اكد خطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه ) خلال خطبته الثانية التي القاها في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة 2/محرم الحرام/1437هـ الموافق 16/تشرين الاول/2015م على ضرورة دعم الدولة وبكافة مؤسساتها لظروف المعركة المصيرية التي تخوضها قواتنا المسلحة وابنائنا المتطوعين ، فضلا عن مطالبته الجهات المعنية بأن تكون موازنة العام القادم بحجم التحدي لتجاوز الأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها البلاد ، معرجا على ضرورة إقرار قانون سلم الرواتب الجديد مراعاة للعدالة الاجتماعية ، وجاء فيها : اخواتي الاعزاء ... اخواتي ... أعرض على مسامعكم الكريمة امرين : الأمر الاول : منذ عدة ايام يخوض اعزائنا من ابطال القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الغيارى معارك شرسة في عدة قواطع لتطهير المزيد من الاراضي من رجس الارهابيين، وتتوالى انباء انتصاراتهم وتقدمهم في مناطق مهمة كان الارهابيون يحكمون السيطرة عليها، فتم بحمد الله تعالى تحريرها بأيدي قواتنا البطلة ، ونحن اذ نبارك لهم هذه الانتصارات المهمة، ونشدّ على ايديهم، وندعو لهم بمزيد الصبر والثبات، ولشهدائهم الابرار بالمغفرة والرضوان ، ولجرحاهم بالشفاء والعافية ... نجدد التأكيد على أمرين : أ . على الدولة بكل مؤسساتها ، ان تدعم هذه المعركة المصيرية، وتوفر لها الامكانات المتاحة من اجل ادامة هذا النصر، مستذكرة في نفس الوقت ، الارادة القوية التي تمتع بها هؤلاء المقاتلون، رغم الظروف الصعبة لتلك الارادة القوية التي اوقفت الانهيار الذي مرّت بها المؤسسات في وقتها . وهذا الاستذكار من باب التوثيق التاريخي المهم جداً من جهة والشعور بالمسؤولية تجاه هؤلاء الابطال من جهة اخرى ، حتى يندفع الاخوة المسؤولون نحو مسؤوليتهم التاريخية والوطنية في ابداء المساعدة اللازمة التي هي من الواجبات الوظيفية بالنسبة اليهم . ب. على الاخوة الاعزاء الذين يقاتلون من اجل شعب العراق وارضه ومقدساته، ان يعلموا انهم يخوضون اشرف المعارك واقدسها واهمها في تاريخنا المعاصر، وهم بذلك يكتبون تاريخاً مشرقاً ومشرفاً لبلدهم بدمائهم الزكية وعقولهم النيّرة وسواعدهم المفتولة، وعليهم ان لا يضعفوا عن القتال ولا يستكينوا ولا يهنوا ولا تفتر همتّهم ، بل المأمول منهم ... وهم أهل لذلك، ان يزدادوا ضراوة على الاعداء وبسالة في مواقع القتال وشجاعة اذا تقابلت الصفوف . انكم ايها الاعزاء، ابطال العراق ونجبائه ومفخرته، حاضراً ومستقبلا ً، ويحق للعراقيين جميعاً ان يفخروا بكم ويفخروا بآبائكم وامهاتكم الذين قدموا فلذّات اكبادهم دفاعاً عن هذا الوطن ، ويفخروا بزوجاتكم اللائي شجعنكم على الذهاب الى جبهات الحق ، وحفظن الاولاد والبيوت في غيابكم ... انكم جميعاً موضع فخرنا واعتزانا وتقصر الكلمات عن اداء بعض حقكم . ايها المقاتلون الابطال من رجال القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الغيارى ... انكم في خندق الحق وعدوكم في خندق الباطل ، فكونوا حريصين على رعاية الحق والعدل في جميع خطواتكم ، حافظوا على ما تقع تحت ايديكم من الاموال العامة او الاموال الخاصة للمواطنين واحموا الشيوخ والنساء والاطفال وكل بريء لا دور له في المعارك ..عاملوا الجميع بالرأفة والرحمة والانسانية . بارك الله بكم، وحمى الله ارضنا ومقدساتنا بهمتكم، وحقق النصر المؤزر بسواعدكم ان شاء الله تعالى . الأمر الثاني : تبحث الجهات الحكومية المعنية في هذه الايام الميزانية المالية للعام القادم ومن المتوقع ان يقرّها مجلس الوزراء قريباً وتصل الى مجلس النواب لمناقشتها واقرارها ، والمأمول ان يراعى في اعداد هذه الميزانية وضع حلول واقعية لتجاوز الازمة المالية والاقتصادية التي يمر بها البلد وان تتخطى الطريقة التقليدية في توزيع الموارد المالية وصرفها وان تلاحظ الاولويات في كافة موارد الصرف فلا يخصص شيء من موارد البلد لأمور غير ضرورية يمكن الاستغناء عنها ، ولا سيما في هذه الظروف الحرجة ، وقد قامت الحكومة مؤخراً بتقديم مشروع قانون الى مجلس النواب لتعديل رواتب الموظفين بما يراعى فيه قدر اكبر من العدالة الاجتماعية . ونأمل ان لا يتأخر مجلس النواب في إقراره ليتم العمل به في وقت قريب ، وهناك خطوات قامت بها الجهات المعنية بمكافحة الفساد وملاحقة المتهمين به ، نأمل ان تتبعها خطوات اخرى اكثر جديّة حتى تخليص البلد من هذه الآفة (آفة الفساد) التي هي ام المصائب التي حلّت به . نسأل الله سبحانه تعالى ان يعيننا ويعين الاخوة المتصدين على مكافحة الفساد على العمل بما يحفظ حقوق هذا الشعب وهذا البلد، وان يأخذ بأيدي الجميع الى الخير والصلاح انه سميع مجيب وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .