلا عما يتحصلوه من مثوبة زيارات المؤمنين والمؤمنات نيابة عنهم ، وهم بذلك يجمعون مثوبة القتال في سبيل الله ومثوبة زيارة الامام الحسين (عليه السلام) . ابراهيم العويني