الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

خطيب جمعة كربلاء المقدسة يدعو الى تسخير كافة الإمكانات الضرورية لدعم المعركة والتنسيق بين جبهاتها ويأسف على مصادمات طوز خورماتو ، ويطالب بضرورة إصلاح المنظومة الحكومية من الفساد ، وإشاعة ثقافة المواطنة الصالحة


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:29 | عدد الزيارات: 1163

اكد خطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) خلال خطبته الثانية التي القاها في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة 30/محرم الحرام/1437هـ الموافق 13/تشرين الثاني/2015م ، على ضرورة تسخير كافة الامكانات في مواجهة العدو وبذل المزيد من التنسيق والتعاون بين القوات المقاتلة من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وابناء العشائر والبيشمركة لتحقيق النصر . كما ثّمن سماحته ؛انتصارات البيشمركة في سنجار ، معربا في الوقت ذاته عن اسفه للمصادمات التي وقعت في طوز خورماتو ، عادا اياها غير مبررة ، في وقت تستلزم الحاجة فيه ؛ توجيه السلاح نحو العدو المشترك المتمثل في داعش . واثنى السيد الصافي على طلبة المدارس المتوسطة والاعدادية ممن وفروا بعض صرفياتهم اليومية دعماً منهم لظروف المعركة المصيرية ، معتبرها مواقف سخية وكبيرة وإن صغرت ، وهي حجة على المسؤولين والاثرياء واصحاب القرار ، مطالبا اياهم بضرورة الاقتداء والحذو والتأسي بهؤلاء الطلبة . وبخصوص ظاهرة تسويف الموظفين الحكوميين لعملهم ومعاناة المواطنين منها ، وظهور آفة الرشوة الخطيرة ، فقد اعتبر سماحته هذه الحالة جزء من الفساد الذي تعاني منه المنظومة الحكومية التي تستوجب إصلاحا تربويا وتثقيفيا من خلال إشاعة ثقافة المواطنة الصالحة بدء من البيت والمدرسة بما يضمن بناء جيل يمتلك هذه السمة الحقة (المواطنة الصالحة) ، فضلا عن ضرورة القيام به ـ الإصلاح التربوي والتثقيفي ـ استباقيا لمن يدخل في سلك العمل الحكومي . هذا وقد جاء فيها ما يلي : اعرض على مسامعكم الكريمة امرين : الأمر الاول : نؤكد مرة اخرى ، على ما تقدم في الخطب السابقة ، من ان تحدي الارهاب الداعشي هو التحدي الاكبر الذي يواجهه البلد في الظرف الحاضر ، ولابد من تسخير كافة الامكانات في مواجهته ؛ داعين الى مزيد من التنسيق والتعاون بين القوات المقاتلة من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وابناء العشائر والبيشمركة ، للخروج في المعارك القادمة بانتصارات جديدة ، وتحرير مناطق اخرى ، ليتحقق في النهاية الانتصار الكامل بطرد الارهابيين عن جميع اراضينا ، وازالة خطرهم عن بلدنا بإذن الله تعالى . وبهذه المناسبة نشيد بالانتصارات التي تحققت على ايادي الاخوة البيشمركة في سنجار ، ونبدي اسفنا للمصادمات التي وقعت في طوز خورماتو مما لا مبرر لها ابداً . آملين ان يضع العقلاء من الطرفين حداً لها ، وان يوجه جميع الاخوة اسلحتهم الى العدو المشترك ، وهم الارهابيون الدواعش . قبل ان انتقل الى الامر الثاني ، واقعاً من باب الثناء على مجموعة من الطلاب في المتوسطة والاعدادية الذين قللوا من مصروفاتهم اليومية دعماً للمعركة التي يخوضها العراق ضد الارهابيين ، وواقعاً انا احمل بيدي بعض العمل النقدية وهي عبارة عن مصروفاتهم اليومية التي قللوها ، وهي من اصغر فئة الى فئة الالف دينار ، لأنهم لا يملكون الا هذه الاموال ، وحقيقة كانت لهم هذه المواقف السخية دفاعاً عن البلد . عندما نقول لابد ان تُدعم هذه المعركة ويكون هؤلاء الابناء من الساعين والداعمين لها ، لابد ان تكون هذه الممارسة وان صغرت لكنها كبيرة في الواقع ، لأنهم لا يملكون الا هذه الاموال ، تكون حجة على المسؤولين في الدولة وعلى الاثرياء وعلى اصحاب القرار الذين يمكن ان يساعدوا لكنهم لا يفعلون ذلك . واقعاً ... نتشرف بهؤلاء الاولاد الذين هم مفخرة للبلد ، وعلى الساسة الذين لا يفعلون ان يتعلموا من هؤلاء . الامر الثاني : يعاني المواطنون من عدم اهتمام بعض الموظفين في الكثير من الدوائر الحكومية بإنجاز معاملات المراجعين وفق السياقات القانونية ، بل يلاحظ في حالات غير قليلة ، ان بعض الموظفين يعمد الى عرقلة المعاملة واطالة امد المراجعة ومن السهل جداً على بعضهم ـ أي الموظفين ـ ان يؤجل المراجع الى وقت اخر من دون سبب مقبول ، غير مكترث بما يسبب ذلك للمراجع من اذى و مشاكل ، وهذا جزء من الفساد الذي تعاني منه المنظومة الحكومية ، ويجب السعي الى اصلاحه والاصلاح في جانب مهم منه عمل تربوي وتثقيفي ، ولابد من القيام به في مرحلة سابقة على دخول الموظف في سلك العمل الحكومي . ان اشاعة ثقافة المواطنة الصالحة وتربية الاولاد عليها في البيت والمدرسة والجامعة ؛ يساهم كثيراً في تقليل بعض الممارسات الخاطئة عند بعض الموظفين ، وترفع اللامبالاة التي تحيط بسلوك اخرين ، ان بعض الآفات الخطيرة التي تعاني منها الدوائر الحكومية كالرشوة ، لم يكن لها ان تنتشر بهذه الصورة المخيفة التي نشهدها اليوم لو كان هناك عمل جاد في تربية ابنائنا وبناتنا على الابتعاد عنها كحالة غير اخلاقية ، وتحذيرهم من مخاطرها على بناء البلد ومستقبله . ان فساد النفس هو من اعظم انواع الفساد ومن لم يكن له وازع من نفسه يصعب منه من ارتكاب المنكر بسلطة القانون فقط ، والوازع النفسي لا يتحقق الا من خلال التربية الصالحة والنشأة الصحيحة ، فاذا كنا نريد لبلدنا مستقبل افضل تقل فيه نسبة الفساد ، فلابد ان نعمل على تنشئة الجيل الجديد في البيت والمدرسة والجامعة على التحلي بالفضائل الاخلاقية والابتعاد عن رذائلها ، نزرع وننمي في نفوسهم حب الوطن والمواطن اياً كان ، والالتزام بالصدق ورعاية حقوق الاخرين والابتعاد عن الكذب والرشوة والاضرار بالمصالح العامة ونحو ذلك ؛ وهذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع . نسأل الله تبارك وتعالى ، ان يأخذ بأيدينا جميعاً الى ما فيه صلاح بلدنا وشعبنا ، انه ارحم الراحمين ، والحمد لله رب العالمين .